عين على العدو
رئيس معهد "أبحاث الأمن القومي" لدى العدو: تنتظرنا مرحلة معقّدة
رأى رئيس معهد "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي تامير هايمن أنّ العدوان الواسع الذي يشنه جيش الاحتلال على جنين "ليس عملية "سور واقي 2" ولن يقضي على "الإرهاب" أو يعيد "الردع""، وقال: "دون وضع غطاء سياسي وهدف، فإن الصبر الدولي على "العملية" سيكون قصيرًا، وما يمكن استغلاله خلال هذه الأيام هو تحقيق "إنجاز تكتيكي"" وفق قوله.
وفي مقالة نشرها موقع القناة "12" العبرية، أضاف هايمن أن "عملية مركزة للجيش الإسرائيلي بدأت ليل الأحد في جنين، ونضجت الآن من أجل تعميق الضرر بالجهات "الإرهابية" (المقاوِمة) في المنطقة والعمل على تغيير الواقع الأمني، حتى ولو بشكل مؤقت وتكتيكي"، معتبرًا أن "العمل العسكري لوحده لن يؤدي إلى التغيير المنشود على المدى الطويل، لكن يمكن أن يخلق ظروفًا مريحة أكثر لغطاء استراتيجي سياسي".
ووجّه هايمن نصيحتين لجيش الاحتلال إزاء هذا العدوان، الأولى تتمثل بضرورة محو عبارة "سور واقي 2" من المعجم، إذ لا يدور الحديث عن شيء ما قريب من السور الواقي- لا من ناحية عديد القوات ولا في الانتشار بالمنطقة الجغرافية.
وبحسب الكاتب، تتمثّل النصيحة الثانية بالتوقف عن استخدام عبارات مثل "عملية لإعادة الردع" لأن استعادة الردع ليس هدفًا عملانيًا غير قابل للقياس، مضيفًا أن "الأهداف الصحيحة يجب أن تكون استنزاف العدو واستهداف المعامل والمسلحين"، وقال: "جنين ليست عاصمة "الإرهاب"، لأن "الإرهاب" ليس له عاصمة- "الإرهاب" موجود في القلوب وفي حافزية الأشخاص، لا يدور الحديث عن نقطة واحدة، لأنه إذا قمنا بتفكيكها - فقد حللنا المشكلة.. الواقع أكثر تعقيدًا، هذه ليست أيضًا عملية ضد السلطة الفلسطينية لأن المصلحة الإسرائيلية هي في الحفاظ عليها على الرغم من التصريحات التحريضية للبعض منها"، مشيرًا إلى أنّ "السلطة الفلسطينية مع كل عيوبها هي جزءًا من الحل وليست جزءًا من المشكلة".
كما أشار هايمن إلى أنّ "الحديث يدور عن عملية (عدوان) مهمة لكنها حدث تكتيكي فمن دون بنى تحتية استراتيجية سياسية شاملة، فإن العملية لن تغيًّر في حقيقة الواقع مع مرور الوقت"، معتبرًا أن "العمل العسكري يمكن أن يؤدي إلى إحباط عمليات ومسلحين (مقاومين) وتمكين واقع عملاني أفضل، لكن العمل السياسي فقط هو الذي يضمن الاستقرار على المدى البعيد".
وقال إن "ما رأيناه أمس هو المرحلة الأولى من العملية- عمل على ضوء استخبارات دقيقة والبداية بواسطة سلاح الجو بشكل أساسي، أما في المرحلة المقبلة فقد ينشأ بشكل عام احتكاك مع مسلحين (مقاومين) في الميدان، وهذا ما لم يحصل حتى الآن".
وتابع: "ما هو جيد حتى الآن هو أنه عندما لا يكون هناك احتكاك كهذا، فإن عدد الإصابات عندنا سيكون منخفضًا، أما ما هو سيء فهو أن عدم الاحتكاك سيجعل عدد "المخربين القتلى" (المقاومين) قليلاً، لذا علينا أن نرى كيف ستتطور الأمور".
وذكر هايمن أن "المرحلة الثالثة من عملية كهذه، هي عمل على ضوء استخبارات دقيقة تأتي من الميدان، هذه مرحلة يمكن أن تكون طويلة جدًا"، مشيرًا إلى أن ""إسرائيل" ستضطر إلى اتخاذ قرار بشأن توقيت استنفاد الخطوة الحالية ومعرفة كيف يتخذ هذا القرار في الوقت المناسب قبل أن تتعقد الأمور".
وفي ما يتعلق بمسألة ما إذا كانت هذه الحادثة ستقتصر على قطاع جنين أو تتوسع، لفت الكاتب إلى أن "الحديث يدور عمليًا عن عدد الإصابات في الطرف الثاني، فعدد الإصابات المرتفع جدًا يمكن أن يشعل أيضًا ساحات إضافية. وفي حالة كهذه يجب الأخذ بالحسبان كما رأينا في الماضي إطلاق قذائف صاروخية من غزة أو من لبنان"، معتبرًا أن ""حماس" ليس لديها مصلحة في معركة مع "إسرائيل"، و"الجهاد" (الجهاد الإسلامي) لا تزال تعاني من الجولة الأخيرة/ لكن الأمر مرتبط بتراكم الألم في الجانب الفلسطيني" وفق زعمه.
ورأى أن ساعة الرمل للشرعية الدولية انقلبت على المستوى الإستراتيجي، فطالما أن الحديث يدور عن عمل عسكري فقط بدون غطاء سياسي، فإن الصبر الدولي سيكون أقصر"، سائلًا: "ما الهدف السياسي لـ"إسرائيل"؟ هل خلق ظروف أفضل لإعادة القوات الأمنية الفلسطينية إلى شمال شومرون أو هو إبعاد السلطة الفلسطينية، وإلقاء المسؤولية علينا وإعادة السيطرة الأمنية على الأرض لـ"إسرائيل"؟".
وختم هايمن قائلًا: "طالما أن هذا السؤال غامضًا وغير محسوم، فإن العملية (العدوان) الحالية ستؤدي إلى تحسين أمني على المستوى التكتيكي، لكن ليس أكيد أن هذا يتعزّز مع الوقت" وفق قوله.