إنا على العهد

عين على العدو

تحقيقات جيش الاحتلال في إخفاق 7 تشرين الأول/أكتوبر: الاستخبارات عجزت أمام حماس
28/02/2025

تحقيقات جيش الاحتلال في إخفاق 7 تشرين الأول/أكتوبر: الاستخبارات عجزت أمام حماس

للمرة الأولى منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبعد تأخير دام أشهرًا طويلة، يتلقى المستوطنون الصهاينة إجابات وتفسيرات رسمية من جهة رسمية تولت التحقيق في الإخفاقات التي أدت إلى اندلاع الحرب قبل عام وأربعة أشهر.

قبل أسبوع من انتهاء ولاية رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي الذي استقال من منصبه، نشر جيش العدو تحقيقاته الخاصة بـ7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

بحسب مراسل الشؤون العسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت"يوآف زيتون، خلاصة الامر في التحقيقات أن هناك استنتاجًا واحدًا بشأن عمق الفشل، والذي نشأ عن سير "إسرائيل" بعينين مفتوحتين نحو ذلك السبت الذي غيّر مجرى التاريخ.

وقال "الفشل والمفاجأة كانا أكثر خطورة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 مقارنة بحرب "يوم الغفران"، التي اندلعت قبل خمسين عامًا".

ووفق زيتون، أوضح الجيش "الإسرائيلي" أن قضية الخداع لا تزال قيد التحقيق، لكن معظم الدلائل حتى الآن تشير إلى أن حركة حماس نجحت بالفعل في استخدام العديد من عمليات الخداع، على مستويات مختلفة، والتي أوقعت "إسرائيل" في الفخ.

وطبقًا لما جاء في التحقيق، على ما يورد زيتون، فإن سياسة "إسرائيل" في التمييز بين السلطة الفلسطينية وحماس أدت إلى تقوية الأخيرة على مرّ السنين، بما في ذلك من خلال تدفق الأموال القطرية إلى غزة والمساعدات الإنسانية. "اسرائيل" اختارت سياسة "إدارة الصراع" التي تهدف إلى الحفاظ على الواقع القائم. بمعنى آخر، يمكن خلق فترات هدوء، في ضوء تفاهم (تبين أنه غير صحيح) بأن حماس غير معنية بحرب واسعة النطاق ولا تستعدّ لها. وكان هذا التصور يرتكز، من بين أمور أخرى، على الدفاع والتسوية ــ وفي ضوء ما تقدم، كان سلوك حماس يتضمن عناصر من الخداع التي غذت وعززت هذا التصور. لم يُنظر إلى التهديد بهجوم مفاجئ وواسع النطاق باعتباره السيناريو المرجعي في ضوء الفجوة في فهم حماس، وكان الافتراض هو أنه لن يكون هناك هجوم واسع النطاق دون سابق إنذار. كان المفهوم هو هذا: إسرائيل متفوقة على أعدائها، والمنظمات الفلسطينية كـ حماس هي في وضع متدنٍ – وفي شعبة "أمان" يعرفون كل شيء".

زيتون أشار الى أن العائق الضخم تحت الأرض وفوقها على حدود غزة "نوّم" الجيش "الإسرائيلي" لسنوات، ودفع حماس إلى الإبداع في خطتها الهجومية، التي لم تتضمن استخدام الأنفاق. وكان هناك شعور بالثقة في قدرات العائق، حتى في مواجهة تقليص عدد قوات الجيش "الإسرائيلي" على الحدود.

وجاء في التحقيق أنه في السابع من تشرين الاول انهار مفهوم إدارة الصراع. وانهارت أيضًا فكرة إمكانية "الدفاع" ضد العدو على أساس خط التماس. وجاء في التحقيق أن "المفهوم كان متجذرًا وعميقًا، ولم تكن هناك أيّة جهود منهجية لمواجهته".


وكشف التحقيق أن الفشل الاستخباراتي هو "نتيجة لمشاكل عميقة وجوهرية ونظامية تكمن في صميم طريقة عمل الاستخبارات ، المهنة والثقافة التنظيمية".

التحقيق حدّد ثلاثة إخفاقات رئيسية:
فجوة كبيرة ومستمرة بين التفاهمات التي تبلورت في مجتمع الاستخبارات بشأن حماس والواقع؛
الفشل في الإنذار من وقوع هجوم مفاجئ في الأيام التي سبقت ذلك؛
فجوة في إدراك وتطبيق الجمع الاستخباري فيما يتصل بالقضايا الجوهرية في حماس.

ولفت زيتون، بناءً على ما ورد في التحقيق، الى أن فرقة غزة انهارت لعدة ساعات، ولم يتم فهم هذه الرؤية في الوقت الحقيقي، مما أدى إلى فجوة كبيرة في القدرة على صياغة صورة وضع، بطريقة أثّرت أيضًا على القرارات المتخذة في القيادة الجنوبية وهيئة الأركان العامة، وأضاف "سلسلة القيادة والسيطرة في اللواء الجنوبي تضرّرت بشكل كبير، مما زاد من التحدي المتمثل في صياغة صورة وضع وتقديم الرد العملياتي لأحداث القتال.

وبحسب التحقيق، كان ينبغي لقائد سلاح الجو اللواء تومر بار أن يقسم اهتمامه بشكل مختلف بين السيطرة على سلاح الجو خلال تلك الساعات الصباحية والمشاركة في تقدير الوضع من قبل هيئة الأركان العامة. ومن بين المفاجآت التي شهدها سلاح الجو قدرة حماس الجوية على نقل مقاتليها باستخدام المظلات الطائرة.

وبيّن التحقيق، وفق زيتون، أن دور الشاباك غائب عن التحقيقات المطروحة والمتعلّقة بالاستخبارات وإخفاقاتها، فجهاز الشاباك لم يعرض بعد على الجمهور نتائج التحقيق الذي أجري داخل الجهاز، ولم يتعاون مع الجيش "الإسرائيلي" في التحقيقات العسكرية إلّا جزئيًا. رئيس الشاباك رونين بار، الذي يقف الآن في عين العاصفة في ظل التحقيقات الحساسة التي تجري ضد مكتب رئيس الوزراء، تحمل المسؤولية عن فشله لكنه لم ينفذه بعد على أرض الواقع ولم يقدم حسابًا للجمهور.

الكيان الصهيونيجيش الاحتلال الاسرائيلي

إقرأ المزيد في: عين على العدو

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة