عين على العدو
خيمة حزب الله تربك قادة العدو ومؤسساته
لا تزال الخيمة التي أقامها حزب الله داخل الأراضي اللبنانية قرب الحدود مع فلسطين تشكل قلقًا يربك قادة العدو الصهيوني ومؤسساته العسكرية والأمنية. إرباك تعبر عنه التناقضات في تصريحاتهم.. مرة باللجوء إلى التهديد وأخرى عبر التقليل من خطورتها ثم اللجوء إلى الولايات المتحدة وفرنسا وأخيرًا بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي تطالب بإزالة الخيمة.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "إسرائيل هَيوم" أنه على الرغم من مجموعة الاقتباسات الأخيرة التي سُرّبت إلى وسائل الإعلام والتي توحي بأن "إسرائيل" تقلل من خطورة نصب خيام حزب الله على "أراضيها" وفق تعبيرها، قالت مصادر سياسية: "إنه ليس هناك أي نية بالتخلي عن معالجة الحادثة".
وأضافت الصحيفة: "في نقاش سرّي جرى في الكرياه في بداية الأسبوع (يوم الأحد)، قال وزير الأمن (الحرب) يوآف غالانت لأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست إنه "لا يدور الحديث عن خطر أمني" وأضاف أنه في الخيام نفسها ليس هناك أي خطر يتطلب عمل فوري، ولذلك المؤسسة الأمنية تفضّل عدم الانجرار خلف استفزازات (الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن) نصر الله"، حسب تعبيره.
وتابعت الصحيفة: "بشكل عام، تدّعي مصادر أمنية أنه يدور الحديث عن سياسات مفادها أن "إسرائيل" لا تنجر، بل ترد في الوقت والمكان الذي تختاره للعمل فيهما". وقال مصدر مطّلع على الموضوع: "هكذا تصرفنا مع غزة بعد الإطلاق المكثف على الغلاف، وهكذا سنتصرف أيضًا في هذه الحالة".
وأيضًا بحسب "إسرائيل هَيوم" قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمورًا مشابهة في مطلع الأسبوع في مستهل جلسة الحكومة عندما تطرق إلى تهديدات (السيد) نصر الله. وبشكل مشابه لغالانت، تطرق رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي إلى نصب الخيمة نفسها بأنها لا تهدد "إسرائيل" بشكل أمني، وقال هنغبي: "إن نصب الخيام هو "لعبة أطفال""، لكنه أضاف أن هناك "استهزاء في ضبط النفس الذي التزم به حزب الله منذ عام 2006" حسب قوله.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "نتنياهو عقد يوم الأحد الفائت جلسة أمنية حول الأحداث عند الحدود الشمالية مع لبنان"، معتبرة أن "عقد هذه الجلسة دليل على أن الحكومة الصهيونية لا تستخف بالتطورات في الشمال"، مضيفة: "لكن التقدير، هو أن الرد سيكون بشكل غير متوقع للحفاظ على عنصر المفاجأة وعلى الردع الإسرائيلي".
خلافًا لذلك، كتب رئيس مجلس الأمن القومي السابق مائير بن شابات أمس الثلاثاء في "إسرائيل هيوم" يقول: "إن (السيد) نصر الله ينفذ المزيد من الأعمال التي تدل على ثقة متزايدة بالنفس، ولذلك يجب على "إسرائيل" الرد لاستعادة الردع في الشمال".
وقالت الصحيفة: "ومع ذلك، المؤسسة العسكرية وكذلك الجهات السياسية يحتفظون بحق المفاجأة في الرد الذي سيحصل، وليسوا معنيين بالتسلي بالشروط التي يضعها حزب الله عند الحدود الشمالية".
وأضافت: "أعضاء لجنة الخارجية والأمن قالوا أول من أمس إنهم فهموا من أجهزة الاستخبارات أن أعداء "إسرائيل" يحللون الوضع كما لو أن ضررًا عملانيًا ألحق بقدرات "إسرائيل"، وأنه حتى إذا خرجت الحكومة لعمل فإنه سيكون محاولة لحرف النيران عما يحصل في شوارعها".
ولفتت الصحيفة إلى أن سفير الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة جلعاد إردان قدّم شكوى رسمية ضد لبنان إلى مجلس الأمن وطالب الحكومة اللبنانية وقوات "اليونيفل" بـ"العمل فورًا لمنع مواصلة بناء البنى التحتية العسكرية لحزب الله عند الحدود الشمالية" على حد تعبيره.
وفي المذكّرة فصّل إردان حسب الصحيفة "استفزازات حزب الله ــ التي تشكل خرقًا صارخًا للقرار 1701 ــ من بينها اجتياز الحدود من قبل متسللين، أحدهم عضو في البرلمان اللبناني، وكذلك إقامة مواقع عسكرية عند الحدود" وفق تعبيره.
وقالت: إن "إردان أوضح للمجلس أن التوتر مرتفع ولم نشهد مثله منذ سنوات عديدة وإذا لم يحصل عمل فوري ضد مواصلة التدهور "فالنتائج قد تكون مدمرة وتسبب كارثة".
وفي السياق نفسه، أفادت وسائل إعلام صهيونية أن قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري غوردين أكّد أمس الثلاثاء في احتفال توزيع جوائز لوحدات عسكرية "أن الجيش الإسرائيلي جاهز لأي مواجهة وسط تصاعد التوترات مع حزب الله عبر الحدود اللبنانية".
وقال غوردين: "أيضًا في هذه الأيام، سنواصل الحفاظ على الحدود الشمالية- القوات النظامية والاحتياط بهدف ضمان أمن سكان الشمال"، مضيفًا: "في هذه اللحظات يواصل العدو خلف الحدود التخطيط لكيفية المس بسيادة دولة "إسرائيل" (الكيان الغاصب) وتحسين قدراته في محاولة لتهديد أمنها".
وأكد غوردين "أن أي شخص يريد تجربتنا من الخارج سيعرف أنه سيجدنا جاهزين لأي تحدٍ ولأي سيناريو لأن قوتنا تكمن في وحدتنا وشعبنا الممتاز"ّ وفق زعمه.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
28/10/2024