عين على العدو
مواقف الشارع والمعارضة "الإسرائيلية" من الحرب على غزّة
بعيدًا عن موقف الحكومة "الإسرائيلية" وكابينيت الحرب وأعضاء "الكنيست" والمواقف التي تسود في الخطاب الإعلامي العبري، فإن الشارع "الإسرائيلي" لديه مواقف من الحرب يمكن رصدها من خلال استطلاعات الرأي التي تجري في كيان الاحتلال لمعرفة موقف الشارع "الإسرائيلي" من استمرار الحرب وإنجاز صفقة لتبادل الأسرى وأيضًا حول رضى الشارع "الإسرائيلي" عن أداء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهذا يعطي عدة استنتاجات ومنها: هل أصبح الشارع "الإسرائيلي" أكثر يمينية أم أكثر يسارية خلال العدوان الحالي على قطاع غزّة.
وقد أظهر استطلاع للرأي العام، أجرته هيئة البث "الإسرائيلية"، أن 48% من "الإسرائيليين" يؤيدون مواصلة الضغط العسكري بهدف تحقيق صفقة لتبادل الأسرى، بينما يرى 40% أنه ينبغي إبرام هذه الصفقة وإنهاء الحرب على غزّة.
كما أظهر الاستطلاع أيضًا أن 79% من مؤيدي الضغط العسكري هم عادة من المصوتين لأحزاب الائتلاف الحاكم، بينما 64% من الداعين لإنجاز الصفقة ينتمون عادة إلى مصوتي أحزاب المعارضة. وفي ما يتعلق بالقدرة على إخضاع فصائل المقاومة وحركة حماس، يعتقد 48% من "الإسرائيليين" أن "إسرائيل" غير قادرة على تحقيق ذلك، في حين يرى 35% أن بإمكانها النجاح في ذلك. وعبّر 70% من "الإسرائيليين" عن تأييدهم لإجراء انتخابات مبكرة في "إسرائيل"، إذ يرى 38% منهم ضرورة إجراء انتخابات عامة فورًا، بينما يرى 32% أن الانتخابات يجب أن تتم فور انتهاء الحرب. وحول تدهور الوضع الاقتصادي، نشرت منظمة "لاتيت" "الإسرائيلية" استطلاع رأي حول تداعيات الحرب على قطاع غزّة على المجتمع "الإسرائيلي" من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وموقف الجمهور من أداء حكومة بنيامين نتنياهو في ما يتعلق بسير الحرب، قالت فيه إن ما يقارب من ثلث "الإسرائيليين" تدهور وضعهم الاقتصادي مقارنة بالعام الماضي.
وحسب الاستطلاع، أفاد 30.7% من "الإسرائيليين" بأن وضعهم الاقتصادي قد تدهور بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، في حين عبر 83.8% أن وضعهم الاقتصادي ازداد سوءًا بسبب تكلفة المعيشة، ورأى 27.3% أن السبب هو تراكم الديون. كما أشار 24.7% من "الإسرائيليين" إلى أن أوضاعهم الاقتصادية والمالية ساءت بسبب زيادة سداد الرهن العقاري وارتفاع سعر الفائدة.
وذكر موقع "والا" "الإسرائيلي" أن هذا الاستطلاع أظهر بيانات مثيرة للقلق، إذ إن نحو نصف "الإسرائيليين" يعتقدون أن الحكومة غير قادرة على التعامل مع مصاعب الحرب، في وقت تفاقمت فيه الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية على "الإسرائيليين". وتعكس هذه النتائج الانقسام في الرأي العام "الإسرائيلي" بشأن إستراتيجيات التعامل مع الحرب على غزّة والتوجّهات السياسية الداخلية، مع تصاعد الدعوات لإعادة تقييم القيادة والسياسات الحالية من خلال انتخابات مبكرة.
وبناء على استطلاع أجراه المعهد "الإسرائيلي" للديمقراطية في نهاية العام 2023، يرى فقط 30% من "الإسرائيليين" أن الجيش حقق هدفه في القضاء على فصائل المقاومة وحركة حماس وإعادة الأسرى، مقابل نحو 29% يعتقدون بأنه لم يحقق شيئًا، ونحو 38% يرون أنه تم تحقيق أهداف متواضعة فقط. ومع ذلك، فإن رأي الشارع إزاء حل قضية الأسرى "الإسرائيليين" يخالف توقعات أهاليهم: فقط 16% من الشارع "الإسرائيلي" يعتقد بأن على الحكومة أن تنفذ صفقة تبادل شاملة لإعادة الأسرى "الإسرائيليين" أحياء، حتّى لو أدى الأمر إلى إيقاف نهائي للعمليات الحربية. في المقابل، نحو 65% من الشارع أبدوا موافقتهم على استمرار الحرب، وتكثيف عمليات الجيش "الإسرائيلي" الذي عليه أن يحاول هو إيجاد الأسرى وتحريرهم. وهذا الموقف العام الذي يفضل استمرار الحرب على إيقافها عندما يتعلق الأمر بمصير الأسرى "الإسرائيليين" يمتد من اليسار (28% من اليسار يؤيدون استمرار الحرب)، إلى الوسط (57%)، وصولًا إلى اليمين "الإسرائيلي" (78%).
