عين على العدو
معهد أبحاث الأمن القومي لدى العدو: نحن بيت العنكبوت كما قال الأمين العام لحزب الله
رأى معهد أبحاث الأمن القومي في كيان العدو أن حزب الله ينظر الى الأحداث الداخلية الاسرائيلية منذ تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو على أنها مؤشرات واضحة على استمرار ضعف "تل أبيب".
وجاء في مقال نُشر على موقعه للباحثيْن الإسرائيلييْن أورنا مزراحي ويورام شفايتسر، أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ينظر بسرور ويشير إلى ذلك صراحة في خطاباته الأخيرة، إذ وصف في خطاب ألقاه في 16 شباط/فبراير هذه الأحداث بأنها أزمات حادة سبّبتها "الحكومة الإسرائيلية الغبية الحالية".
واستشهد الباحثان بكلام السيد نصر الله الذي أشار الى حقيقة أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين (رئيس الكيان إسحاق هرتسوغ) ورؤساء الوزراء السابقين، ورؤساء الأركان وجميع الجنرالات والمؤرخين تحدّثوا عن حرب أهلية وشيكة، وذكر كلمات هرتسوغ بأن هذا وضع غير مسبوق وطارئ، و"اسرائيل" على وشك انفجار داخلي وهناك قلق وجودي بين سكانها، حيث لا توجد ثقة في الجيش والقيادة السياسية والنظام القانوني، وهناك ظاهرة انشقاق وهجرة.
ونشر الباحثان مضمون خطابي السيد نصر الله في 6 و10 آذار/مارس الماضي وتقييمه أن نهاية الكيان باتت قريبة والأحداث فيه تبعث آمالًا كبيرة، وتوقّفا عند حلم الأمين العام لحزب الله الذي أفصح عنه في مقابلة في تموز/يوليو 2022 حين قال إن الإسرائيليين سيُغادرون الكيان ويهاجرون إلى الخارج.
الباحثان اعتبرا أن هذا الحلم عبّر عن تمنياته ويتناسب مع مفهومه المعروف جيدًا عن كون "إسرائيل" بيت العنكبوت مصيرها التفكك والزوال.
وبحسب الباحثيْن، يبدو أن هذا الإحساس بالثقة كان أساسًا لتهديدات (السيد) نصر الله عشية التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية، بأن حزب الله سيُهاجم "إسرائيل" إذا بدأت في إنتاج الغاز من حقل "كاريش" قبل ضمان حقوق لبنان.
وأضافا "(السيد) نصر الله لديه شعور بالإنجاز لأن تهديداته في رأيه، حتى من دون الحاجة إلى استخدام القوة، هي التي أجبرت الحكومة الإسرائيلية على التوقيع على الاتفاق حسب مطالب لبنان.. يضاف إلى ذلك التقدم في بناء قدرة دفاع جوي في لبنان من قبل التنظيم ممّا أدى إلى تقليص نشاط سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، وعزّز ثقته في قدرته على ردع "تل أبيب" ومواجهتها في حالة نشوب مواجهة عسكرية في المستقبل".
وأشار الباحثان الى أنه "من المحتمل أن يكون إحساس (السيد) نصر الله المتزايد بالأمن هو السبب الجذري لجرأته في توسيع انتشار عناصر حزب الله في الآونة الأخيرة بالقرب من الحدود الشمالية، حتى لو كانوا يرتدون ملابس مدنية، وبناء عدد كبير من أبراج المراقبة الجديدة التابعة للحزب تحت ستار أعضاء المنظمة الأهلية "أخضر بلا حدود"، وأردفا "في 7 آذار/مارس، نُشر عن حادثة تم خلالها اختطاف مشط رصاص من جندي إسرائيلي بعد تجمّع لبنانيين حول جنود كانوا يشاركون في أنشطة هندسية هناك.. تم عرض هذا المشط أو خزنة الرصاص على قناة المنار باعتبارها غنيمة من الجيش الإسرائيلي".
ووفق أورنا مزراحي ويورام شفايتسر، كلام السيد نصر الله الذي ينظر إلى نفسه وتنظر إليه إيران والآخرون على أنه خبير في الشؤون الإسرائيلية، يعكس مرة أخرى رصده الدقيق لما يحدث في "تل أبيب" من خلال المنشورات في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تعزز تقييمه للوضع الخطير فيها، واستنتاجه أن الأزمة الداخلية الحالية تُضعف "إسرائيل" بشكل كبير، ويزيد من إحساسه بالثقة في قدرة المنظمة على ردع الجيش ومواجهته بنجاح.