عين على العدو
تعاظم الشكوك حول الخلفية "القومية" لحادث تفجير السيارة شمال فلسطين المحتلة
تتزايد في المؤسسة الأمنية الصهيونية التقديرات والشكوك حول احتمال أن يكون تفجير العبوة الناسفة صباح أمس الاثنين باتجاه سيارة عند مفترق مجيدو شمالي فلسطين المحتلة، قد تم على خلفية "قومية".
وأسفرت عملية التفجير عن إصابة شاب (21 عامًا) من قرية سالم شمالي فلسطين المحتلة بجراح خطرة يخضع على إثرها للعلاج في مستشفى رمبام وتمّ فرض حظر نشر على التحقيقات التي يشارك فيها جهاز الأمن العام الصهيوني- الشاباك، بحسب ما أفاد موقع "يديعوت احرونوت".
وقد أغلقت حركة السير في المنطقة عند مفترق مجيدو على مدار ساعات بعد إجراء عمليات تمشيط بحثًا عن عبوات أخرى وعن "متورطين" بوضع العبوة الناسفة عند أطراف الشارع الذي وقع فيه الانفجار.
وتفيد معلومات الأمن الصهيوني أنه ليس للمصاب أي خلفية إجرامية، ولم تصل جهات التحقيق بما يشمل جهاز الأمن العام- الشاباك إلى معلومات عن النية لاستهداف محدد، وهو ما يعزز الشبهات باتجاه كونها عملية أمنية، كما أن المؤشرات في موقع الحادث تشير الى أنه حتى هذه الساعة يدور الحديث عن عملية أمنية.
من جهتها ذكرت صحيفة "هآرتس" "أنهم في الجيش وفي الشاباك قلقون منذ عدة أشهر من تزايد محاولات عناصر إعداد عبواتٍ. في فترة الانتفاضة الثانية وفي مطلع سنوات الألفين، انشغلت المنظمات الإرهابية (الجهات المقاومة) في الضفة وفي قطاع غزة بصورة مكثفة في إعداد العبوات والأحزمة الناسفة، التي كانت الوسيلة القتالية الأكثر فتكًا وفعالية ضد "إسرائيل". في المناطق الفلسطينية عمل حينها "مهندسون" كثر، صنعوا عبواتٍ متقدمة نسبيًا".
وتضيف الصحيفة أنه "منذ ذلك الوقت وعلى مدى سنوات طويلة، لم تبق تقريبًا معرفة عملانية عالية في إعداد عبوات في الضفة. لكن في الفترة الأخيرة حصل ارتفاع في مستوى تحضير العبوات ومحاولات تنفيذ هجمات قاتلة تتزايد".
وتردف الصحيفة: "في الأسبوع الماضي اعتُقل فلسطيني وضع عبوة ناسفة في باص في المدينة الحريدية بيتار عيليت، وفي حادثة أخرى قتل مقاتلو حرس الحدود ثلاثة فلسطينيين مسلحين من الجهاد الإسلامي، ووُجدت عبوات في سيارتهم، إلى جانب بنادق ومسدس. وفي تشرين الثاني قُتل إسرائيليان في انفجار في محطة باص في القدس، وعبوة أخرى فُجّرت في محطة أخرى. وبعد شهر اعتُقل مشبوه، من سكان القدس الشرقية، الذي أعدّ العبوتين وفق معرفة جمعها من الانترنت".
وتؤكد الصحيفة أن "المسؤولين الصهاينة قلقون من تزايد محاولات المنظمات الفلسطينية في المناطق تنفيذ عمليات في الفترة القريبة. هناك ارتفاع واضح في الضفة في العمليات الفدائية منذ حوالى عام، لكن أجهزة الاستخبارات تخشى من تصعيدٍ إضافي قبيل شهر رمضان، الذي يبدأ بعد حوالى أسبوع. حافزية متزايدة لشن هجمات يمكن أن تكون مرتبطة بالأزمة السياسية والتشريعية غير المسبوقة في الكيان". وتوضح الصحيفة أنّ في الكيان والمناطق الفلسطينية وفي دول الجوار يتابعون التطورات عن كثب، وهناك من يفسّره كنقطة ضعف يمكن الضغط عليها".