الخليج
متى أُغلق الحرم المكي؟
مرّت الكعبة المشرفة منذ بنائها في عهد النبي إبراهيم عليه السلام بأحداث جسيمة لم تقتصر فقط على ما يخص أداء شعائر الحج والعمرة، بل إنه أغلق الحرم المكي بسبب أحداث تتعلق إما بالأوبئة أو الحروب والفتن الدائرة عبر التاريخ.
هجوم أبرهة الحبشي عام 569
حدث في عام الفيل، حين توجه أبرهة الحبشي إلى مكة المكرمة بغرض هدم الكعبة، وتقول الروايات إنه كان حينها حاكمًا لمملكة أكسوم (الحبشة).
وبحسب الروايات متعددة المصادر، فإن أبرهة الحبشي جهّز جيشًا كبيرًا، ضمّ عددًا من الفيلة الإفريقية التي كان العرب حينها يفتقرون لآليات التعامل معها، ما أثار خوف الناس، ليتركوا الحرم المكي ويختبئوا في الجبال القريبة.
وتختلف الروايات حول تاريخ حدوث هذه الواقعة، إذ يعتقد مؤرخون وقوعها عام 570 ميلادي، فيما يذهب آخرون إلى الاعتقاد بأنها حدثت بين عامي 568 و569 ميلادي.
منع الحج 10 سنوات عام 930
وقعت حادثة القرامطة عام 317 هجري الموافق لعام 930 ميلادي.
وتدور أحداث واقعة القرامطة قبيل عام 317 هجري، حيث كان القرامطة يعمدون إلى شن هجمات مستمرة على أطراف مكة، وطرق الحج القادمة من الشام واليمن وغيرها، ما أدى إلى تناقص أعداد الحجاج عامًا بعد عام، حتى أفتى علماء المسلمين عام 317 هجري بجواز عدم الحج، حماية للأنفس والأعراض.
وفي العام ذاته، وخلال موسم الحج، قرر زعيم القرامطة آنذاك أبو طاهر القرمطي اقتحام مكة، ما خلف أعدادًا كبيرة من القتلى.
ويروي المؤرخون أن القرامطة منعوا الحج لأكثر من 10 سنوات، واعتبروه عادة جاهلية مثل عبادة الأوثان.
وقبل رحيل القرامطة عن مكة، سرقوا باب الكعبة والحجر الأسود واصطحبوه إلى عاصمتهم آنذاك هجر (مدينة القطيف حاليا شرق السعودية)، وبقي في حوزتهم لمدة 20 عامًا، قبل أن تتمكن الدولة العباسية من إعادته عام 337 هجري، مقابل 120 ألف دينار ذهبي.
تفشي الطاعون عام 1814
في عام 1814، مات نحو 8 آلاف شخص جراء تفشي الطاعون في بلاد الحجاز، ما أدى إلى توقف الحج في سنة الطاعون.
وتفشّت الأوبئة سنة 1837 خلال فترة الحج، واستمرت حتى 1892، وشهدت تلك الفترة موت ألف من الحجاج يوميًا.
حادثة جهيمان العتيبي عام 1979
وقعت حادثة جهيمان في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1979، الموافق لـ 1 محرم 1400، وتعتبر أكثر الحوادث شهرة في التاريخ المعاصر.
وأدت الحادثة إلى إغلاق كامل للحرم المكي، بعد أن سيطر جهيمان وأتباعه (يقدر عددهم بالمئات) على المسجد الحرام لمدة أسبوعين، قبل أن تتمكن السلطات السعودية، في عملية واسعة، من دخول الحرم يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر 1979.
وجهيمان العتيبي هو مواطن سعودي، انخرط في "الجماعة السلفية المحتسبة"، اشتهر اسمه بعد حادثة اقتحامه للمسجد الحرام مع مئات من أتباعه، إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز.
وطالبت "جماعة جهيمان" البيعة لمحمد بن عبد الله القحطاني صهر جهيمان.
وفي 9 كانون الثاني/ يناير 1980، تم تنفيذ حكم الإعدام حدا بالسيف بحق المدانين في هذه الواقعة حسب أحكام القضاءالسعودي، حيث أعدم 61 مدانًا في مقدمتهم جهيمان العتيبي وسجن 19 آخرون.
وتتفاوت أعداد الضحايا من المعتمرين والمصلين الذين كانوا محاصرين داخل المسجد الحرام، إثر عمليات إطلاق النار بين مسلحي جهيمان والقوات السعودية، والتي انتهت بدخول الأخيرة إلى المسجد بعد الاستعانة بقوات الإنزال والمهام الخاصة "كوماندوز".
وتقول السلطات السعودية إن 26 حاجًا قضوا في تلك الأحداث، إضافة إلى 127 من قواتها و117 مسلحًا، فيما تقدر مصادر أخرى عدد القتلى بالآلاف.
انتشار كورونا عام 2020
في 5 آذار 2020، أعلنت السعودية عن إغلاق الحرمين الشريفين ضمن ما قالت إنها "إجراءات احترازية لمنع العدوى"، وذلك بعد تسجيل 5 إصابات بفيروس "كورونا" في المملكة.
وأقفل المسجد القديم في الحرم النبوي الشريف، بما فيه الروضة الشريفة، كما أُغلقت مقبرة البقيع.
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024