عين على العدو
وسط حرب الوجود التي يعيشها الصهاينة.. نتنياهو يبحث عن خلاصه الشخصي
يعيش رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أسوأ أيام حياته، فهو لا يدري من أين تأتيه الصفعات، وليس قادرًا أن ينزل من أعلى الشجرة التي هرب إليها ظنًا منه أن التصعيد بوجه المقاومة الفلسطينية سيجنّبه تبعات المأزق الداخلي الذي كان يتخبط به، في حين أنه لم يسلم من الانتقادات اللاذعة من أكثر من طرف داخلي لدى الكيان.
وفي هذا السياق، قال المحلّل العسكري في "القناة 13"، ألون بن دافيد، "إن "دماء إخوتنا لا تزال تصرخ بقوة من الأرض، وأيضًا بكاء الرهائن في غزة مسموع جيدًا في كل أصقاع البلد، لكن "مُصمّم الخراب" يختار سماع أصوات أُخرى تساعده على تحديد مسار التهرب من المسؤولية، ففي الوقت الذي تتجنّد فيه الأمة، كلها تقريبًا، لحرب وجودها، يتجند هو بالكامل لحرب أُخرى، النجاة الشخصية".
وأضاف في صحيفة "معاريف" أن "نتنياهو لا يقوم بتقديم العزاء (وهناك كثير من العزاءات للأسف)، ولا يزور الجرحى، ولا حتى يعانق عائلات الرهائن، الذين تمر عليهم كل لحظة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية كجهنم أبدية.. يزور فقط مناطق نظيفة، ويلتقط صورًا مع الجنود في الخلفية، بعد أن يتأكّد حراسه من أنهم جميعًا من دون أسلحة".
وتابع "هو ليس كبطله ونستون تشرتشل، لا يملك الشجاعة لإيقاف موكبه والنزول للتحدث مع الناس في الشارع، يعلم بأنه سيُطرد بصورة مخجلة، والأسوأ من هذا كله، يبدو في الأيام الماضية أنه لا يملك، حتى شجاعة تنفيذ أهداف الحرب التي عرّفها: تفكيك قوة "حماس" العسكرية والسلطوية في غزة.. هذا التهديد نريده".
ولفت المحلل الصهيوني إلى أن جيش العدو فشل على جميع الصعد الاستخباراتية والعملياتية والقيادية، كذلك على صعيد تشخيص التهديد والتجهز له والرد، و"الشاباك" أيضًا. مضيفًا "بعد أن قاموا من وهلة الصدمة، سارع أصحاب المناصب الأمنية إلى تحمُّل المسؤولية عن الفشل: بدءًا من وزير الحرب ورئيس هيئة الأركان، وصولًا إلى مقاتلي وحدة "شلداغ" الأبطال الذين طلبوا السماح من سكان "الكيبوتس" لأنهم لم ينجحوا في إنقاذهم".
وأشار بن دافيد إلى أن هؤلاء لم يتحملوا المسؤولية للحصول على الإعجاب، ولم يضعوا "الماكياج" للوقوف أمام الكاميرات والتعبير عن القيادية، وهم تحملوا المسؤولية، لأن هذا ما يقوم به مَن يتحمل المسؤولية، لكي يستطيع الاستمرار في العمل.. وكان يبدو للجميع أنه وفي اللحظة التي تحمّلوا فيها المسؤولية، انخفض حمل الفشل الذي يحملونه، وهو ما سمح لهم بالتركيز، منذ تلك اللحظة، على الهدف الأعلى: الانتصار في الحرب.
ولفت إلى أنّ هذه الحرب ستُدار، في مرحلتها الأولى على الأقل، ممّن تحملوا ثقل الفشل الكبير، وأنّ هذه المعركة ستكون طويلة، ويمكن أن يتم استبدال قسم منهم خلالها، لكن في الوقت الذي يركزون على مهمة تفكيك حركة "حماس" وأنفاقها، ينشغل المسؤول عنهم بحفر طريق خلاصه الشخصي.
المحلّل العسكري في "القناة 13" أردف "سيكون من الصعب الانتصار هكذا، سيكون هناك ثمن من حياة الأشخاص في كل قرار يتّخذه.. وليس كعادته، هذه المرة، لا يستطيع الهروب من القرار، أو التهرُّب منه حتى النهاية".
وخلص بن دافيد إلى أنّ ""إسرائيل" لا تستطيع الدخول في مفاوضات تمتد إلى أشهر مع "حماس" والموافقة على وقف إطلاق نار طويل الأمد، يسمح لـ"حماس" بالتسلح وإعادة تنظيم القوات.. نافذة الوقت لاتخاذ القرار تُغلق".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
28/10/2024