وفي ما يتعلق بفتح جبهة الشمال، ازداد عدد "الإسرائيليين" الذي يرون أن الحل مع حزب الله يجب أن يكون الدخول في حرب واسعة. وازدادت نسبة هؤلاء لتصل إلى نحو 57% مع نهاية العام 2023. ويزداد المؤيدون للدخول في الحرب بين أوساط "الإسرائيليين" الذين سيتأثرون مباشرة في حال اندلعت الحرب مع لبنان، وتصل إلى نحو 70% من سكان الشمال. ورغبة "الإسرائيليين" في اندلاع حرب مفتوحة مع حزب الله تمتد من اليسار (نحو 32% من اليسار يؤيدون هذه الحرب)، إلى الوسط (نحو 50%) وصولًا إلى اليمين (نحو 67%)، مع عدم اليقين بالقدرة على تحقيق نتائج بسبب القدرات التي يمتلكها حزب الله.
وحول رضا الشارع "الإسرائيلي" عن أداء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فإن الشارع "الإسرائيلي" لا يمنح ثقته إلى نتنياهو في حال جرت انتخابات بعد الحرب. ويبرز بيني غانتس كمرشح ينال الثقة أكثر من قبل الشارع. وحتّى داخل حزب "الليكود"، فإن استطلاع الرأي العام يشير إلى أن ثلث أعضاء "الليكود" فقط يفضلون نتنياهو في أي انتخابات تلي الحرب.
وعلى صعيد موقف الشارع من الاستيطان في داخل قطاع غزّة تحضر قضية العودة إلى الاستيطان في غزّة بين الحين والآخر في النقاش الدائر داخل الحيز العام الإسرائيلي، بوتيرة منخفضة نوعًا ما، وتزعمت هذا الخطاب جماعات المستوطنين وتيّار الصهيونية الدينية. لكن مع اندلاع الحرب، ودخول "إسرائيل" بريًّا إلى معظم مناطق قطاع غزّة، جاء في استطلاعات رأي عام من قبل معهد مدغام أن 44% من الجمهور "الإسرائيلي" يؤيدون تجديد الاستيطان اليهودي في محيط غزّة مقابل نحو 39% يعارضون ذلك. ويمتد المؤيدون لعودة المستوطنات إلى قطاع غزّة من كتلة اليمين الحاكمة (نحو 53%) وصولًا إلى اليسار (نحو 8%).
اليمين واليسار
وعند ربط قضية اليمين - اليسار في “إسرائيل” بالقضية الفلسطينية، أو بقطاع غزّة، فإن الأمر لا يعني القضايا الاجتماعية والاقتصادية والهوياتية التي عادة ما تميّز اليمين عن اليسار، وإنما المقصود تحديدًا هو الموقف من إقامة دولة فلسطينية، أو فك الارتباط مع الأرض المحتلة منذ 1967. وخلال الحرب على قطاع غزّة، قال نحو 36% من "الإسرائيليين" إنهم أصبحوا أكثر يمينية، بينما نحو 6% منهم فقط قالوا إنهم أصبحوا أكثر يسارية، في حين أن 53% من الشارع نفسه قالوا إنه لم يطرأ أي تغيير على موقفهم وهويتهم السياسية خلال الحرب الجارية على قطاع غزّة.
وكان رئيس المعارضة لدى الاحتلال "الإسرائيلي" يائير لابيد، قد طرح رؤيته للتعامل مع الحرب المستمرة على قطاع غزّة، مشدّدًا على وجود ثماني قضايا كان سينفذها بصورة مختلفة لإنقاذ ما وصفها بـ"حالة الاضطراب" التي تعيشها الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وذكر لابيد في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "عقد صفقة لتحرير الأسرى هي المهمّة الأكثر إلحاحًا، ولكن هناك أمور كثيرة يجب القيام بها، من بينها طرح خطة لليوم التالي في قطاع غزّة، وتحديد موعد لعودة المستوطنين النازحين إلى الشمال ومنطقة الغلاف، وتشكيل حكومة مختلفة".
