عين على العدو
سلاح حزب الله يشكّل تحديًا لجيش الاحتلال: رأس حربي مزدوج ومنصّة ذات فوهتين
ذكر مراسل الشؤون العسكرية، في صحيفة "هآرتس" العبرية، عودد يارون أنّ "حزب الله في "الجبهة الشمالية" يحرص على تسخين القطاع، لكنه يحاول الحفاظ على "مستوى اللهيب" تحت السيطرة، بينما تشتعل الجبهة الجنوبية بكامل قوتها"، وفقًا لقوله. ويرى أن: "إحدى الوسائل الأساسية التي يحاول الحزب بواسطتها "إدارة المواجهة" مع "إسرائيل" هي تشكيل صواريخ ضد الدروع"، بحسب تعبيره.
وقال المراسل إن:" "حزب الله دخل إلى المواجهة، بشكل ناشط، بعد عملية "حماس" مع صلية من قذائف الهاون على "هار دوف"، ومنذ ذلك الحين ركّز بشكل أساسي على إطلاق قذائف الهاون على مواقع الجيش الإسرائيلي عند الحدود، وإطلاق صواريخ ضد الدروع على مواقع وآليات عسكرية"، لافتًا إلى أن: "مقاطع الفيديو التي نشرها حزب الله تظهر كيف أن مقاتليه يشاهدون عن بُعد الجنود وهم مكشوفون- في المواقع وبالقرب من الدبابات - وبعدها يطلقون النار عليهم".
وأوضح أن: "الصواريخ ضد الدروع قصيرة المدى (تُطلق من مسافة نحو 5 كلم)، وهي دقيقة جدًا وتسمح بالتركيز على الهدف"، مشيرًا إلى أن: "هذه الصواريخ يمكن حملها على آليات خفيفة أو عبر مقاتلين في مجموعات صغيرة، حيث يمكن إطلاقها والاختفاء بسهولة"، وفقًا لقوله.
يارون نقل عن الباحثة، في معهد أبحاث الأمن القومي، أورنا مزراحي قولها: "إن تبادل النيران يأتي ضمن المعادلات نفسها التي يتبعها حزب الله ضدنا، أي العين بالعين"، مضيفةً أن: "الحزب شدّد على أن أي عنصر من حزب الله يتعرض للأذى، فهو سيستهدف جنديًا إسرائيليًا مقابله، وحزب الله وإيران يريدان في هذه الأثناء إبقاء المواجهة في الشمال على نار هادئة، وكل ما يفعله يتم تحت حافة الحرب"، بحسب وصفها.
كما نقل يارون عن البروفيسور عزر غات، رئيس برنامج M.A في دراسات "الأمن" في جامعة "تل أبيب"، قوله: "أنا متأثر من أن حزب الله يطلق صواريخ ضد الدروع بشكل حاسم على أهداف عسكرية - سواء على آليات قتالية مدرعة أو على مواقع ومنظومات مراقبة"، مضيفًا: "منذ العام 2006 تبلور نوع من الردع وربما ردع متبادل، سمح بالحفاظ على هدوء نسبي، لكن هذا الهدوء انتهى مع المواجهة الأخيرة".
يارون تابع أنّ: "مقاطع الفيديو التي نشرها حزب الله منذ بدء الحرب تظهر إطلاق الصواريخ ضد الدبابات وضد الآليات الإسرائيلية، ومواقع التنصت والاتصالات، بواسطة مجموعة متنوعة من صواريخ مضادة للدروع ومدافع غير ارتدادية". وأضاف: "مع ذلك، يبدو أنه منذ أول من أمس الأحد، حزب الله يوسّع دائرة القتال إلى ما بعد الأهداف العسكرية، فقد أطلق قذائف صاروخية لمديات أبعد منذ بداية القتال- حتى "روش بينا"، وبعدها أطلق قذائف صاروخية على "نهاريا" و"الجليل الغربي"، مع أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه صواريخ تابعة لحزب الله. إضافة لذلك، أصيب للمرة الأولى منزل في كريات شمونة، على ما يبدو من صاروخ وُجه نحو مواقع عسكرية على التلال الحدودية".
