عين على العدو
رعب العودة يخيّم على مستوطني الشمال: لا شعور بالأمان بل بالقلق الدائم
تعليقًا على الإنذار الكاذب الذي فُعّل، يوم أمس في المستوطنات الشمالية، نشرت صحيفة "هآرتس" مقابلة مع رئيس بلدية مستوطنة "كريات شمونة" أفيخاي شتيرن يقول فيها: "إذا كنا حتى الآن نعمل على إقناع الناس بالعودة، فإننا الآن مشغولون في إقناع "السكان" الذين عادوا بالبقاء"، ويضيف: "من عادوا يسألونني: 'لماذا قمتم بإعادتنا إذا كانت المدينة غير جاهزة بالكامل لاستقبال السكان؟".
"هآرتس" نقلت عن بيانات إدارة ما تسمّى "تنوفا للشمال"، أن 57% من النازحين عادوا إلى بيوتهم حتى الآن. ومع ذلك، فإن النسبة في مستوطنات إصبع الجليل، والتي تأثرت أكثر من غيرها في الحرب، منخفضة بشكل كبير مقارنةً بالمعدل العام. على سبيل المثال، في المطلة، وهي ثاني أكبر مستوطنة في المنطقة، عاد فقط 11% من نحو 2500 مستوطن. وفي "كريات شمونة"، المستوطنة الكبرى في إصبع الجليل، والتي هي أيضًا أكبر مستوطنة أجليت من الشمال، النسبة أقل: 44% من أصل 24000 مستوطن.
رئيس برنامج دراسات الجليل في الكلية الأكاديمية "تل حاي"، في كيان العدو، البروفيسور الصهيوني زفيك غرينبرغ اعترف بدوره بأن "نسبة العائدين مثيرة للقلق". وأضاف: "في الاستطلاع الأخير الذي أجريناه في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، قال 22% من المشاركين إنهم ما يزالون يفكرون في العودة إلى بيوتهم، وأعتقد بأنه بنهاية عملية العودة سنصل إلى هذه النتيجة، ونتوقع أنه قبل الصيف سيكون هناك موجة جديدة من العائدين".
وتابع: "هذه النتائج تشير إلى الفروق بين الطبقات المختلفة في الضواحي الشمالية: "الأشخاص الذين لديهم قدرة اقتصادية، مثل أولئك الذين انخرطوا في عمل جديد، وكذلك الآباء الذين ادخروا المال للسماح لأطفالهم بإتمام عامهم الدراسي في البلدات التي أجلوا إليها. يتابعون التطورات في المنطقة من حيث الأمان، الاقتصاد والتعليم". كذلك أشار الى أن "العائدين هم إمّا ذوو أيديولوجية قوية أو ضعفاء اقتصاديًا، يعودون لعدم وجود خيار آخر".
بالموازاة، أفادت "هآرتس" أن وجود الجنود يُلاحظ حتى في شوارع المطلة المهجورة، حيث الدمار في المنطقة كبير، ومن الواضح أن أعمال إعادة تأهيل البنية التحتية التي تضررت من إطلاق الصواريخ من لبنان أو بسبب غياب الصيانة ما تزال في بداياتها.
قبل أيام قليلة من موعد العودة الرسمي لسكان الشمال إلى منازلهم في 1 آذار/مارس، بدأ رئيس مجلس "المطلة" دافيد أزولاي في مواجهة قرار حكومة الاحتلال. اشتكى أزولاي من أنه: "على الرغم من حجم الدمار في المستوطنة والأعمال الطويلة التي ما تزال مستمرة في المكان، لم تُستثن من قرار الحكومة، وجرى توجيه السكان للعودة إلى منازلهم مع باقي جيرانهم من الشمال".
وطلب تأجيل موعد العودة إلى 1 تموز/يوليو – حتى إنه قدم التماسًا إلى محكمة العدل العليا باسم المجلس. في الوقت نفسه، أطلق حملة تمويل بعنوان "من الخطير العودة إلى المطلة!"، بهدف جمع الأموال للسماح للسكان بالبقاء في أماكن إقامتهم المؤقتة والعودة إلى المستوطنة عندما تكون جاهزة لاستقبالهم في بداية عطلة الصيف.
كما يقول أحد المستوطنين الصهاينة ويُدعى يوسي فايس: "قلتُ لأزولاي: يجب أن تعطي السكان بعض الأمل، لا يمكن فقط تخويفهم"، ويوضح أنه: "من بين مئة عائلة تعيش في حيّنا، عاد خمس أو ثماني عائلات فقط. وهناك بالطبع ظروف موضوعية لا تسمح بالعودة: العديد من المنازل دُمرت بصواريخ مضادة للدروع، والأهالي الشبان يريدون السماح للأطفال بإنهاء العام الدراسي في المستوطنات التي أجلوا إليها". ومع ذلك، يرى فايس أنه: "يجب أن يعودوا، ويستطيعون العودة".
بحسب "هآرتس"، في مستوطنات السياج، حيث نسبة السكان العائدين عالية مقارنةً بمناطق أخرى في شمال الجليل، ما يزال هناك خوف بسبب الغموض الأمني. على سبيل المثال، في مستوطنة "مرغليوت"، عاد 64% من "سكانها" الذين يبلغ عددهم 450 نسمة وفقًا لبيانات "تنوفا إلى الشمال".
إيتان دافيدي، رئيس لجنة المستوطنة، يشهد بأن "سكان" المنطقة ما يزالون يشعرون بالقلق، على الرغم من الحضور الكبير للجيش "الإسرائيلي" في المنطقة، ويُصرّح: "هناك مشاعر صعبة، فالترتيب السياسي ألغي الإنجاز العسكري الذي كان هنا".
وفقًا له، على الرغم من أن الجيش "الإسرائيلي" أقام خمسة مواقع على الحدود في الأراضي اللبنانية: "لا أحد في المستوى السياسي أو العسكري يضمن لنا أنهم سيبقون هناك على المدى الطويل. نحن لن نسمح للحكومة بفعل ما تريد. في النهاية، لدى الحكومة مصلحة واحدة وهي إغلاق الحدث في الشمال والانتقال للعمل في الجنوب. السبب في ذلك سياسي؛ لأننا نعلم أن الحكومة إذا قامت باتفاق سياسي في الشمال، فلن تكون له تبعات على الائتلاف، ولكن إذا لم تستمر القتال في الجنوب، فسيكون لذلك تأثيرات على الائتلاف. كانت لدينا جميع الأسباب لوقف القتال في الجنوب وإعادة الأسرى، ولم نفعل شيئًا، وهذا هو الشيء الأكثر أسفًا".
الكيان الصهيونيالمستوطنات الشماليةالجبهة الشمالية
إقرأ المزيد في: عين على العدو
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| استشهاد طفل وإصابة عدد من الفلسطينيين بقصف طيران الاحتلال منزلًا لعائلة "البنا" في جباليا
فلسطين المحتلة| شهداء جرّاء غارة "إسرائيلية" استهدفت منزلًا في بلدة جباليا شمالي قطاع غزّة
فلسطين المحتلة| طيران الاحتلال يشنّ غارة على غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزّة
فلسطين المحتلة| شهيدان في استهداف من طائرات الاستطلاع "الإسرائيلية" شرق دير البلح وسط قطاع غزّة
حماس: كلفنا فريق محاماة بتقديم طعن قانوني لدى الداخلية البريطانية ضدّ استمرار تصنيفنا حركة محظورة
مقالات مرتبطة

