عين على العدو
احتمال كبير بأن تتحول المواجهة العسكرية الحالية إلى معركة إقليمية حقيقية
أكد المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" الصهيونية طل لف رام، أن هناك احتمالًا كبيرًا بأن تتحول المواجهة العسكرية الإقليمية الحالية إلى معركة إقليمية حقيقية، مقرًا بالوقت عينه بأن قوات الاحتلال الصهيوني التي حاولت التوغل في قطاع غزة عانت يوم قتال صعب في غزة، مشيرًا إلى حجم الخسائر التي تكبدتها.
وقال لف رام: "إنها ليست فقط حرب غزة. اشتداد القتال في معاقل حماس، إلى جانب انضمام الحوثيين في اليمن إلى المعركة بشكل علني، قد يحثّ حزب الله أيضًا الذي انضم حتى الآن إلى المعركة بنحو جزئي فقط، ويزيد إلى حد كبير أحجام إطلاق النار والمدى نحو مناطق مأهولة بـ"الإسرائيليين".
أضاف: "منذ الآن تتعلق المسألة بمواجهة عسكرية-إقليمية، متعددة الساحات، يكمن فيها احتمال كبير لتصبح معركة إقليمية حقيقية. معضلات صنّاع القرارات في إسرائيل والمستوى الأمني الرفيع تزايدت، وبذلك أيضًا معضلات الأميركيين- هل يبدّلون مفتاح التشغيل من حالة دفاعية إلى حالة هجومية، حتى في مناطق بعيدة عن إسرائيل، يحاولون تهديدها عن طريق صواريخ بعيدة المدى وطائرات من دون طيار مسلّحة بمواد ناسفة".
وتابع: "يوم قتال صعب مرّ على قواتنا في غزة، بعد دخول سلس إلى المناورة البرية، اختراق سريع لعمق المنطقة وتقدّم أسرع من المتوقع نحو أحياء مدينة غزة، لا يُرتقب أن يكون القتال سهلًا، فإلى جانب إنجازات مؤثرة للقوات في الأيام الأولى من القتال- ترتقبنا أيضًا أثمان باهظة من قتلى وإنجازات عملانية لحماس التي استعدّت لسنوات طويلة وبنت منظومات دفاعية تحت الأرض وفوقها، كجزء من مفهوم دفاع منظّم، مقابل قوات كبيرة للجيش الإسرائيلي ستدخل إلى القطاع لتنفيذ عملية كبرى، حان وقتها.
وأشار إلى أنه "مع تعمّق الدخول البرّي والقتال في أحياء مدينة غزة، سيناريو أن تتحوّل الحرب إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق، تتضمّن أيضًا إمكانية تفعيل قوة عسكرية أميركية كبيرة، ليس خياليًا".
واعتبر أنه كلّما اتّسعت دائرة فصائل المقاومة التابعة للمحور الموالي لإيران، كلما تلقف الأميركيون هجمات على قواعدهم في الشرق الأوسط، وقال: "منذ الآن توجد معضلة هل يستخدمون القوة وأيّة قوة- لا سيّما إزاء توسّع المعركة، والتهديد المباشر من جانب الحوثيين في شمال اليمن؟ من يجلب إلى المنطقة على عجالة قوات عسكرية ضخمة إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر يأخذ بالحسبان أنه سيفعّل قوته، عندما تتخذ زعامة الإدارة الأميركية القرار بأنه تم تجاوز الخط الأحمر".
واعتبر الكاتب أن التهديدات التي يمثلها الحوثيون وفصائل المقاومة في العراق وسورية "قد تحثّ قرارات أميركية لتدخّل هجومي ضد تهديدات إزاء "إسرائيل"، حيث ليس من المستبعد أن يرفع الأميركيون سرعة العدوانية، كجزء من تقديم المساعدة لـ"إسرائيل"- بل أيضًا إزاء الهجمات التي يتعرضون لها بشكل شبه يومي على قواعدهم" (على حد تعبير الكاتب).
وأشار الكاتب إلى الطائرات من دون طيار والصواريخ التي أطلقها الحوثيون باتجاه أهداف صهيونية في فلسطين المحتلة، زاعمًا اعتراضها، إلاّ أنه وصف إطلاق صاروخ أرض-أرض من شمال اليمن بأنه "استثنائي جدًا". لافتًا إلى أن هذا الصاروخ يحمل رأسًا حربيًا بمئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة. وأن "من الواضح للجميع إمكانية الضرر المادي والمعنوي لصاروخ كهذا يستهدف إيلات.
وقال: "على "إسرائيل" والولايات المتحدة التعامل مع الإطلاق من اليمن كما لو أنه أصاب قلب المدينة- وإلّا لن يتوقف هذا الإطلاق".
أضاف المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" يقول: "ليس صدفة أن استدعت الأحداث أمس أعضاء المحور الإيراني. فكان الحوثيون أول الحاضرين، وبمقدورهم أيضًا التأثير على ميليشيات شيعية أخرى لتنهض.. حزب الله أيضًا قد يصعّد نشاطاته".
وختم بقول: "الطريق لتحقيق الأهداف- إضعاف القدرة العسكرية والحكومية لحماس وإرجاع المخطوفين إلى منازلهم، طريق طويل، صعب ومعقّد. حتى عندما تُسجّل في الميدان إنجازات عملانية وتتناسب وتيرة تقدّم القوات في مدينة غزة مع الخطط- عيوب وأخطاء، قتلى وجرحى- ستظلّ جزءًا من القتال، ويجب أن نكون مستعدين لذلك".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
28/10/2024