معركة أولي البأس

عين على العدو

19/08/2019

"يديعوت" تنشر تقريرًا خاصًا بالسلطة الفلسطينية يتوقّع تصعيدًا في الضفة

نقلًا عن موقع "يديعوت أحرونوت"

السلطة على حافة الانفجار: جمودٌ سياسي، شعورٌ بالعزل الدولي والازمة الاقتصادية العميقة في السلطة الفلسطينية لا يقلقون فقط المستوى السياسي في رام الله بل ايضا رؤساء الاجهزة الامنية هناك. تقرير استخبارتي فلسطيني سري، كتب لصالح رؤساء الاجهزة الامنية الفلسطينية، يحذر من تدهور الوضع الامني في الضفة الغربية ومن موجة تصعيد عنيفة قد تؤدي الى تقويض الاستقرار في حال استمرت الازمة السياسية والاقتصادية.

التقرير الذي وصل محتواه الكامل الى صحيفة "يديعوت احورنوت" والى موقع "واي نت"، كتب قبل ايام معدودة على الهجوم الذي قتل فيه دبير سورك، وتوقع سلسلة الهجمات التي وقعت في الايام الاخيرة في الضفة الغربية وشرقي القدس، كما أنه أشار الى الجيل الشاب في السلطة الفلسطينية، ابناء 16 -25 عاما، الذي يتعرض لكل الغضب، الضغط والخشية من المستقبل، ووفقا لذلك هو ايضا خطير جدا ومنه قد تخرج العناصر التي ستؤدي الى التصعيد. التقرير يرتكز على محادثات كثير جرت مع الشبان الفلسطينيين في الضفة، التحقيق معهم وكذلك متابعتهم وبعد الحوار بينهم على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتُظهر المعطيات تقديرًا قاتمًا يتضمّن توقعات بارتفاع حالات عمليات اطلاق النار ووضع عبوات من خلال محاكاة الهجمات التي نجحت في السنة الاخيرة مثل الهجمات على مفترق عوفرا وغفعات آسف، الهجوم في المنطقة الصناعية "بركان" وعلى مفترق أريئيل".

ووفقا لتقدير جهات استخبارية فلسطينية، الشاب المعني بالحصول على السلاح لشن هجوم باستطاعته الحصول عليه بسهولة نسبية بسبب وجود صناعة السلاح المرتجل في الضفة الغربية وبسبب المساعي التي تبذلها "حماس" في تجنيد فلسطينيين وتنفيذ هجمات بواسطة جهاز عمليات تابع لها يُدار من الخارج ومن غزة.

معدو التقرير يحذرون ايضا من انتفاضة شعبية ضخمة نتيجة عمق الازمة الاقتصادية، إذ يحصل المتظاهرون على إلهام من تظاهرات السياج في غزة. جوهر الخشية هي ان فترة الصيف، التي يشعر التلاميذ خلالها بالملل وتكون نسبة البطالة مرتفعة خاصة بين الشبان الذين أنهوا دراساتهم الثانوية والاكاديمية، قد تكون منفذًا لإدخال "أفكار متطرفة تُوجه للارهاب".

كاتبو التقرير يشيرون الى مزاج عام يدعو الى تغيير نهج الهدوء مقابل "اسرائيل"، لان ذلك لم يجلب للسلطة الفلسطينية أيّ انجاز سياسي في العقد الاخير، مقابل "حماس" التي تستخدم نهج القوة  مقابل "اسرائيل" الذي شمل معركة استتزاف على شكل جولات قتال كثيرة، إطلاق صواريخ، هجمات وحملة تظاهرات لا تتوقف. في نظر سكان الضفة، كل هذه الامور دفعت "تل أبيب" الى التسديد مقابل إعادة الهدوء بواسطة تحويل عشرات ملايين الدولارات الى قطاع غزة والتخفيف من الحصار.

لاحظ معدو التقرير تطرفًا متزايدًا ايضا داخل "فتح"، حركة "أبو مازن"، بسبب الجمود السياسي والصراع ضد "اسرائيل" وأميركا. هذا التطرّف يترافق مع ارتفاع دعوات جهات داخل "فتح" بانه حان الوقت للصراع المسلح ضد "اسرائيل". 

واشار التقرير ايضا الى فترة الانتخابات الاطول في تاريخ "اسرائيل" على أنها عنصر استفزاز للفلسطينيين عقب التطرف في تصريحات السياسيين الاسرائيليين خلال هذه الفترة ضد الفلسطينيين والعملية السياسية.

زاوية أخرى ومقلقة يستعرضها التقرير هي ان اولاد قادة السلطة الفلسطينية بالذات، ومنهم عناصر الاجهزة الامنية الفلسطينية المسؤولون على الهدوء الامني، هم الذين يلاحظون على رأس معسكر الاحتجاج ضد "اسرائيل".
 
 

إقرأ المزيد في: عين على العدو