الخليج والعالم
"ديفانس وان": ماذا وراء التقارب السعودي الإسرائيلي؟
تحدث الكاتب ديفيد ميدنيكوف في مقالة نشرها موقع "ديفانس وان" الأميركي عن توطيد العلاقات بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية، مشيرا إلى ان دوافع هذا الخطوة مرتبطة بحماية "أمنها القومي" والمحافظة على "سلطتها القوية" إلى جانب مواجهة إيران.
وأشار الكاتب إلى ان "المواقف الرسمية العربية" شهدت تحولا نوعيا تجاه "اليهود" والكيان الصهيوني، مضيفا السعودية لعبت الدور الأساس في هذا السياق.
وأوضح أن "الرياض حاولت خلال الأعوام الأخيرة أن تصبح "أقوى دولة عربية" من خلال إستخدام نفوذها الإقتصادي" وقال إن "ذلك جاء كرد فعل على أحداث ما يسمى بـ"الربيع العربي" في ظل مخاوف حكام السعودية ودول مجاورة من فقدان الحكم".
وسلط الكاتب الضوء على السياسات التي إتبعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بدءًا بشن عدوان على اليمن مرورا بفرض حصار على قطر، وصولا بعقد المزيد من صفقات الأسلحة مع دول غربية.
الكاتب أشار إلى أن "العدوان الذي شنته السعودية على اليمن فشل في تحقيق أي من أهدافه، فيما واجه ابن سلمان انتقادات كثيرة بسبب حملات القمع بحث معارضين سياسيين، ما جهل حصيلة إستراتيجية إبن سلمان خاسرة.
وتابع أن فشل إبن سلمان دفعه للتحالف مع حكّام يتبعون سياسات مشابهة، مثل الكيان الصهيوني والإمارات ومصر، مشيرا إلى ان الرياض و"تل أبيب" تمتلكان "عدوا" مشتركا يتمثل بإيران.
واعتبر الكاتب ان السياسات السعودية تأتي في سياق إقامة تحالف بين الدول التي "تسعى للتركيز على الأمن على حساب الحقوق الديمقراطية"، وتابع أن الكثير من الحكومات العربية خلصت إلى أن نشاط المعارضة وحرية التعبير السياسي قد يؤدي إلى الإنهيار السياسي والفوضى، خصوصا بعد أحداث "الربيع العربي". وأضاف أن ذلك دفع بالكثير من الأنظمة العربية إلى التركيز أكثر فأكثر على "الأمن الداخلي" وقمع الخطاب السياسي.
وتابع الكاتب أن "هذه المقاربة المبنية على تقوية الجيش والشرطة وعدم القبول بالمعارضة السياسية، تؤدي إلى زيادة التقارب بين السعودية والكيان الإسرائيلي".
وأردف أن "الحكومات العربية تعتبر أن الفلسطينيين تحت حكم الاحتلال يشكلون "مشكلة" وليس أولوية، بسبب تركيزها على العامل الأمني بسبب مخاوفها من الإنتفاضة السياسية".