عين على العدو
تحليل صهيوني: جنين تحولت إلى منطقة مشابهة لجنوب لبنان في التسعينيات
رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن مدينة جنين تحولت منطقة مشابهة لجنوب لبنان في التسعينيات بفعل العبوات الناسفة شديدة الانفجار التي استخدمتها "سرايا القدس" في التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني أمس الثلاثاء، والتي أدت إلى إصابة 7 جنود صهاينة بجروح وتدمير وإعطاب 7 آليات مدرعة.
وكتب المحلّل العسكري الصهيوني يوسي يهوشوع في الصحيفة يقول: "ما نراه أمام أعيننا ليس مجرد ارتقاء درجة للإرهاب في شمال شومرون، إنما أيضًا مسعى منظّمًا هدفه ردع دخول القوات إلى المنطقة لكي تتعاظم، على غرار قطاع غزة" حسب تعبيره.
وأضاف: "عملية الاثنين ستصبح علامة بارزة في الجيش الإسرائيلي، ليس فقط بسبب الوقت الطويل الذي استغرقته للخروج من الورطة (العملية كانت الأطول منذ الانتفاضة الثانية) إنما بسبب المبرر الذي تسبب بذلك والذي تمثل بدخول عبوات شديدة الانفجار حولت المنطقة إلى منطقة مشابهة لجنوب لبنان في سنوات الـ90، حتى ولو كانت هذه العبوات أقل قوة من التي رأيناها آنذاك".
ورأى يهوشوع أن "هذا الواقع لم يولد بالأمس إنما منذ سنة ونصف، مع عبوة جرى تصنيعها في جنين (ولم تأت من الخارج). كما قال ضابط في الجيش "الإسرائيلي": على ضوء العبوات التي استخدمت ضد الجنود، من المدهش أن يوم قتال مثل الأمس لم يحصل مثله حتى اليوم. أمس أيضًا العبوة التي كانت محلية وكبيرة زُرعت بحرفية، والمشكلة هي أنه في هذه الوتيرة من التطور في تصنيع العبوات قد يجد الجيش "الإسرائيلي" نفسه مضطرًا لإدخال ناقلات جند مصفحة، كتلك المخصصة للبنان وغزة، وكذلك للمدن في الضفة الغربية. مَن كان يصدّق ذلك".
وتابع: "هذا التهديد يتطلّب من الجيش "الإسرائيلي" تعامل مختلف مع نفس المنطقة التي تخرج منها المجموعات الإرهابية في الأشهر الأخيرة، لأن هناك بالتحديد يحتاج الجيش و"الشاباك" إلى حرية عمل. ما نراه أمام أعيننا ليس مجرد ارتقاء درجة للإرهاب في شمال شومرون (ضد مدنيين على الطرقات وضد قوات الجيش الإسرائيلي بشكل عام)، إنما أيضًا مسعى منظمًا هدفه ردع دخول القوات إلى المنطقة لكي تتعاظم بشكل مشابه لقطاع غزة. "إسرائيل" لا يمكن أن تسمح بذلك ولذلك يجب إيجاد حل لأسلوب العمل الآخذ بالتحسن. الصور التي خرجت بالأمس من جنين سيئة جدًا للردع: مواطنون فلسطينيون التقطوا صورًا مع أجزاء من الآليات التي بقيت في الميدان، ومن الواضح أن أي فشل سيشجع الحافزية للاستمرار" حسب تعبيره.
وخلص يهوشوع إلى ثلاثة أمور مهمة ــبرأيه ــ يجب الإشارة إليها:
- أولاً، على الرغم من نتائج العملية الحالية فالقوات في فرقة يهودا والسامرة (الضفة) تعمل بشكل يومي في مخيمات اللاجئين في نابلس وجنين. الوحدات العملانية تحقق نتائج جيدة، وبالرغم من المخاطر الكبيرة في مواجهات وعبوات من مسافة قريبة منذ بداية العام لم تقع إصابات في صفوف الجيش "الإسرائيلي".
- ثانيًا، معظم الإرهاب (المقاومة) يخرج من مصدرين اثنين- من جنين في منطقة مخيم اللاجئين، ومن نابلس في مخيم بلاطة والقصبة. عدا ذلك، معظم المدن هادئة نسبيًا.
- ثالثًا، وفق كل التقديرات في قيادة المنطقة الوسطى فالمستقبل لا يبشّر بالخير: السلطة الفلسطينية تفقد قبضتها في المزيد من المناطق، وفي اليوم الذي يلي أبو مازن- الذي بدأ عمليًا- الوضع سيتفاقم مع خطط حماس في السيطرة. لذلك ساحتان تقلقان الجيش "الإسرائيلي": إيران ووكيلها (حليفها) حزب الله في الشمال، والفلسطينيين في يهودا والسامرة. غزة ستنتظر دورها".