الخليج والعالم
ما هي دلالات زيارة أردوغان الأخيرة إلى روسيا؟
علي حسن
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي له جمعه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان بعد وصول الأخير إلى موسكو أنهما اتفقا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة بؤر المسلحين في ادلب وغيرها من المناطق السورية، مؤكًدا الالتزام بوحدة الأراضي السورية وسلامتها، وأضاف بوتين إن إنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية لتركيا خطوة إيجابية من حيث وحدة الأراضي السورية.
الخبير الاستراتيجي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتور بسام أبو عبد الله رأى في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّه "بعد التطورات الميدانية الأخيرة في ادلب وتقدم الجيش المستمر واستعادة مدينة خان شيخون خضع أردوغان للأمر الواقع، فالعمل العسكري يتم عبر قضم الجغرافيا وفرض أمر واقع ميداني سيتقبله أردوغان لأن هامش المناورة في ادلب لم يعد مسموحًا به بعد اليوم"، مضيفًا إن " الروسي تفهم موضوع المنطقة الآمنة التركية كما صرح بالمؤتمر الصحفي لقطع الطريق على مشروع انفصالي ترعاه الولايات المتحدة، لكن هذا التفهم له مقابل بمعنى أن ادلب مقابل تفهم الروسي لما يجري شرق الفرات وبالتالي سيقبل أردوغان بما يجري في ادلب".
أضاف أبو عبد الله إن "أردوغان أعطي أكثر من فرصة لكنه وصل لحائط مسدود لأنه حاول المناورة ودعم الجماعات الإرهابية وأدخلها و تحولت نقاط المراقبة التركية لنقاط مشتركة مع المسلحين ولم يقبل التخلي عن الإرهابيين حتى تلقى صفعة خان شيخون التي ستؤدي إلى تحولات في المشهد، حتى أنّ كبار ضباطه، وأحدهم كان مسؤولاً عن عمليات ادلب، قد قدموا أنفسهم للإحالة على التقاعد بحسب الصحف التركية دلالةً على امتعاض المؤسسة العسكرية التركية من سياسات أردوغان التي هدرت ماء وجه تركيا وهم لا يريدون تحمل مسؤولية ما سيحدث لاحقاً و المكابرة من قبل أردوغان لم تعد تنفع لأن ما سيجري هو فرض أمر واقع ميداني يليه فرض واقع سياسي جديد ستقبله تركيا على مراحل و سيتلقى الرئيس التركي جرعات السم في ادلب على دفعات".
وأكد أبو عبد الله لـ"العهد" أنّ "إيران تقف خلف الموقفين السوري والروسي وتؤيدهما، والدول الثلاث متفهمة وداعمة لعودة سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها بعد مكافحة التنظيمات الإرهابية، وهناك من يرى أنّ تركيا مخادعة بالمشهد الحالي وتقف بين واشنطن وموسكو، لكن الأخيرة تعرف الواقع التركي وأستبعد أن تعود أنقرة كأداة للناتو لأن هذا الطرح حتى داخل تركيا لم يعد موجودًا، فواقع المصالح الاقتصادية و الجيو-اقتصادية تفرض على تركيا أن تقيم علاقات مع روسيا وآسيا تبحث عن دور جديد لها بعد سقوط مشروعها العثماني في سوريا".