عين على العدو
قذائف جنين الصاروخية لا تزال تُربك العدو
رأى رئيس ما يُسمى مجلس الأمن القومي في كيان العدو سابقًا مائير بن شابات أنّ إطلاق القذائف الصاروخية من مخيم جنين باتجاه الكيان قد يشكل سببًا كافيًا لعملية واسعة ضد البنى التحتية للإرهابيين (المقاومين) في يهودا والسامرة (الضفة)، واصفًا عملية الإطلاق بـ"الفاشلة"، وفق زعمه.
ولفت بن شابات وفق ما نقلت عنه صحيفة "إسرائيل هَيوم" العبرية الى أنّ المعضلة المركزية التي ستواجه القيادة السياسية في حال حصول عملية هي ما إذا كان سيتم إشراك السلطة الفلسطينية بها، مضيفًا "بعد مرور ثلاثة عقود على التوقيع على "اتفاقية أوسلو" قد يُطلب من حكومة "إسرائيل" في القريب العاجل اتخاذ قرارات تحسم مستقبل "السلطة الفلسطينية"".
وتابع "الإطلاق "الفاشل" للقذيفتين الصاروخيتين من منطقة جنين باتجاه مستوطنة غلبواع قد يقنع أيضًا المشكّكين بضرورة القيام بعملية واسعة ضد البنى التحتية الإرهابية في شمال السامرة. "إسرائيل" لا يمكن أن تسمح في أرجاء يهودا والسامرة (الضفة) بمسار مشابه لما حصل في غزة" وفق تعبيره.
وأردف: "المعضلة المركزية التي ستواجه القيادة السياسية في "إسرائيل" حول مسألة طبيعة المعركة ضد الإرهاب (العمليات الفدائية) في يهودا والسامرة هي كيفية التعامل مع السلطة الفلسطينية: إما اعتبارها جزءًا من المشكلة أو أنها عنصر حل أو "كليهما". الحسم في هذه المسألة ضروري لتحديد هدف الجهود ورسم حدود المنطقة لعمل الجيش الإسرائيلي و"الشاباك"".
وأضاف "أما في ما يتعلّق بالمؤسسة الأمنية، التحدي المركزي الذي ستواجهه هو تنفيذ أنشطتها بصيغة "أقصى-أدنى": تحقيق أقصى إصابة في البنى التحتية الإرهابية بحد أدنى من المخاطر على قواتنا من دون الدخول إلى معركة ساحات
و"لاعبين" إضافيين. وإضافة إلى اعتقال ناشطين ومساعدين تشمل أهداف العمليات أيضاً ضبط أسلحة وتدمير "مصانع" لإنتاج وسائل قتالية وإلحاق الضرر بالغطاء الداعم للجهات الإرهابية (لمقاوِمة) البنية التحتية التنظيمية والمدنية" حسب وصفه.
وقال "إذا فضّلت "إسرائيل" العمل بهذه الطريقة، سيتعيّن عليها أن تأخذ بالحسبان صعوبة بقاء الأنشطة في قطاع واحد وإمكانية حصول عمليات انتقامية من ساحات مختلفة أثناء قيامها بعملها، وإمكانية أن لا تجلس الجهات الإرهابية (المقاوِمة) في غزة مكتوفة اليدين، وكذلك أيضًا جهات وسط مواطني "إسرائيل" العرب (فلسطينيو 48)".
وتابع "عدا ذلك، يجب الافتراض أن "إسرائيل" ستُطلب إلى معركة في الساحة السياسية واستثمار مداخيل مع دول عربية ومع دول "اتفاقيات أبراهام"..الإنجازات الكثيرة للمؤسسة الأمنية في التعامل مع موجة الإرهاب المتواصلة (العمليات الفدائية) مثيرة للإعجاب وتستحق كل الثناء. على الرغم من ذلك، لم يحققوا حتى الآن التأثير الإستراتيجي المؤمل: الحافزية للعمليات لا تتضاءل، وعدد العمليات ومحاولات تنفيذ العملية ليست قليلة، وكذلك الأثمان التي يجبونها. على هذه الخلفية تتزايد الأصوات التي تعتقد أن أسلوب العمليات المركزية انتهى. التعزيز لهذا الإدعاء جاء يوم الأحد عبر الإطلاق الصاروخي من منطقة جنين" وفق زعمه.
ولفت بن شابات الى أنّ عملية تطور السلاح الصاروخي في غزة محفورة في ذاكرة رؤساء المؤسسة الأمنية والقيادة السياسية في "إسرائيل". محاولات التطوير التي جرّت في بداية الطريق ردود من السخرية والاستهزاء تطورت بسرعة وسمحت للجهات الإرهابية (المقاوِمة) في غزة بالتهديد بهذا السلاح مناطق واسعة في الكيان"، معتبرًا أنّ "مساهمة السلطة الفلسطينية في هذا الواقع بإخفاقاتها وأفعالها ليست موضع شك وهذا أيضًا يجب أن نتذكره كعبرة للمستقبل"، مضيفًا "الآن لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تسمح لنفسها بالدخول في مغامرة خطيرة في يهودا والسامرة قبل أن تحدد الهدف السياسي لعمليتها وليس فقط أهدافها الأمنية".
وأكّد بن شابات أنّ "المستوى السياسي سيُطلب منه أن يُجيب على سؤال ما إذا كان حماية السلطة الفلسطينية مصلحة "إسرائيلية"، وما إذا كان هذا يشكل "سقفًا زجاجيًا" لعمل قواتنا وللجواب على ذلك، يجب الافتراض أنّه لن يجعل مهمة المستوى العسكري سهلة".
ولفت بن شات الى أنّ "الحكومة الحالية لا تريد أن ترى في الحفاظ على السلطة الفلسطينية مصلحة قومية، لكن بما أنه يدور الحديث عن حقيقة قائمة، وعلى ضوء الأثمان المحتملة لذلك، فإنها لن تعمل على ما يبدو لتفكيكها، فالمستوى السياسي سيفترض أنه لن يرى بوجود السلطة عقبة أمام تنفيذ العمليات الضرورية للأمن لكن المستوى العسكري سيجد صعوبة في تجاهل شبح السلطة وأجهزتها" وفق قوله.
وتابع:" مسألة إضافية من الممكن أن تؤثر على طريقة عمل"إسرائيل" تتعلق بالـ "اليوم الذي يلي" العملية. تجريد المنطقة من السلاح ومن الوسائل القتالية لتسليمها بعد ذلك إلى أجهزة السلطة الفلسطينية هو وصفة لإدخال أسلوب الجولات المألوفة لنا من غزة، إلى يهودا والسامرة أيضًا".
وأشار بن شابات الى أنه لا ينبغي الافتراض أن السلطة الفلسطينية عشية معارك الوراثة على كرسي أبو مازن ستكون فعّالة في مواجهة الجهات الإرهابية والميليشيات المحلية (المقاوِمة) أكثر مما كانت حتى الآن. إذا كان هذا هو الهدف بالفعل (تطهير ونقل إلى السلطة الفلسطينية) – حينئذ هذا لا يبرر المخاطر المرتبطة بعملية واسعة. في حالة كهذه قد يكون من الأفضل مواصلة الاقتحامات المركّزة إلى جانب عمليات إحباط مركّزة من الجو" وفق قوله.
إضافة إلى الأنشطة في يهودا والسامرة، قال بن شابات: "يجب الافتراض أن عملية بناء القدرة الصاروخية في جنين تمت على الأقل بمساعدة مصادر "حماس" من قطاع غزة أو من الخارج. يجب على المؤسسة الأمنية تتبّع هذه الجهات وأيضًا جبي ثمن منها. إذا اتضح أنّ "حماس" استغلت لهذا الهدف حرية الحركة التي سمحت بها "إسرائيل" للعاملين الفلسطينيين من غزة- عندها سيكون من المناسب ِإيقاف هذه التجربة الخطيرة كليًا".
وتابع بن شابات "الحكومة لا ترى مصلحة في الحفاظ على السلطة، لكن على ضوء الأثمان المحتملة فإنها لن تعمل على تفكيكها، بينما يفترض المستوى السياسي أنه لا يرى فيها عقبة أمام خطوات ضرورية، في المستوى العسكري سيجدون صعوبة في تجاهل الشبح الذي يحوم فوقهم" حسب وصفه.