وقال إن الحكومة الحالية توجد في حالة اضطراب، وليس لها سياسة يمكن لأي أحد أن يفهمها، ولا تملك رؤية خاصة، مشيرًا إلى ثمانية أمور يجب فعلها بشكل مختلف، وهي:
1) صفقة لتحرير الأسرى..
"هذه هي المهمّة الأكثر إلحاحًا. هذا قرار صعب، لكن حان الوقت للقيام به. يجب على الحكومة عقد صفقة لإعادة المخطوفين حتّى لو كانت تعنى وقف الحرب في غزّة. "إسرائيل" في الأصل لا تدير الآن حربًا. والمراوحة في المكان لا تعمل في صالحنا. يمكننا العودة إلى رفح في ما بعد. الآن يجب علينا فعل أي شيء من أجل إعادة المخطوفين إلى البيت".
2) زيادة المساعدات الإنسانية في غزّة..
"أمام حكومة “إسرائيل” وقفت إمكانيتان في موضوع المساعدات. الأولى إغراق غزّة بالمساعدات، سواء من أجل إزالة الضغط الدولي عنا، أو منع المساعدات عن غزّة كأداة ضغط على حماس في قضية المخطوفين – هذا لم يكن ليساعد، لكنّه على الأقل كان سيكون قرارًا سياسيًّا".
واستكمل لابيد قائلًا: "بدلًا من ذلك أوجدت الحكومة خيارًا ثالثًا، أسوأ من الخيارات السابقة. فقد أدخلت إلى غزّة القليل جدًّا من المساعدات وبذلت كلّ الجهود لإخفاء ذلك أيضًا كي لا تغضب ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".
3) التوصل إلى اتفاق مع مصر على محور فيلادلفيا ومعبر رفح..
"من أجل أن تتمكّن “إسرائيل” في المستقبل من العمل في رفح يجب عليها أولًا أن تعقد مع المصريين خطة لمحور فيلادلفيا وتشغيل معبر رفح. وإذا لم تكن لنا سيطرة على جميع مداخل غزّة، فوق وتحت الأرض، فإن حماس ستتمكّن من بناء قوتها من جديد، أو ببساطة الهرب في كلّ مرة يقترب فيها الجيش الإسرائيلي. المصريون مستعدون للتعاون، لكنّهم معنيون بأن تكون السلطة الفلسطينية جزءًا من تشغيل معبر رفح، كما كان الأمر حتّى العام 2017".
4) تحديد موعد لعودة النازحين إلى المنطقة الشمالية..
"حكومة “إسرائيل” يجب عليها الإعلان أنه في 1 ايلول سيتم افتتاح السنة الدراسية في الشمال كالمعتاد. هذا يفضل أن يحدث باتفاق سياسي يسحب إلى الخلف حزب الله، إلى خارج ما يسمّى "مدى الكورنت" (10 كم). ولكن إذا لم يحدث ذلك بالحسنى فإنه سيحدث بالقوّة. "مواطنو دولة إسرائيل” لن يكونوا منفيين في بلادهم".
5) طرح خطة مرتبة لليوم التالي..
"ما يجب على الحكومة فعله هو البدء في النقاش حول "اليوم التالي" في قطاع غزّة مع السعودية ودولة الإمارات والولايات المتحدة ومع السلطة الفلسطينية أيضًا، التي لن تكون جزءًا من ترتيبات الأمن في غزّة، بل فقط جزءًا من الجهاز المدني لإدارة القطاع. هذا النموذج قائم ويعمل الآن أيضًا. "الحكومة اليمينية المطلقة" لديها علاقات أمنية واقتصادية ومدنية وثيقة مع الفلسطينيين في كلّ مناطق يهودا والسامرة. ولا يوجد أي سبب لعدم العمل بنفس الطريقة في قطاع غزّة أيضًا".
"لا أحد طلب منا إقامة دولة فلسطينية في الغد، أو حتّى التضحية بذرة تراب. كلّ ما يريده منا العالم هو القول بأنه إذا أثبت الفلسطينيون لنا أنهم هادئون مثل السويديين والأستراليين ويحبون السلام مثل الهولنديين، فنحن سنكون على استعداد لفحص الانفصال عنهم. الحديث يدور عن عملية ستستغرق سنوات وتحتاج إلى إثبات، الدليل عليه ملقى على عاتقهم".
6) الاستعداد للتطبيع
وبحسب لابيد، فإن "ثمن هذا الاستعداد الرمزي سيكون اتّفاقًا تاريخيًّا مع السعودية وتشكيل تحالف إقليمي مناهض لإيران وتحسين اتفاقات إبراهيم ومنتدى النقب.. الأمور التي ستعيد الاقتصاد إلى مساره وتنهي العزلة السياسية التي تلحق بنا. وحقيقة أننا نرفض قول ذلك بسبب الخوف من غضب بن غفير، هي هستيريا".
