على العهد يا قدس

عين على العدو

الكيان فشل في تحقيق أهداف عدوانه على غزة
08/04/2025

الكيان فشل في تحقيق أهداف عدوانه على غزة

كتب اللواء (احتياط) غيورا آيلاند، والذي شغل منصب ما يُسمّى رئيس شعبة العمليات وشعبة التخطيط، ومن يسمى رئيس مجلس الأمن القومي في الجيش "الإسرائيلي"، مقالة على موقع "والا الإسرائيلي"، أكّد من خلالها أنّ الكيان "الإسرائيلي" قد فشل، ولم يُحقّق أي هدف من أهداف عدوانه على قطاع غزة، عارضًا الأسباب التي يرى أنّها أفضت إلى ذلك. 

وقال آيلاند: "بعد عام ونصف من بداية "الحرب" (العدوان) في غزة، يمكن كتابة ملخص مرحلي: بغض النظر عن "أحداث" 7 تشرين الأول/أكتوبر، يمكن القول بحزن إنّ "إسرائيل" فشلت في "الحرب" في غزة. هناك 3 معايير لقياس درجة النجاح في "الحرب"، ولا واحد منها يتعلّق بإعلانات القادة، لأنّ هؤلاء سيعرضون دائمًا الواقع بطريقة مشوّهة ومبجّلة".

أهداف الحرب مقابل الإنجازات

لفت آيلاند إلى أنّ: "المعيار الأول هو المقارنة بين أهداف "الحرب" وبين ما تحقّق فعليًّا. وحُدّدت 4 أهداف في ما يتعلّق بغزة: إسقاط حكم حماس، وخلق حالة لا يوجد فيها تهديد عسكري من غزة - على حدّ زعمه -  وإعادة "سكان" (مستوطني) الغلاف إلى بيوتهم بأمان، وإعادة (جميع) الأسرى"، مشيرًا إلى أن: "الهدف الوحيد الذي تحقّق جزئيًّا هو إعادة الأسرى، ولكن طالما أنّ هناك 59 أسيرًا في غزة، منهم أكثر من 20 على قيد الحياة، فإنّ هذا الإنجاز الجزئي بعيد عن أن يكون مريحًا".

أمّا المعيار الثاني فيتعلّق بطبيعة الحرب في أي وقت كانت، وتابع: "الهدف من كلّ حرب، سواء كانت قبل 3000 سنة أو اليوم، هو فرض إرادتنا على الطرف الآخر، أي إجباره على الموافقة على شيء يتناقض مع مصالحه، إذا تحقق "النصر الكامل"، وهو الاستسلام غير المشروط للطرف الآخر، فيُمكن للطرف المنتصر أن يفرض كامل إرادته. هكذا حدث في نهاية الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا واليابان، عندما يكون "النصر" جزئيًّا، يمكن إجبار الطرف الآخر على القبول بتنازلات مؤلمة مثل التنازل عن الأراضي، والتنازل عن الموارد الطبيعية، والالتزام بدفع تعويضات، والالتزام بتقليص جيشه، وما إلى ذلك. هذا، على سبيل المثال، حدث في نهاية الحرب العالمية الأولى".

ورأى آيلاند أنّه: "عندما نحلّل الاتفاق بين "إسرائيل" وحماس في 19 كانون الثاني/يناير 2025، لا يُمكن الهروب من الاستنتاج أنّ حماس فرضت إرادتها علينا. صحيح أنّنا حصلنا على 33 أسيرًا، منهم 25 على قيد الحياة، لكنّنا أطلقنا سراح مئات من المعتقلين، ووافقنا على زيادة الإمدادات 3 مرات، وانسحبنا من ممر "نتساريم"، وهو الإنجاز الرئيسي، ووافقنا على دخول القوافل والمعدات الهندسية الثقيلة إلى غزة لبدء عملية الإعمار".

التعافي

وأضاف: "المعيار الثالث هو درجة تعافي كل طرف من الحرب، وبما أنّ الحرب لم تنته بعد، من الصعب تقديم تقييم لهذا المعيار الثالث. على أي حال، وبالنظر إلى المعيارين الأولين، من الواضح أنّنا فشلنا".

الفشل "الإسرائيلي" - 3 أسباب

وطرح آيلاند السؤال التالي: لماذا حدث هذا؟ موضّحًا أنّ: "هناك 3 أسباب تفسّر الفشل "الإسرائيلي". السبب الأول هو تبنّي رواية خاطئة وساذجة، فرئيس حكومة "إسرائيل" سارع للإعلان في بداية الحرب أنّ حماس مثل داعش، وسارع المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، إلى تبنّي هذا القول وأكّد الرواية التالية: رغم الانسحاب في 2005، فإنّ الاحتلال "الإسرائيلي" لغزة لم ينته أبدًا، وبالتالي فإنّ "إسرائيل" مسؤولة عن غزة وسكانها. صحيح أنّه يوجد هناك أيضًا منظمة حماس التي يجوز القتال ضدها - وفقًا لتعبيره - ولكن في الوقت نفسه يجب على "إسرائيل" أن تهتم بسكان القطاع".

واستطرد قائلًا إنّ: "السبب الثاني للفشل هو أنّ المستوى السياسي والعسكري في "إسرائيل" لم يقم بتقييم الوضع بشكل حقيقي في مساء 7 تشرين الأول/أكتوبر. فلو كانوا فعلوا ذلك، لتوصلوا إلى استنتاج مفاده أنّ الطريقة الصحيحة لإجبار حكومة غزة على الاستجابة للمطالب "الإسرائيلية" بشكل عام، ولأمر الأسرى بشكل خاص، هي دمج 3 جهود. الأول: الضغط الاقتصادي وحصار كامل على غزة، كان هذا سيخلق الكثير من الاستياء والجوع في غزة. الجهد الثاني كان يجب أن يشمل تعزيز وجود بديل حكومي في غزة، لكن "إسرائيل" منعت أي نقاش حول هذا الموضوع مع الدول الغربية أو العربية. الجهد الثالث كان أخذ الأراضي، القادة العرب لا يهتمّون بقتل الناس وتدمير المباني، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أكملت "إسرائيل" بمساعدة ممرّ "نتساريم" حصار شمال القطاع، كان بإمكاننا حينها تحويل هذا الحصار إلى إسقاط للمنطقة".

ورأى آيلاند أنّ: "السبب الثالث للفشل هو أنّ جميع الجهات السياسية والعسكرية تبنّت الشعار "فقط الضغط العسكري سيحقّق..."، ويصعب شرح لماذا كان من الواضح من البداية أنّ هذا الشعار فارغ من المضمون. والإخفاقات التي أدت إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر والفشل الاستخباراتي-التنفيذي في هذا اليوم هي أحداث صادمة، لكن كان من المتوقع أنّه في "الحرب الاستباقية" (العدوان) التي بدأناها ضد غزة في اليوم التالي، سنحقّق نتائج حقيقية، وهذا لم يحدث، بسبب مزيج من الجهل بفهم طبيعة الحروب في القرن الـ21، وعملية اتخاذ قرارات كان فيها الكثير من العاطفة وقليل من التفكير".
 

غزةالكيان المؤقت

إقرأ المزيد في: عين على العدو

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة