عين على العدو
كاتب صهيوني: السنة الأخيرة كانت الأصعب على "إسرائيل" منذ عقدين
علّق المحلّل العسكري الصهيوني، في صحيفة "معاريف" العبريّة" "طل لف رام" على ما يجري من عمليات فلسطينيّة فدائيّة، قائلًا: "مهما كانت تسميتها، "موجة" أو "انتفاضة"، فإنّ المنحى واضح.. إنّها "مرحلة إرهاب" تزداد قوة، خصوصًا بعد أن تبيّن أنّ 34 "إسرائيليًا" قُتلوا في السنة الأخيرة، وكانت من دون أدنى شكّ السّنة الأصعب منذ الانتفاضة الثانية قبل حوالي عقدين".
وأشار "لف رام" إلى أنّ: "معظم العمليّات القاسية، في السّنة الأخيرة، خرجت من شمال "شومرون" - جنين ونابلس وقرى أخرى في المنطقة، إلا أنّ ما يثير استغراب المؤسسّة الأمنيّة الإسرائيليّة هو تزايد منحى "الإرهاب" ]المقاوَمة[ ووصوله إلى أرجاء الضفة الغربيّة، وتحديدًا منطقة جنوب جبل الخليل في السّنة الأخيرة"؛ لافتًا إلى أنّ: "عمليات قاسية حصلت في هذه المنطقة، والتي تتأثر كثيرًا بمدينتي الخليل وياطا، واللتين تُعدّان مركز قوة "حماس"".
الكاتب الصهيوني ذكر أنّ ما أسماها "مرحلة "الإرهاب"، في العامين 2014 و2015، تميّزت بعمليات طعن ودهس، نُفذ معظمها على يد "مخربين" منفردين بمبادرات شخصيّة مستوحاة من استفزاز "المنظّمات الإرهابية" ]المقاوِمة[، وعلى رأسها "حماس".. في المقابل، "مرحلة الإرهاب" الأخيرة أصبحت فتاكّة على وجه خاص بسبب الاستخدام الواسع للسلاح الناري".
وقال: "إنّ التوافر "غير المحتمل" للسلاح الذي يصل إلى "المنظمات الإرهابية" أو إلى "المخرّب المنفرد" ليس أمرًا جديدًا، والحقيقة هي أنّ الحصول على هذا السّلاح في هذه المناطق - أي الفلسطينيّة- كان دائمًا مهمة ممكنة من ناحية المنظّمات الإرهابية".
وأضاف "لف رام": "الحافزيّة المتزايدة لتنفيذ عمليات، والتحريض المستمر من "المنظّمات الإرهابيّة"، والتورط المتزايد من جهة إيران في دعمها، إلى جانب التوافر غير المسبوق للسلاح، كلّ ذلك هي العناصر المركزيّة التي تجتمع معًا لتخلق النتائج القاسية على الأرض". وتابع: "من الصعب جدًا، حتى من ناحية استخباريّة، إحباط عمليات، ففي الماضي كانت مرحلة مخرّب لشراء السّلاح أو مجموعة تستعدّ لتنفيذ عمليّة تشكّل نقطة ضعف للمنظّمات الإرهابية، من ناحية الكشف الاستخباري.. أما اليوم؛ فبسبب وفرة السّلاح، في الشارع الفلسطيني، والحافزيّة العالية لتنفيذ عمليات أصبح الاستعداد لتنفيذ العمليّة أكثر محليّة وأقلّ تنظيمًا بتوجيه مباشر من إحدى المنظّمات الإرهابيّة، ما يزيد صعوبة تشخيص المؤشرات التي تدلّ، والتي ينبغي أن توفّر المعلومات الذهبيّة لإحباط المؤسسة الأمنية للعمليّة".
وأكد الكاتب أنّ: "نقطة الضعف المركزيّة للجيش "الإسرائيلي" والمؤسسة الأمنيّة هي في حماية محاور السير؛ لأنّ عددًا كبيرًا جدًا من العمليات القاسية تُنفذ على محاور الطرق الرئيسة". ولفت "لف رام" إلى أنّ: "التحدي المركزي للجيش "الإسرائيلي" وقيادة المنطقة الوسطى يكمن، خلال مرحلة عمليات إطلاق نار كثيرة، في منطقة نابلس وعمليات هجوميّة مركّزة في المدينة، إلى جانب نصب كمائن كثيرة في المنطقة"، مشيرًا الى أنّ: "هذه العمليات أدّت إلى تحسين الجواب الأمني؛ مثل الإنجاز الذي كان في أعقاب العملية في مخيم اللاجئين في جنين، لكنّ مثل هذه النجاحات سجّلت لمدة محدودة، مع الإشارة الى أنّ الجيش الإسرائيلي ينتشر مع أكثر من 20 كتيبة في الضفة الغربية، وهذا المعطى يؤثر بشكل مباشر على التدريبات للحرب".
كما أشار "لف رام" إلى أنّ: "تقدير المؤسسة الأمنيّة يؤكد أنّ منحى التصعيد سيتواصل، ويعتقد كثيرون في هذه المؤسسة أنّ استخدام قوة عسكريّة أو تعزيز إضافي لتشكيلات الدفاع لن يقدّم حلاً سحريًا، إذ لا يوجد أفق في العلاقات بين "إسرائيل" والفلسطينيين".