معركة أولي البأس

الخليج

السعودية الرائدة بتعذيب معتقلات الرأي تُنصَّب عاصمةً للمرأة العربية!
17/02/2020

السعودية الرائدة بتعذيب معتقلات الرأي تُنصَّب عاصمةً للمرأة العربية!

حين قراءة الخبر للوهلة الأولى يتراءى لنا أنه نكتة سمجة، لكن التمعن فيه يوضح أنه حقيقة في عالم العجائب. السعودية، التي وجهت لها الكثير من الانتقادات اللاذعة من قبل منظمات دولية لانتهاكها حقوق الإنسان والتضييق بشتى السبل على المعارضين من النساء والرجال والأطفال على حد سواء، تصبح بسحر ساحر عاصمة للمرأة العربية للعام 2020. 

هي نفسها الدولة الوحيدة التي كانت حتى الأمس القريب تحظر على المرأة قيادة السيارة، وأُدخلت العديد من النساء السعوديات السجون بسبب هذه التهمة. وهي التي تفننت في تعذيب النساء من معتقلات الرأي المناهضات لسياسة آل سعود في الحكم، بدءا بالصعق بالكهرباء إلى التحرش الجنسي والاعتداء بالضرب المبرّح، أبرزهن إيمان النفجان وعزيزة اليوسف ونوف عبد العزيز ورقية المحارب والأستاذة الجامعية هتون الفاسي، وعلى رأس القائمة معتقلة الرأي لجين الهذلول، التي لا تزال خلف قضبان زنزانتها، ترزح تحت فنون التعذيب الجسدي والنفسي بحسب ما أفاد أفراد عائلتها غير مرة، وذنبها الوحيد تعبيرها عن رأيها المعارض لسياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

إذًا، تعويم الرياض لخطاب الإصلاح بهدف تقديم صورة إصلاحية براقة مزيفة أمام المحافل الدولية ليس سوى أداة ووسيلة لإسكات ممنهج للأصوات المعارِضة، وفي هذا السياق تسهب تقارير منظمة العفو الدولية في الحديث عن ذلك، آخرها تقرير يؤكد أن خطابات الحكومات حول الإصلاحات، التي زادت بعد تعيين ولي العهد محمد بن سلمان تتعارض بشكل صارخ مع حقيقة وضع حقوق الإنسان في البلاد.

المنظمة تكشف زيف ادعاءات السلطة السعودية، وتوضح أن الرياض "تعمد بيد إلى إجراء إصلاحات تتعلق بحقوق المرأة، لكنها باليد الأخرى تطلق العنان لحملة قمع ضارية على أبرز النساء المدافعات عن حقوق الإنسان، اللواتي ناضلن لسنوات من أجل تحقيق هذه الإصلاحات، وكذلك على المواطنين الآخرين الذين يعملون من أجل التغيير".

وحتى اليوم، لا تزال المنظمات الحقوقية تطالب المملكة بالإفراج  فورا ودون قيد أو شرط عن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان المعتقلين بسبب تعبيرهم السلمي عن آرائهم.

السجون

إقرأ المزيد في: الخليج