عين على العدو
تحليل "إسرائيلي": إيال زمير أمام تحدّي ثقة الجمهور
قال المراسل العسكري في صحيفة "هآرتس" ينيف كوبوفيتش إن إيال زمير يتولى قيادة الجيش "الإسرائيلي" في واحدة من أصعب الفترات التي واجهها الجيش منذ تأسيسه، إذ يتوقّع أن تكون فترته مليئة بالتحديات من الداخل والخارج، ممّا يهدد قوة الجيش ومكانته.
وأضاف "على الرغم من التهديدات الأمنية التي تواجه "إسرائيل" والقتال المستمر الذي تخوضه قوات الجيش في ساحات مختلفة، فإن المهمة الأولى والأهم لزمير ستكون إعادة الجيش إلى "الشعب"، وكذلك ترميم ثقة الجمهور في الجيش، والتي تضررت في 7 تشرن الأول/أكتوبر 2023".
ورأى أنه "لكي يتم ذلك، سيتعيّن على زمير قيادة الجيش على نهج القيم والمبادئ "الأخلاقية والمهنية" التي بُني عليها. تلك القيم قد تآكلت وتحطّمت عمدًا في عهد الحكومة الحالية، في محاولة للإضرار بالجيش وبقائده؛ وذلك لنقل المسؤولية الكاملة عن إخفاق 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى المستوى الأمني — وإزالته تمامًا، أو على الأقل قدر الإمكان، من أكتاف المستوى السياسي"، وتابع "
فقط حينئذٍ سيتمكّن زمير من التفرّغ لقضايا ملحّة مثل الحرب على كل جبهة، وكذلك لتعزيز وتجهيز الجيش للمستقبل بما يتناسب مع التحديات المتوقعة في ميدان القتال".
وبحسب كوبوفيتش، "زمير هو رئيس الأركان الذي سيتولى التحقيقات الصعبة المتعلقة بإخفاق 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولا حاجة للاطلاع على النتائج النهائية للتحقيقات لفهم أن الجيش "الإسرائيلي" قد أخفق في اليوم الذي وقعت فيه أسوأ كارثة في تاريخ "اسرائيل". سيكون على رئيس الأركان الجديد أن يظل صامدًا وحازمًا في مواجهة المحاولات المتوقعة من المستوى السياسي للتأثير على استنتاجات التحقيقات، بطريقة تصب في مصلحة أولئك الذين يعيشون بأمان داخل المؤسسة العسكرية وتشوه سمعة الآخرين الذين "تجرؤوا" على التعبير عن رأي مخالف لموقف رئيس الوزراء والوزراء طوال أشهر الحرب".
وأكمل "سيتعين على زمير التعامل مع قادة كبار مارسوا سلطتهم الشخصية أثناء القتال — وتصرفوا بطريقة "تنتهك" قوانين الحرب. وعلى الرغم من أن الجيش اعتبر هذه الحوادث خطيرة، إلا أن هؤلاء القادة لم يتلقوا دائمًا النقد المناسب من قبل وزراء الحكومة"، ولفت الى أن زمير يدخل في منصبه كرئيس الأركان الأكبر سناً في الجيش "الإسرائيلي". منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر2023، تبدو نخبة الجيش منهكة ومشرذمة، إذ إن خلف الحرب والتحقيقات الجارية، برز توتر كبير بين أعضاء منتدى هيئة الأركان. وعلى الرغم من أنه كان قائدًا للمنطقة الجنوبية في الفترة 2015–2018، فإن اسم زمير لم يرتبط بالإخفاق"، على حدّ تعبيره.
ووفق المراسل العسكري في "هآرتس"، يجد زمير الجيش "الإسرائيلي" في أزمة كبيرة تتعلق بعناصر الخدمة الدائمة. العديد من الضباط المبتدئين وفي المستويات المتوسطة في الخدمة الدائمة لم يعد يرون في الجيش مكانًا مناسبًا للبقاء وقضاء مسيرة عسكرية — سواء بسبب ظروف الرواتب وضغط العمل، أو بسبب التآكل الكبير في الثقة بالمؤسسة، وكذلك بسبب عدم التضامن مع أهداف الحرب. يرى الكثيرون من هؤلاء أن النشاط العملاني الذي يُطلب منهم تنفيذه ينبع، على الأقل جزئيًا، من اعتبارات سياسية وداخلية وليس من اعتبارات تشغيلية "نقية". وأحد التحديات المهمة التي ستؤثر مباشرة على ثقة الجمهور في الجيش وعلى منع التسييس داخل المؤسسة العسكرية هو مدى جدية وموثوقية تحقيقات الحرب.
وختم "زمير يرث ساحات القتال المختلفة في وضع هادئ نسبيًا ممّا مرت به خلال العام والنصف الأخيرين. ونظرًا لأن إيران تتصدر قائمة التهديدات لـ"إسرائيل"، سيتعيّن على زمير إعداد الجيش لسيناريو عملية ضد البرنامج النووي الإيراني، سواء بالتعاون مع جيوش أخرى أو بعملية حصرية للجيش "الإسرائيلي". وفي قطاع غزة، يدخل زمير في وقت الاتفاق، الأمر الذي يجعل من الصعب جدًا على "إسرائيل" العودة إلى القتال بالطريقة التي اعتدنا عليها حتى الآن. سيتعيّن عليه خلق واقع أمني تُصبح فيه "إسرائيل" الطرف الفاعل إذا نشأت حاجة لضرب تعاظم حماس داخل القطاع. وعلى رئيس الأركان الجديد وضع خطة عملياتية تمكّن الجيش "الإسرائيلي" من مواجهة التحديات القادمة في القطاع، وعلى ما يبدو ستواجهها إسرائيل في المستقبل القريب".