عين على العدو
مئات الضباط الصهاينة يتذمّرون بسبب توقّف التعيينات
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الفترة الأخيرة تشهد تزايدًا في التذمّر والاستياء بين مئات الضباط في جيش الاحتلال، خصوصًا في التشكيل القتالي، بسبب الجمود في عملية تعيين القادة الجدد برتبة عقيد ولواء، بسبب الخشية في هيئة الأركان العامة من رفض وزير الحرب إسرائيل كاتس المصادقة عليها.
وأشارت الى أن الضباط الصهاينة الذين كان من المفترض أن يصبحوا قادة الألوية القادمة ويقاتلون منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 كقادة كتائب في مختلف ساحات القتال، يحذّرون من أنهم لن يتمكّنوا من الانتظار أكثر من أجل ترقيتهم بسبب الإرهاق وخاصة عدم اليقين بشأن التخطيط لمستقبلهم.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، تزداد في هذه الأيام في الجيش أزمة داخلية حادة ناتجة عن فقدان الثقة المتزايد بين وزير الحرب الجديد إسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هرتسي هليفي، وهو ما قد يؤدي إلى نقطة الانفجار التي قد تؤدي إلى إقالة هليفي أو استقالته.
كاتس رفض قبل حوالي شهر الموافقة على تعيين العقيد إفرايم إفني قائدًا للواء المظليين المقبل، بالإضافة إلى ترقية العقيد "أ" لتولّي قيادة الوحدة، بعد أن تبيّن له أن كلاهما كانا يعملان كضباط أركان في قيادة المنطقة الجنوبية عندما اندلعت الحرب، وأن التحقيقات في قضيّتهما لم تنتهِ بعد ولم تثبت "براءتهما" من التورط في الإخفاقات. بسبب ذلك، يتخوّف جيش الاحتلال بشدة من تقديم لوائح جديدة في نقاشات التعيينات التي كانت من المفترض أن تحدث الأسبوع الماضي. تم تأجيلها إلى هذا الأسبوع، وحتى الآن من غير المعروف ما إذا كانت ستُقدم فعلاً.
وأفادت الصحيفة أن كاتس طلب في الوقت نفسه من رئيس الأركان تقديم التحقيقات المتعلّقة بالحرب التي تم إعدادها، وإتمام التحقيقات التي لم تكتمل حتى نهاية الشهر، وأضافت "أزمة التعيينات قد تكون أكثر حدة من أزمة التحقيقات بسبب مدلولات القوى البشرية، التي ستؤثر بشكل مباشر على جاهزية الجيش.. الحديث يدور عن مئات من قادة الكتائب وضباط مماثلين في أسلحة الجو والبحر الذين علقوا بين المطرقة والسندان، قبيل انتهاء فترة خدمتهم المرهقة التي استمرت لمدة عام وثلاثة أشهر، وطبعًا أولئك الذين من المفترض أن يحلوا مكانهم، من بينهم قادة ألوية مناطقية، والتنظيمية والاحتياط، الذين استنفزوا في الحرب ليس أقل من قادة الكتائب".
ووفق "يديعوت أحرونوت"، هذا التأثير المتسلسل يُسبّب ضررًا أيضًا للضباط أصحاب الرتب الأدنى، الذين ينتظرون أيضًا: 700 رائد في حالة انتظار، وهم يتأثرون أيضًا من الجمود. يدور الحديث عن قادة سرايا، ضباط شعبة العمليات، نواب قادة كتائب وغيرهم. وقد أُبلغ عدد قليل منهم الجيش أنه ليس بمقدورهم الانتظار أكثر وسيتسرحون من الخدمة النظامية إلى الحياة المدنية، ومن ثم إلى الاحتياط، على الرغم من تميزهم في القتال الطويل، إذا لم يتم حل الجمود.
ويقول مسؤولون في جيش الاحتلال إن "الضابط الذي لم يرَ منزله تقريبًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يستحق الحد الأدنى من اليقين بشأن مستقبله المهني. شهران من المعالجة النفسية، فترة تسلّم وتسليم للمنصب المقبل، أسبوع أو أسبوعان من الراحة مع أسرته قبل أن يصبح قائد لواء، وهم لن يحصلوا على ذلك بسبب الوضع الراهن".
ووفق الصحيفة، هناك خشية في الجيش من أن يبحث المستوى السياسي في تفاصيل أسماء الضباط الذين سيقدمون لتولي المناصب مثل قادة ألوية، رؤساء فصائل أو قادة فرق وأصحاب مناصب أخرى برتبة عقيد، بهدف تعقيد التعيينات وتعميق الأزمة.
تجدر الإشارة إلى أنه بموجب أوامر الجيش، يجب على رئيس الأركان تقديم كل تعيين برتبة مقدم فما فوق للموافقة عليها من قبل وزير الحرب. بسبب القيود الناتجة عن الحرب واستمرارها، كان على الجيش ضغط عدد نقاشات التعيينات التي كانت منتشرة على مدار العام في فترة قصيرة في الأشهر الأخيرة، لتجنب تجميد الجيش.
مع ذلك، الانتقادات الداخلية في الجيش موجّهة أيضًا إلى رئيس الأركان. كيف يحدّد شكل الجيش إذا كان هو المسؤول أولًا وأخيرًا عن الإخفاق ولم يستقل بعد، وكذلك قائد المنطقة الجنوبية وضباط آخرون. تشمل نقاشات التعيينات الحالي حوالي 70 تعيينًا، ولكن له تأثير مباشر على 200 شخص تحت أو فوق هذه التعيينات، وعلى 700 ضابط بشكل غير مباشر، الذين أيضًا دخلوا في حالة انتظار.
وتأتي أزمة التعيينات في وقت يعاني فيه جيش الاحتلال من ضعف في القوى البشرية في صفوف طبقة الضباط الوسطى، ويواجه صعوبة في الحفاظ على مئات الضباط برتبة نقيب مثل قادة السرايا ونوابهم، ورؤساء الفروع في التشكيلات الحربية والتكنولوجية.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
08/01/2025