عين على العدو
"هآرتس": حديث سموتريتش عن العودة إلى الحرب محض خيال
رأى الكاتب الصهيوني في صحيفة "هآرتس" حاييم ليفنسون أن ثمة فجوة من غير الممكن تفسيرها بين ما هو موجود في عقل وزير المالية "الاسرائيلي" بتسلئيل سموتريتش، وبين الواقع في قطاع غزة كما يتشكل أمام ناظرينا، وقال "إمّا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقود خدعة القرن ضد الولايات المتحدة وقطر ومصر والإمارات العربية، وإمّا أن سموتريتش على وشك تلقّي صفعة القرن".
وبحسب ليفنسون، صرّح سموتريتش بأنه "من الواجب الآن تعيين رئيس هيئة أركان هجوميّ يؤدي بصورة كاملة، بدون تلكؤ وبدون تردد، المهمة الواضحة التي سيحددها له المستوى السياسي - احتلال قطاع غزة ومنع سيطرة حماس على المساعدات الإنسانية - من أجل هزم حماس والانتصار في هذه الحرب. أنا اعمل مع رئيس الوزراء والمجلس الوزاري المصغر من أجل إعداد خطة عملية وضمان تحقيق رؤية الرئيس ترامب هذه على أرض الواقع. ليس ثمة ما يمكن أن يثير الانفعال في معارضة مصر والأردن الواهنة لهذه الخطة، وقد رأينا أمس كيف نفّذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحركًا فعليًا ضد كولومبيا لطرد المهاجرين، على الرغم من معارضتها".
وأضاف "لو لم يكن سموتريتش وحزبه عنصرين جوهريين في هذا الائتلاف، الذي لم تكن لديه الأغلبية بدونهما لكان الأمر هزليًا. لكن هذه، لسوء الحظ ومزيد من الأسف، مأساة. لم يُسمَع صوت نتنياهو في القضايا السياسية. نتنياهو ضعيف جدًا الآن ومنذ خضوعه لعملية جراحية في الشهر الماضي، يجد صعوبة في التعافي. الأشخاص الذين يدخلون إلى مكتبه ويخرجون منه يتحدثون عن إنسانٍ مُرهَق، يعدّل وضعية جلوسه باستمرار، لا يحظى بما يكفي من الراحة التي تتطلبها حالته. أما القوة القليلة التي تبقّت لديه، فهو يخصصها للقضايا الأكثر حساسية وأهمية وليس لديه أيّ وقت لإجراء محادثات تهدئة مع وزير ماليته الذي يهدد بالانسحاب من الائتلاف والحكومة".
وختم "في الوضع الاستراتيجي الحالي، كل الحديث عن العودة إلى الحرب هو محض خيال. في القناة 14، عرض "سيناريو" يقول نتنياهو لترامب إن لديه فترة رئاسية من أربع سنوات لكي يُنجز اتفاقية "سلام" مع السعودية، فليمنحه إذًا 4 أشهر إضافية لإنهاء المهمة في قطاع غزة، وهذه المرة "بالسلاح" و"الدعم" اللذين لم تقدمهما إدارة بايدن. تلفيق إعلامي جميل من أجل تسويقه أمام قاعدته الشعبية، جمهور ناخبيه. لكن الواقع شيء آخر مختلف. مليون مُهجَّر في طريقهم الآن شمالًا. كان بالإمكان ترحيلهم مرة واحدة تحت هول صدمة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. أما ترحيلهم الآن، خدمة لأحلام سموتريتش حول الهجرة الطوعية إلى مصر، فهو مشكلة أخرى تمامًا. في منظومة "الدولة الإسرائيلية" ومؤسساتها السياسية، يتساءل كثيرون حول استراتيجية قطر في هذا الحدث. في نهاية المطاف، هو حدث تتجسّد فيه مصالح اقتصادية، مع كل الاحترام للقلق الدولي على رفاهية سكان قطاع غزة".