منتجات "إسرائيلية" في الأسواق اللبنانية... أين الرقابة؟

الزين أمام لجنة البيئة: نعمل على تقرير للأثر البيئي للعدوان "الإسرائيلي" للاستفادة منه بشكوى ضد العدو

جيش الاحتلال يفصل قادة كبارًا وآلاف جنود الاحتياط لدعوتهم إلى "إنهاء الحرب" على غزة

قائد فرقة الجليل السابق: يد السنوار تهزّ "إسرائيل"

جائزة فلسطين العالمية للآداب بدورتها الثالثة.. أدباء العالم ينصرون فلسطين ويروون عنها

خوف ودمار وعدم يقين.. هذا ما يواجهه مستوطنو الشمال

رعب العودة إلى المطلة يُسيطر.. ورسالة اللواء السابق: "على الحكومة أن تستيقظ"

مستوطِنة من الشمال: يحاولون إخفاء الحقيقة.. ما الذي يحدث حقًا خلف الحدود مع لبنان؟

صحيفة "إسرائيلية": لا خطة لدى "الدولة" لحماية "سكان" المستوطنات قرب الحدود اللبنانية

على الرغم من رفضهم.. سلطات الاحتلال تسعى لإعادة مستوطني "كريات شمونة" بالإكراه

إخفاقات أمنية وفجوات استخبارية.. تقرير مراقب "الدولة" حول قواعد جيش العدو في الشمال

جيش العدو ينقل الراصدات على حدود لبنان إلى قواعد خلفية

يتسحاق بريك: لتحقيق في الإخفاق على الحدود الشمالية

إعادة الإعمار في مستوطنات الشمال أزمة حقيقية للعدو وتحدٍ صعب
