عين على العدو
حزب "شاس" يشنّ حربه على بن غفير
ذكرت المحلّلة السياسية الصهيونية تال شنايدر، في موقع "تايم أوف اسرائيل"، أن: "وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يواصل تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي. وعلى الرغم من التغييرات الواضحة والمرئية، يتعامل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معها في مستوى مختلف تمامًا: بن غفير يغير الوضع بالأفعال ونتنياهو يواصل العيش في عالم الكلام".
وبعد مقابلة، يوم الاثنين الماضي، مع إذاعة جيش الاحتلال التي قال فيها بن غفير إنه يريد رفع العلم "الإسرائيلي" في الحرم القدسي وبناء كنيس هناك، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا مقتضبًا: "لا يوجد تغيير في الوضع الراهن في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، لكن الوضع الراهن لم يهدأ للحظة".
هذا؛ وذكرت هيئة البث الرسمية "كان" أن الخطوة التالية في خطط بن غفير هي القيام بجولات إرشادية في الحرم القدسي تحت رعاية وزارة "التراث" بقيادة الوزير عميحاي إلياهو من حزب "قوة يهودية".
بحسب شنايدر، هذه القضية السياسية، والتي تعدّ أكثر قضية حساسة في الشرق الأوسط، تعرض كقنبلة موقوتة على مرأى من الجميع؛ بينما تخوض "إسرائيل" أطول حرب عرفتها على الإطلاق، حيث تتعرض للهجوم من سبع جبهات، على حدّ تعبيرها. ورأت أن بن غفير ونتنياهو لا يكترثان إلى ما أشارت إليه التقارير الاستخباراتية في قضية الحرم القدسي في أنّها سبب لحرب 7 تشرين الأول/أكتوبر، مشيرًا الى أن بن غفير يواصل التهور ونتنياهو لا يفعل شيئًا لإيقافه.
في المقابل؛ ردّ وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت على تصريحات بن غفير واتهمه بإضعاف "إسرائيل"، بينما انتقد عضو الكنيست إيلي دلال بن غفير قائلًا: "لقد حان الوقت لضبط وزير الأمن القومي".
كما قالت شنايدر: "الحزب الذي كان ذات يوم علمانيًا وليبراليًا ووسطيًا، يغازل الآن الكاهانية علنًا ويعرّض الجمهور "الإسرائيلي" للخطر. سيتمكّن أعضاؤه دائمًا من القول لاحقًا إن قوات الأمن هي المسؤولة، ولم يحذرهم أحد". وتابعت: " "حزب "شاس" خلع القفازات في مواجهة بن غفير. كل ما يفعله، وكل تحركاته، تثير الآن ردود فعل ومعارضة. ووزير الداخلية موشيه أربيل يقود هجوم الحزب ضد بن غفير، ويتفق رئيس الحزب أرييه درعي وأعضاء آخرون في الحزب مع هذا النهج".
وكشفت شنايدر أن أربيل قد سارع، أول أمس، إلى نشر رسالة تنتقد بن غفير: "على نتنياهو أن يتحرك فورًا لوضع بن غفير في مكانه بشأن كلماته أيضًا فيما يتعلق بالحرم القدسي. كلماته غير المسؤولة وضعت على المحكّ تحالفات "إسرائيل" الاستراتيجية مع الدول الإسلامية التي تشكل تحالفًا في الحرب ضد المحور الإيراني. افتقاره إلى الحكمة قد يؤدي إلى إراقة الدماء".
في المقابل، تُكمل شنايدر، لم يبقَ بن غفير صامتًا ووصف أربيل بأنه "متملّق لا يكل لليسار، والذي يلقنه بن كسبيت (محلل سياسي) واليسار المتطرف الكلام "الأحول" منذ دخوله الكنيست إلى منصب القاضي الأعلى. إنه متملق لا يكل لليسار، وللعرب، وللنظام القضائي، وفي حال الحرم القدسي، أيضا لحماس والأوقاف. مجرد اتهامه المستمر لليهود يخلق خطرًا أمنيًا. لقد اختار ناخبو شاس اليمين وحصلوا على موشيه ميرتس أربيل".
وتبيّن المحلّلة السياسية: "يواجه حزب شاس صعوبة في تقييم مستقبل الحكومة في هذه المرحلة. فمن ناحية، رفض نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إعداد ميزانية العام 2025 يشير إلى أن نهاية الحكومة تلوح في الأفق. ومن ناحية أخرى، وبسبب العطلة الطويلة التي ستنتهي بعد شهرين، من المستحيل إجراء حسابات سياسية اليوم. فقط عندما يعود الكنيست إلى الجلسة الشتوية في نهاية تشرين أول/أكتوبر 2024، سيعيد أعضاء شاس تقييم مكانة الحكومة الحالية".
وتختم: "على الرغم من أن قادة شاس يدركون خطورة خروج بن غفير عن السيطرة وتعريضه "إسرائيل" بأكملها للخطر، إلا أنهم يجلسون بصمت ولا يهزون الأوضاع".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024