مزيد من خفايا تحقيقات جيش الاحتلال حول 7 تشرين الأول/أكتوبر تتكشف

عرض المحلل العسكري الصهيوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رونن برغمان ما هو مخفيّ في صفحات التحقيق العسكري الذي أجراه جيش الاحتلال حول الإخفاق في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023،

وبحسب برغمان، عُقد مؤتمر القيادة العليا للجيش "الإسرائيلي"، يوم الاثنين الماضي، وضمّ حوالي 700 ضابط دائم برتبة عقيد وما فوق في قاعة قاعدة سلاح الجو في "بلماخيم". هذه هي المرة الأولى التي تُعرض فيها نتائج التحقيقات العسكرية حول 7 تشرين الأول/أكتوبر أمامهم، والتي تتناول المواضيع الرئيسية: الاستخبارات، ومفاهيم الحرب، وأحداث الليلة السابقة وغيرها.

برغمان أشار الى أن "النقاش كان متوترًا للغاية، والصراعات الداخلية التي يغرق فيها الجيش كانت واضحة تمامًا، وأنّ قائد وحدة 8200، العميد يوسي شرئيل، قد طلب الميكروفون، وبعد أن اعترف بفشله واعتذر، قال: "7 تشرين الأول/أكتوبر ليس حادثًا، بل هو مرض خطير انتشر في الجيش".

وقال برغمان إنّ كبار ضباط الجيش "الإسرائيلي" في السنوات الأخيرة كانوا مقتنعين بأنّه لا يمكن لحماس أن تفاجئ "إسرائيل"، لأن الأخيرة ستتلقى تحذيرًا، وأضاف: "ماذا يعني "تحذير" بالضبط؟ عندما فحص فريق المحقّقين وثائق الجيش الأساسية على مدار سنوات، اتّضح أنّه منذ عام 2002، بدأت أهمية التحذير تتلاشى تدريجيًّا، حتى اختفت عمليًّا".

كيف عملت خدعة الأنفاق التي بناها محمد السنوار؟

 برغمان لفت إلى أنّه منذ نهاية عام 2020، أجبر إغلاق الأنفاق حركة حماس على تحديث خطط عملياتها لتكون عبر الهجوم البري، لكنّ رئيسها محمد السنوار أمر بمواصلة حفر الأتفاق كما لو أنّ الحاجز الذي وُضع تحت الأرض غير موجود، متحدّثًا عن قلق قيادة المنطقة الجنوبية من هذا الجهد.

وأضاف: "بلغت الأمور ذروتها في منتصف عام 2022، عندما توجهت فرقة غزة إلى هيئة الأركان العامة مطالبةً بإعلان الموضوع كـ"معركة رئيسية"، أي جعله أحد القضايا القليلة التي تحظى بأولوية قصوى من حيث الاهتمام والاستثمار "الأمني"، وبعد أن تمت الموافقة على الطلب، خُصّصت موارد وخطط واجتماعات على مختلف المستويات لهذه الحفريات، ومع ذلك، أشار رئيس الأركان (السابق) هرتسي هاليفي نفسه خلال تقييم الوضع في الساعة الرابعة صباحًا يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلى أنّ هناك احتمالًا بأنّ بعض الأنفاق قد نجحت بالفعل في العبور ممّا يؤكّد مدى نجاح الخدعة في توجيه الانتباه العسكري نحو الاتجاه الخاطئ.

ماذا فعل رئيس الأركان فجرًا؟

وبيّن برغمان أنه "في ملخص التحقيقات الذي وزّعه المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي"، كان هناك متهم رئيسي واحد: شعبة الاستخبارات في الجيش "الإسرائيلي"، وبالطبع، "الشاباك" أيضًا له دور كبير في هذا الفشل، لكن الجيش لم يحقق في "الشاباك" (الذي قدّم هذا الأسبوع تحقيقه الخاص بشكل منفصل، علمًا أنّ كلًّا من الجهازين يلوم الآخر على عدم إجراء تحقيق مشترك.

وكشف أنّ الملخّص يُلقى اللوم على الاستخبارات في الإخفاق في كشف "سور أريحا"، وفي عدم تقديم أي تحذير، ولا حتى "معلومة ذهبية" لتنبيه منظومة الاحتلال على الأقل، كما فشلت في تفسير الإشارات التي وصلت خلال ليلة 7 تشرين الأول/أكتوبر.

مسؤولية رئيس الأركان

وتابع برغمان: "لم يعطِ رئيس الأركان خلال ذلك الاجتماع الحاسم أوامر واضحة للقوات على الحدود للاستعداد على السياج أو الدخول في حالة تأهب قصوى".

كذلك نقل برغمان عن ضابط صهيوني قوله: "إذا كان هناك مجرد ظل لمعلومة من مصدر مشكوك فيه، ولو عن "تسلّل" في نقطة واحدة فقط – وليس في 77 نقطة كما حدث في النهاية – كان سيتم الإعلان عن استعداد واسع وتأهب للقتال".

كما أكدّ برغمان أنّ رئيس الأركان السابق لم يتحقق أيضًا ممّا كان يحدث مع القوات على الأرض، وأصدر تعليمات بالرجوع إلى أجهزة استخباراتية أخرى للتحقّق ممّا إذا كان لديهم أي معلومات، وشدد على الحاجة إلى التحقق من موضوع الأنفاق.

ختامًا، نقل برغمان عن مصدر صهيوني مطلع على التحقيقات قوله "بصراحة، لا أفهم ما الذي كان يدور في ذهنه (أي هاليفي). فمن جهة، يكتب عن احتمال أن تشن حماس "هجومًا" عند الفجر، وبعد ذلك مباشرة، يقرّر رئيس الأركان الذهاب للنوم؟!".

الكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: عين على العدو