الخليج والعالم
خلافات حادة داخل الإدارة الأمريكية على خلفية المفاوضات مع الحكومة الأفغانية و"طالبان"
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها أن الروايات المتباينة حول أسباب إلغاء إجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ممثلي الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" في منتجع "كامب ديفيد" كشفت التوترات داخل الإدارة الأميركية، مشيرة الى وجود توتر بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من جهة ومستشار الأمن القومي جون بولتون من جهة أخرى، فالأخير يعارض المفاوضات مع حركة طالبان.
ولفتت إلى أن البعض رجّح مضيّ ترامب بإنسحاب أولي من أفغانستان على الرغم من التطورات الأخيرة.، غير أنه نقل عن مسؤول مطلع قوله إن قيام ترامب بإلغاء اللقاء يأتي في سياق "الإنتصار" لبولتون.
التقرير نقل أيضًا عن مسؤول أميركي رفيع أن ترامب كان الطرف الأساس الذي كان يضغط من أجل إنعقاد إجتماع "كامب ديفيد".
وتحدّث التقرير عن وجود خلافات حادة بين بومبيو و بولتون حول المفاوضات مع "طالبان" وأيضًا حول ملفات أخرى، وإلى أن بولتون يتهم بومبيو بإقصائه من ملف أفغانستان.
وبحسب ما تفيد الـ"واشنطن بوست" نقلًا عن المسؤول المطلع، أعرب بولتون عن تحفظاته حيال الصفقة مع "طالبان" عندما اطلع الموفد الأميركي زلماي خليلزاد ترامب على بنود هذه الصفقة في اواخر آب/اغسطس الماضي.
"بوليتيكو"
وفي سياق متصل، رأت مجلة "بوليتيكو" الأميركية ان سبب إلغاء اللقاء بين ترامب وممثلي الحكومة الأفغانية و"طالبان" في "كامب ديفيد" هو وقوف "طالبان" خلف هجوم حصل مؤخرا أدى إلى مقتل جندي أميركي.
وقالت المجلة في تقرير نشرته اليوم إن "هذه التطورات في ملف أفغانستان تأتي بعد فشل ترامب في تحقيق إنجازات في ملفات أخرى على صعيد السياسية الخارجية، مثل إيران وكوريا الشمالية والصين"، لافتة إلى أن المرشحين الديمقراطيين للرئاسة الأميركية يمكنهم الإستفادة من هذا الموضوع.
وأشار التقرير إلى أن "ترامب واجه إنتقادات واسعة باعتبار ان الإجتماع كان سيجري قبل أيام فقط من ذكرى هجمات 11 أيلول/سبتمبر"، وذكَر بتصريحات المرشحة الديمقراطية آمي كلوبوشار التي قالت إن ما يجري "ليس برنامج ألعاب" وان طالبان "هم إرهابيون".
وتحدث عن "خلافات داخل إدارة ترامب حول موضوع التعامل مع طالبان"، مشيرا إلى أن بولتون يشكك بجدوى المفاوضات مع "طالبان"، بينما يؤيدها وزير الخارجية مايك بومبيو، ما خلق توترا بين الطرفين.
ونقل التقرير عن مصدر مطلع أن "بولتون كان قد أبلغ ترامب أنه يعارض إجراء المحادثات في كامب ديفيد"، لافتا إلى أن "بولتون أعرب عن معارضته لأي إتفاق مع "طالبان" وحث ترامب على الإكتفاء بخفض عديد القوات الأميركية في أفغانستان إلى حوالي 8,600 جندي، وذلك خلال إجتماع جرى في 29 آب /اغسطس الماضي".
التقرير ذكر أنه "ليس واضحا ما إذا كان هجوم "طالبان" هو السبب الحقيقي لإلغاء الإجتماع، وأن إقتراب ذكرى هجمات 11 أيلول/سبتمبر ربما دفع ترامب إلى إعادة النظر في الموضوع".
وتابع أن تعليق المحادثات مع "طالبان" يطرح سؤال عما إذا كان ترامب سيقرر الإنسحاب الجزئي من أفغانستان، دون التوصل إلى إتفاق مع طالبان"، مشيرا إلى ان إتخاذ مثل هكذا خطوة قد يلقى ردود فعل عنيفة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، باعتبار ان الكثير من المشرعين الأميركيين يتخوفون من عودة "طالبان" إلى الحكم في أفغانستان ولسماح لهذا البلد بأن يصبح مجددًا "ملاذًا آمنًا للمجموعات الإرهابية".
"ذا أميركان كونسيرفاتيف"
بدوره، تحدث الكاتب كيرت ميلز في مقالة نشرتها مجلة "ذا أميركان كونسيرفاتيف" عن نزاع بين بولتون وبومبيو حول ملف أفغانستان، مشيرا إلى ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مؤخراً لجهة عدم السماح لبولتون بالإطلاع بشكل منفرد على الخطط حول أفغانستان.
ولفت الكاتب في مقالته التي حملت عنوان :"هل نفذ وقت جون بولتون؟"، إلى أن "بولتون يشكّل خطرًا على مساعي ترامب للتوصل إلى إتفاق تجاري مع الصين وإنهاء الحرب في أفغانستان"، مضيفا أن بولتون لعب دوراً أساسي في إلغاء اللقاء الذي كان يخطط له ترامب مع الحكومة الأفغانية و"طالبان" في "كامب ديفيد".
كما تحدث عن حاجة ترامب إلى مستشار أمن قومي أكثر إنسجاماً مع رؤيته إذا ما أراد إنهاء الحرب في أفغانستان، وسمى في هذا السياق شخصيات مثل دوغلاس ماكجريجور وستيفن بيجون وجاك كين".
وقال الكاتب إن "بولتون يسير على نفس درب مسؤولين أميركيين سابقين قام بإقالتهم ترامب، منهم وزير العدل الأميركي السابق “جيف سيسونز و كبير إستراتيجيي البيت الأبيض السابق ستيف بانون، و وزير الحرب الأميركي السابق جايمس ماتيس.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024