عين على العدو
"هآرتس": هجرة الأدمغة.. نزيف متصاعد في "إسرائيل"
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية وفقًا للبيانات التي عُرضت في لجنة الهجرة والاستيعاب في "الكنيست"، أن نسبة المتعلمين بين المغادرين من "إسرائيل" أعلى من نسبتهم في السكان. إذ في العام 2023، غادر 82.7 ألف "إسرائيلي" البلاد؛ وكانت غالبية المغادرين، في العام 2022، من الشباب المتعلمين من الطبقة الوسطى. وبالنظر إلى الوضع السياسي والأمني وغياب التعامل الحكومي، من المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة.
من هم "الإسرائيليون" الذين غادروا "إسرائيل"، في العامين الماضيين، وما الذي تفعله الدول للتعامل مع تسرب العقول؟ وفقًا للبيانات التي عرضت، في يوم الاثنين، في نقاش في الهجرة السلبية للمثقفين من "إسرائيل" في لجنة الهجرة والاستيعاب في "الكنيست"، تعد "إسرائيل" من الدول الأقل جذبًا في مقصد لهجرة المثقفين بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، ونسبة المثقفين بين الذين يغادرون "إسرائيل" أعلى بكثير من نسبتهم في السكان.
وفقًا لتقرير أعده مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست لصالح اللجنة، والذي يعتمد على بيانات من المكتب المركزي للإحصاء، فإن نسبة البالغين في "إسرائيل" الذين أكملوا حتّى عشر سنوات من التعليم تصل إلى 15%. أما بين المغادرين من "إسرائيل"، فتبلغ النسبة 5% فقط. وكلما ارتفعت سنوات التعليم تغيرت الصورة: نسبة خريجي 13 سنة من التعليم وما فوق في "إسرائيل" هي 44%، لكن بين المغادرين من "إسرائيل" تبلغ النسبة 54%. نسبة فئة الـ16 سنة من التعليم وما فوق في "إسرائيل" هي 19% فقط، لكن بين المغادرين من البلاد ارتفعت النسبة 7 نقاط لتصل إلى 26%.
هجرة أعداد غير مسبوقة
في المجمل، تقول الصحيفة "غادر "إسرائيل" 82.7 ألف "إسرائيلي" في العام 2023 (أشخاص مكثوا أكثر من تسعة أشهر خارج "إسرائيل")، مع انخفاض طفيف في عدد العائدين مقارنة بالسنوات السابقة (23.8 ألف شخص). ووفقًا لتصنيف خصائص المغادرين في العام 2022، بما أن التصنيف الدقيق للمغادرين في العام 2023 لمّا يتم بعد، يمكن ملاحظة أن نصف المغادرين لم يولدوا في "إسرائيل"، وأن نسبة كبيرة منهم وصلوا إلى البلاد في السنوات الأخيرة".
كما تقول إيريت توفيتو، وهي إحدى قيادات حركة التكنولوجيا العالية من أجل "إسرائيل"، للصحيفة: "نحن نشهد هجرة سلبية على نطاق غير مسبوق، وبعض هؤلاء العمال هم من قطاع التكنولوجيا العالية. العاملون في التكنولوجيا العالية يتطلعون للعيش في وطنهم، وهم أشخاص مسؤولون عن ثلث إيرادات الدولة، ويخدمون في الاحتياط بنسبة أكبر من نسبتهم في السكان. ولكن هناك تراجع في عدد الشركات الناشئة، وهو ما قد يؤدي إلى مغادرة مزيد من العمال من البلاد".
بحسب توفيتو، فإن: "الضرر الذي لحق بالاستثمارات، في الشركات الناشئة الصغيرة في الحرب، يضغط على الشركات لنقل مركز ثقلها إلى الخارج، ما يؤثر على الفرص الوظيفية في القطاع. هذا، جنبًا إلى جنب مع عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، والإصلاحات التي تضر بثقة الجمهور، والحرب". لافتة إلى أن عدد العاملين في التكنولوجيا العالية ينمو بنسبة 4% سنويًا بشكل تقليدي، وفي العام 2024 انخفضت نسبة العاملين في التكنولوجيا العالية إلى 9.2% من إجمالي العاملين بدلًا من أن ترتفع. "هذا انحراف خطير عن الأهداف"، أضافت توفيتو.
وختمت الصحيفة تقول: "في نقاش جرى، في لجنة الكنيست لشؤون الهجرة والاستيعاب، تبين أنه لا يوجد حاليًّا أي وزارة حكومية تجري بحثًا عن الموضوع، وأن البرنامج الحكومي الذي كان قائمًا في السابق لإعادة العقول إلى "إسرائيل" لا يعمل. وأفاد ممثل المجلس الأعلى للتعليم عن ثلاث برامج لإعادة الباحثين التي تشرف عليها الجامعات، لكنّ اثنين منها لمّا يبدأ بعد، والثالثة في خطواتها الأولى".