وقال: "إن إسرائيل أيضًا هاجمت ردًا على ذلك مواقع لحزب الله في عمق الأراضي اللبنانية" وفقًا لقوله، مضيفًا :"يمكن رؤية صواريخ "الكورنيت" بشكل أساسي في مقاطع الفيديو التي نشرها حزب الله، والتي أوقعت خسائر كبيرة للجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية، وهذه السنة بدأ الحزب باستخدام قاذف جديد مزدوج الماسورة، والذي يسمح للخلية بإطلاق صاروخين بسرعة من دون الحاجة إلى إعادة تذخير". وأردف: "إلى جانب "الكورنت" تظهر في مقاطع الفيديو أيضًا قاذفات تاو، أو في نسختها الإيرانية - "طوفان"، وحزب الله عرض أيضًا صواريخ "سكاد" التي تسببت بوقوع خسائر كبيرة للجيش الإسرائيلي قبل خمسين عامًا في حرب يوم الغفران، وبحسب ما هو واضح، فإن حزب الله يستخدم نماذج متطورة جدًا مجهزة برأس حربي مزدوج".
ولفت يارون إلى أن: "جميع الصواريخ ضد الدروع المستخدمة اليوم تقريبًا تعتمد على شحنة مجوفة، والمعروفة منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا الرأس المتفجر ينتج دفعة من المعدن المنصهر، والذي يمكنه اختراق درع الهدف بسهولة نسبيًا، ولا يتطلب قوة حركية كبيرة مثل الوسائل ضد الدروع التقليدية"، قائلًا: "على مر السنين، طُوّر جميع أنواع أساليب الحماية من تسليح من هذا النوع، من بينها دروع تفاعلية تُضاف إلى الدبابات وناقلات الجند، بينما يدور الحديث عن صفائح تحتوي على مواد ناسفة تنفجر في أثناء الإصابة وتعطل الانصهار".
وشدّد على أنه: "من أجل التغلب على هذا التحصين اُخترع رأس حربي مزدوج، ولدى الصاروخ رأس حربي أساسي صغير، هدفه التعامل مع الصفيحة المتفجرة، وشحنة مجوفة كبيرة هدفها اختراق الدرع الأساسي"؛ وهذا بحسب قوله. وأكد أن ""إسرائيل" هي أيضًا الأولى التي اعتمدت "منظومة دفاع" فعال للدبابات وناقلات الجند، فمنظومة معيل روح (معطف الريح) قادرة على اعتراض صواريخ وقذائف صاروخية "آر بي جي" قبل وصولهم إلى الدبابة"؛ بحسب تعبيره.
في هذا السياق، نقل عن البروفيسور غات قوله إن: "هذه الحرب تدار من جانبين، وتقدم مهم جدًا مثل "معيل روح" لا يعطي حصانة كاملة". وأضاف: "إذا وصل الجيش الإسرائيلي بالفعل إلى وضع اضطر فيه إلى الدخول برًا إلى لبنان، فإنّ هذه المنظومات لا تعطي حلًا سحريًا، ويرجع ذلك، إلى أن وحدات رئيسة فقط مجهزة بها، أي ألوية نظامية مجهزة بدبابات الميركافا وناقلات جند "نمير"".
وتابع غات: "لكن ينبغي القول، بشكل عام، إنّ طريقة العمل ضد حزب الله - إذا حصل ذلك - ليس عبر إدخال قوات مدرعة بحجم كبير، هي ستشارك بالطبع، لكن أساس العمل يجب أن ينفذ عبر سلاح مشاة خفيف، وبالطبع بواسطة سلاح الجو ووسائل نار أخرى"؛ بحسب تعبيره.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
28/10/2024