عين على العدو
"إسرائيل" تستجدي الولايات المتحدة لإنهاء القتال مع حزب الله
لفت الصحفي الإسرائيلي باراك رابيد إلى أنّ "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تأمل الإعلان في الأسابيع القادمة سوية مع حلفائها، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وإيطاليا، عن تفاهمات جديدة توقف القتال بين "إسرائيل" وحزب الله وتعيد الهدوء إلى الحدود الشمالية"، هذا بحسب مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع على الموضوع.
وفي مقالة على موقع "واللا" الإسرائيلي أشار رابيد إلى أنّ "أحد الأهداف الأساسية لإدارة بايدن منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر كان منع حرب شاملة بين "إسرائيل" وحزب الله ومنع توسّع الأزمة في غزّة إلى دول إضافية في الشرق الأوسط".
وقالت مصادر مطلعة على الموضوع إنّ "الولايات المتحدة تأمل بأن تؤدي صفقة المختطفين (الأسرى) بين "إسرائيل" وحماس إلى هدنة في القتال بغزّة وأن تسهّل تحقيق تهدئة على الحدود الشمالية لكنّها تستعد للإعلان عن التفاهمات الجديدة بين "إسرائيل" ولبنان حتّى ولو لم يحصل هذا الأمر".
وبحسب المصادر فإنّ عاموس هوكشتاين قد زار "إسرائيل" يوم الأحد واجتمع مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت والوزير بني غانتس لمناقشة اقتراحه لتفاهمات جديدة على طول الحدود، فيما استندت خطة إدارة بايدن إلى نموذج ما أسماها رابيد "تفاهمات عناقيد الغضب" التي أعلنت عنها الولايات المتحدة وعدّة دول غربية للتوصل إلى إنهاء عمليات (عدوان) إسرائيلية في لبنان في عام 1996.
وأشارت المصادر إلى أنّ "التفاهمات" الجديدة لن توقّع بشكل رسمي من قبل الطرفين، إنما ستنشر الولايات المتحدة وأربع دول أوروبية بيانًا تفصّل فيه الالتزامات الملقاة على عاتق كلّ طرف.
ووفق رابيد أعلنت كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا وإيطاليا عن رزمة مكافآت اقتصادية للبنان بهدف إعطاء ذريعة لحزب الله للموافقة على التفاهمات وتقديم إنجاز للشعب اللبناني" وفق تعبيره.
وبحسب المصادر، "سترتكز التفاهمات على تطبيق جزئي لقرار مجلس الأمن 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية، وبما أن الطرفين لم يلتزما بكلّ بنود القرار 1701، فسيكون بالإمكان تنفيذ التفاهمات الجديدة حتّى ولو لم يكن هناك وقف كامل لإطلاق النار في غزّة، كما طالب حزب الله" على حد زعم المصادر.
وأشارت المصادر إلى أن ما أسمتها "التفاهمات" الجديدة ستتضمن التزام الجانبين بوقف تبادل إطلاق النار الذي تشهده منطقة الحدود منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ولفتت المصادر إلى أنه في إطار التفاهمات لن يُطلب من حزب الله سحب قواته من شمال نهر الليطاني كما يطالب القرار 1701، إنما فقط إلى مسافة 8 - 10 كلم عن الحدود مع الكيان.
وأضافت المصادر أنّ ""التفاهمات سترتكز على مبدأ "تجميد الوضع"، فحزب الله لن يكون ملزمًا بسحب قواته من الأماكن التي يتواجد فيها الآن، لكنّه سيتعهد بإعادتها إلى المواقع التي كانت فيها بالقرب من الحدود قبل السابع من أكتوبر، وكجزء من "التفاهمات"، فإن الذين سيتم نشرهم على طول الحدود مع "إسرائيل" هم 10 - 12 ألف جنديّ من الجيش اللبناني" وفق تعبيرها.
وأردفت المصادر أنّه "في إطار "التفاهمات" طلبت الولايات المتحدة من "إسرائيل" وقف الطلعات الجوية للطائرات الحربية الإسرائيلية في المجال الجوي اللبناني. "إسرائيل" لم ترفض هذا الطلب، وبالمقابل سيُطلب من "إسرائيل" الالتزام بسحب جزء من القوات التي نشرتها عند الحدود في الأربعة أشهر الأخيرة - خاصة عناصر الاحتياط" على حد قولها.
وقال مصدر مطلع على الموضوع :"إنّ الرسالة الأميركية لـ"إسرائيل" كانت أنّ خطوة إسرائيلية مبادرة سيعتبرها حزب الله إعلان حرب وستحشد المنظمة كلّ القوى الموالية لإيران في العراق وسوريا لمساعدتها في القتال ضدّ "إسرائيل""، بحسب تعبيره.
من جهتهم، قال الأميركيون لـ"إسرائيل" "إنهم لا يستخفّون بقدرات "الجيش الإسرائيلي" في إلحاق أضرار جسيمة بلبنان لكنّهم يعتقدون أن القيام بهذه الخطوة سيكون خطأً استراتيجيًا".
وقال مسؤولان إسرائيليان "إنّ "إسرائيل" لم تعتزم المبادرة إلى خطوة عسكرية واسعة ضدّ حزب الله في شهر كانون الثاني/يناير، لكنّها كانت قلقة من أنّ "حزب الله يخطط لهجوم واسع من جانبه. لقد استغرق الأمر بعض الوقت حتّى تمكّن وزير "الأمن" (الحرب) يوآف غالانت من إقناع هوكشتاين بأنّ "إسرائيل" معنيّة بحلّ دبلوماسي للأزمة".
وتابعت المصادر أنّ "المرحلة الثانية من "التفاهمات" من المفترض أن تشمل مفاوضات بين "إسرائيل" ولبنان بواسطة أميركية، لتسوية بعض الخلافات حيال الحدود البرية بين الطرفين. "إسرائيل" ولبنان وافقتا مبدئيًا على مثل هذه المفاوضات، لكن الأمر يمكن أن يحصل فقط إذا عاد الهدوء إلى الحدود الشمالية".
وقال مسؤول في البيت الأبيض لموقع "واللا" الإسرائيلي "إنّ الولايات المتحدة قالت بوضوح أنها لا ترغب بأن تتوسع الحرب في غزّة إلى لبنان"، وقال المسؤول إن "عودة اللبنانيين والإسرائيليين إلى منازلهم بسلام وبأمن لها أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، وسنواصل درس واستنفاد كلّ الخيارات الدبلوماسية مع الشركاء في "إسرائيل" وفي لبنان لتحقيق هذا الهدف".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
28/10/2024