7) تغيير السياسة الخارجية ونظرية الإعلام..
"التوقف عن تمثيل مواجهة لا حاجة إليها مع الإدارة الأميركية. تعزيز العلاقات مع يهود أميركا الليبراليين. تأييد أوكرانيا من دون تحفظ. عدم مقاطعة الدول التي تقوم بانتقادنا. تركيز منظومة الدعاية في وزارة الخارجية (الآن هي منقسمة بين خمس وزارات). تشكيل قوة مهمات خاصة للجامعات في أميركا. تشكيل طاقم للرد الفوري كما كان الأمر في السابق. ترسيخ التعاون مع جهات في المجتمع المدني.
8) تشكيل حكومة مختلفة..
"حكومة من دون متطرّفين، عقلانية، جيدة وناجعة. من دون رئيس حكومة فاشل ومدمر ومتهم بالكارثة الأكثر فظاعة التي حلت بنا ولا يتوقف عن التحريض ضدّ مواطنيه. من دون البنية الضارة لمجلسين يتشاجران. حكومة تعيد الردع وتقيم حلف عسكري أمام التهديد النووي الإيراني، الذي كان وما زال التحدّي الرئيسي لنا".
وترافق كلام لابيد مع امن مفقود، وشعور دائم للمستوطنين بعجز جيشهم عن حمايتهم من صواريخ المقاومة، ورفضهم إرسال ابنائهم إلى المدارس في الشمال.
وترافق كلامه أيضًا مع تصريحات لموشيه دفيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي متيه اشير في الشمال قال فيها: “سوف تسجلون في كتاب التاريخ كمن تخلّى عن أولادنا وإذا كان هناك رؤساء مجالس صامتون لأنهم يريدون حفظ موقعهم في مركز "الليكود" فأنا أقول نحن في وضع خطير جدًا”.
وقالت شيرا ديغوركر، من مستوطنة "كيلع" في الجولان السوري المحتل “بناتي يتعلمن في "ماروم غولان" ويجب أن يسيرن في طرقات تتعرض للقصف والخوف الأكبر ان تحصل كارثة كبرى في الشمال والجولان وصولًا إلى حيفا".
وقال أيضًا مذيع في القناة 13 الصهيونية “في الشمال عادوا إلى محاولات الاغتيال وصفارات الإنذار والشعور بانعدام الأمن حيث اعرب رؤساء السلطات عن غضبهم وأعلنوا انّهم لن يبدأوا العام الدراسي وإرسال الطلاب إلى المدارس والمستوطنات خالية من السكان والجنود خائفون”.
وسمع وزير "التربية" الصهيوني بشكل مباشر من ممثلي عدد من المستوطنات، أثناء اجتماع صاخب ضم أيضًا إلى جانب ممثلي عدد من المستوطنات الشمالية قائد قيادة الجبهة الداخلية، بأن الخطر من صواريخ المقاومة يجعل الصهاينة في حالة خوف وعدم يقين من قدرات الجيش على توفير الأمن والحماية والهدوء في الشمال قبل وقف العدوان على قطاع غزّة.
خاتمة
وتشير هذه الاستطلاعات وغيرها بأن مكونات الائتلاف الحكومي والمعارضة السياسية والمؤسسة العسكرية والأمنية "الإسرائيلية" مصرون على المضي قُدمًا بالحرب على قطاع غزّة. ولم يجرِ التوصل حتّى الآن إلى اتفاق في الحكومة "الإسرائيلية" ولا في كابينت الحرب أو "الكابينت" السياسي الأمني بشأن سياسة “إسرائيل” تجاه قطاع غزّة في اليوم التالي للحرب، بسبب رفض نتنياهو طرح هذا الموضوع على الحكومة أو على "الكابينت" السياسي الأمني.
كما تؤكد هذه الاستطلاعات على وجود شبه إجماع "إسرائيلي" على الحرب التي يُولي فيها المعسكر المناوئ لنتنياهو قضية الأسرى "الإسرائيليين" أهمية قصوى تفوق اهتمام معسكر نتنياهو، ويُبدي استعدادًا أكبر للتوصل إلى صفقة وحل. ومع استمرار الحرب وازدياد الخطر على حياة الأسرى "الإسرائيليين"، تزداد أهمية هذه القضية لدى الرأي العام "الإسرائيلي" الذي بات يعرف أن نتنياهو فشل في الحرب والمفاوضات وأن لا حل سوى الوقف الكامل لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزّة.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة
دائرة التنظيم المركزي – قسم الدراسات
إقرأ المزيد في: عين على العدو
21/11/2024