عين على العدو
الجيش الصهيوني.. فشل مزدوج في غزة وأحداث صعبة
أكّد الباحث السياسي، في "معهد أبحاث الأمن القومي" الصهيوني عضو الكنيست السابق عوفر شيلح، أن جيش الاحتلال أصيب بفشل مزدوج في غزة بسبب سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؛ إذ لم يحقّق أي إنجازات عسكرية من جهة، وتعرض لأحداث صعبة من المقاومة الفلسطينية.
وكتب شيلح في موقع القناة يقول: "الإعلان بشأن خروج قوات الفرقة 98 من منطقة خان يونس لم يكن سوى التوقيع الرسمي لِما كان معروفًا من الجميع قبل ذلك: منذ أكثر من شهر، الجيش الإسرائيلي لا يخوض عملية حسم في القطاع، ولا تقويض، ولا كلّ الكلمات الأُخرى التي ليس لها مغزى عسكري.. الجيش يشعر باليأس من المستوى السياسي مرتين: المرة الأولى، عندما رفض بنيامين نتنياهو وحكومته إقامة غلاف سياسي، من دونه، يصبح العمل العسكري بلا معنى حقيقي. والمرة الثانية، عندما رفض المستوى السياسي، لأسباب سياسية، أن يأمر بالانتقال إلى ما سمِّي "المرحلة الثالثة"، أي إقامة خطوط دفاعية والانطلاق منها للقيام بعمليات استخبارية لضرب إعادة تنظيم حماس من جديد".
وأضاف: "القيادة العسكرية أدركت أن إبقاء الاستعدادات حتّى نهاية شباط/فبراير سيؤدي إلى فشل مزدوج: من جهة، سيمرّ الوقت من دون تحقيق إنجاز فعلي، بعد عدم تحقيق الأمل "المشكوك فيه" باغتيال أو إلقاء القبض على يحيى السنوار ومحمد الضيف. ومن جهة ثانية، إن وقوع أحداث محدودة صعبة، مثل سقوط 4 مقاتلين من وحدة الكوماندوس أول أمس الأحد، سيرسخ الشعور بالتخبط في الوعي العام للجمهور. لقد سبق أن عاش الجيش الإسرائيلي كلّ هذا في لبنان، حيث كبرت وتشكلت القيادة العسكرية الحالية. يُضاف إلى هذا كله التآكل المستمر لجنود الاحتياط والنظاميين الذين يقاتلون منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".
وتابع شيلح: "بموجب ذلك؛ انتقل الجيش منذ نحو شهر، فعليًا، إلى المرحلة الثالثة في معظم مناطق القطاع، ومنذ بداية آذار/مارس، بقي عدد قليل من القوات التي سوّقت عملياتها المحدودة الأبواق الإعلامية على أنها أسلوب جديد ومتطور للقتال. في المقابل، جُمعت معلومات استخباراتية، وجرى الإعداد للعملية في مستشفى الشفاء، والتي أظهرت أن في الإمكان التوصل إلى نتائج مذهلة في ضرب المخربين من دون وجود قوات كبيرة في الميدان، ومن دون إصابات".
وأعرب شيلح عن شكوكه في صحة ما تعلنه قيادة جيش الاحتلال عن عدد شهداء المقاومة الفلسطينية، وقال: "بينما يتفاخر الجيش بعدد المخربين الذين قُتلوا، أو اعتُقلوا في العملية، سأل المستوطنون في إسرائيل وقادة في المنطقة، وفي العالم، أنفسهم كيف تمكّنت حماس من إعادة تنظيم نفسها بسرعة في منطقة قمنا باحتلالها وتدميرها والقيام بعمليات تصفية فيها؟ وهي اليوم الجهة الأقوى بالنسبة إلى سكان شمال القطاع. في المقابل، ازداد الضغط الدولي من أجل منع عملية كبيرة في رفح، وعمليًا، لإنهاء الحرب بالشكل الحالي. خروج الفرقة الأخيرة، في الأمس، يجعل القوّة العسكرية الباقية في القطاع بحجم لواء في المحور الذي يفصل شمال غزّة عن جنوبها، وهذا اعتراف رسمي بأن المرحلة الثالثة باتت هنا، بعد تأخُّر مدة شهرين وضرر كبير".
وأردف:"مع الأسف الشديد، هذا أيضًا إقرار عملي بكذب الحجة، التي بموجبها أن الضغط العسكري وحده سيدفع حماس إلى صفقة مختطفين، وهي الحجة التي كرّرها كبار المسؤولين في الجيش، بمن فيهم رئيس الأركان نفسه، قبل بضعة أيام. عمليًا، لا يُفرض أي ضغط عسكري حاليًا، والمساعدات الإنسانية صارت بحجم أكبر، بضغط أميركي، وسكان غزّة يمكنهم التوجّه إلى الشمال، بينما الناطقون العسكريون يسوّقون الأمر على أنه تقنية ذكية لإخراج جماهير اللاجئين من رفح. ومع عدم وجود كيان آخر يدير حياة السكان، فإن حماس تقوم بذلك تحت غطاء ما. وماذا عن الأسرى؟ هم سيعودون ضمن إطار صفقة ستُنهي الحرب الحالية في نهاية المطاف. لكن حتّى لو حدث ذلك، لن نعرف أبدًا عدد الأرواح التي أزهقت خلال مرحلة الجمود السياسي وعمليات عسكرية قليلة الأهمية".
وأضاف: "الوقت الذي أضعناه سيكون له تأثير خطِر بصورة خاصة: فهو يقلّص الشرعية التي تحظى بها إسرائيل، ويزيد في الضغط الدولي من أجل عزلنا سياسيًا وعسكريًا، ويُبعد رؤيا إنشاء ائتلاف إقليمي يشكّل وزنًا حقيقيًا مضادًا للمحور الإيراني. فرصة إنشاء هذا الائتلاف لم تتبدّد، لكن نظرًا إلى أنّ نتنياهو -الذي يعدّ مرور الزمن رصيده الحقيقي- وحكومته التي لا تُظهر حاليًّا أي استعداد للقيام بخطوات من هذا النوع، ونظرًا إلى أن تحرُّك إسرائيل على الصعيد الإقليمي ما يزال تكتيكيًا وموجهًا، بصورة خاصة من أجل خدمة أهداف داخلية -اغتياله، والذي ليس له أهمية عملية للضابط الكبير في الحرس الثوري حسن مهداوي في دمشق- يزداد خطر بقاء إسرائيل وحدها في مواجهة "محور المقاومة"". وأشار إلى أن المستوطنين الصهاينة الذين هرعوا إلى المحال التجارية للتزود بالمياه والمعلبات، في الأسبوع الماضي، عبّروا بهذه الطريقة عن عدم ثقتهم بمعايير القيادة، وبقدرة الجيش على الدفاع عنهم.
وخلص شيلح إلى أن: "نتنياهو، والذي واصل في الأمس كلامه الفارغ عن "النصر المطلق" والحديث عن تفكيك كتائب حماس في رفح"، غير قادر على الانتصار في الحرب الكبرى"، مؤكدًا أنّ هناك شكًا كبيرًا في قدرة نتنياهو على تحقيق أي إنجاز، ومعربًا عن أسفه لـــــ:"عدم ظهور بديل فعلي في المنظومة السياسية حتّى الآن".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
28/10/2024