معركة أولي البأس

عين على العدو

عاصفة بعد كلام رئيس "الموساد".. دليل على الوضع الإشكالي في مواجهة إيران
11/09/2023

عاصفة بعد كلام رئيس "الموساد".. دليل على الوضع الإشكالي في مواجهة إيران

أجرى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سابقًا اللواء تامير هايمن مقابلة مع الإذاعة العبرية "103FM"، وتطرّق فيها إلى التصريحات الاستثنائية التي أدلى بها، أمس الأحد، رئيس "الموساد" دافيد بارنياع حول القضية الإيرانية، مشيرًا إلى أنَّها: "تصريحات استثنائية تشير إلى الوضع الإشكالي الذي وصلنا إليه في مواجهة إيران التي تستمر في أنشطتها المختلفة، وفي التحريض على الإرهاب في جميع أنحاء العالم؛ بل وتحاول ذلك قليلًا في الضفة الغربية"، بحسب زعمه.

وأشار هايمن، في مقال نشره موقع "القناة 12" العبري، إلى أنّ: "إيران موجودة في وضع أفضل ممّا كانت عليه من الناحية الأمنية في السنوات الأخيرة. عمليًا، يدور الحديث عن دولة على حافة نوويّة، والتي تعكس ردعًا نوويًا من دون أن تدفع أي ثمن لدولة تمتلك قنبلة نووية"؛ بحسب قوله. ورأى هايمن أنّ رئيس الموساد سلّط الضوء في خطابه على قدرات إيران التقليدية؛ إذ قال الأخير: "لدى طهران جيش كبير مع قدرات لتهديد "إسرائيل" ليس في المجال النووي فقط. فالعلاقة الوثيقة مع روسيا تهدّد في إدخال وسائل إلى ملعبنا مثل طائرات ميغ-35 أو صواريخ فرط صوتية تغيّر طبيعة التهديد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية... مكانتها الدولية المتعززة تسمح لها بمحاولة تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين في الخارج".

وأضاف هايمن أنّه: "مع ذلك، الأمر الأكثر إثارة للقلق يحصل بالتحديد في البعد غير التقليدي في إيران. ففي نهاية الأسبوع الأخير؛ نُشر تقرير وكالة الطاقة الدولية للطاقة الذرية الذي يشير إلى أنّ إيران تمتلك ما يكفي من المواد النووية المخصبة ليست منشآت نووية. هذا يتجاوز كلّ الخطوط الحمراء التي رسمتها "إسرائيل" في السابق، من جملة الأمور على منصّة الأمم المتحدة.. الوضع الخطي، سنحصل على إيران نووية. في الوضع الحالي لا شيء يكبح إيران"؛ كل هذا الكلام وفقًا لتعبيره.

أمّا محاولته للدفاع عن بارنياع، فقد قال هايمن: "دعوني لا أنتقد دافيد، فالتهديدات من هذا النوع تميل إلى أن يكون لها تأثير ضئيل جدًا، هذا إن كان لها تأثير على الإطلاق، وأحيانًا يكون لها تأثير معاكس. وبرأيي؛ فإنّ هذا يدلّ على خطورة الوضع، وهو محاولة أخرى لتنفيذ سياسة الردع".

وكان رئيس "الموساد" الإسرائيلي قد قال في كلمة له، خلال مؤتمر معهد السياسات ضد "الإرهاب" في جامعة رايخمن، إنّ: "ايران تواصل جهودها التي لا تنتهي، بواسطة "خلايا إرهابية"، تستهدف الإسرائيليين واليهود في أنحاء العالم. هي تستخدم الوكلاء للتخفي من ورائهم، هذا أمر لا يمكن أن يمرّ علينا"؛ بحسب ادعاءاته.

وأعرب هايمن عن خشية كيان العدوّ من: "أن تبيع روسيا أسلحة لإيران يمكن أن تهدّد سلامتنا"، مشددًا على أنَّه: "في مواجهة النظام الإيراني ومواجهة قوته، لا ينبغي سوى اتخاذ موقف صارم". وأضاف بارنياع أنَّه: "حان الوقت لتحصيل ثمن من الإيرانيين بطريقة مختلفة، فاستهداف إسرائيليين ويهود من قبل وكلاء أو إيرانيين سيؤدي لأنشطة في قلب إيران وطهران ضد الإيرانيين الذين يقومون بهذه العمليات بدءًا من المستوى المنفذ حتى متخذي القرارات..".

ما الذي يجب القيام به؟

الأمر الأول، وبحسب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سابقًا، هو :"التوقف فورًا عن إضعاف توهّج الردع "الإسرائيلي" عبر إنهاء الأزمة الداخلية الحالية في "إسرائيل". في الحقيقة؛ يجب أن لا نخلق الأمل لأعدائنا الذين يأملون بأن ننهار داخليًا على أنفسنا، هي هدية غير ضرورية يجب ألا نقدّمها لهم. الاعتقاد أن التشكيلات الأقوى لدى الجيش الإسرائيلي تواجه احتكاكًا داخليًا وضعفًا يفرض علينا وقف كلّ شيء والتفكير في مسار جديد"، وفقًا لقوله.

أمّا بخصوص الأمر الثاني برأيه؛ فيقول:" يجب علينا أن نبذل جهدًا أكبر لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة. وإذا كان هناك شيء يخيف الإيرانيين هو الأميركيين والإسرائيليين معًا. فقط واشنطن وتل أبيب معًا يمكنهما أن يشكلا تهديدًا حقيقيًا على إيران".

وختم هايمن قائلًا: "بالمحصّلة، يجب علينا جميعًا أن نتوقف عن كلّ الضرر الداخلي الذي نلحقه بأنفسنا. كلّ هذه الاتهامات لمَن يبدأ ومَن يصعّد الوضع ليست مهمة. تعالوا ننشغل بهذه التهديدات الخطيرة بدلاً من نزاعات داخلية عقيمة".
 

 

إقرأ المزيد في: عين على العدو