عين على العدو
ضابط صهيوني يحذّر: كارثة ستحلّ بـ"إسرائيل" إذا هاجمت إيران
وجّه موقع "مكور ريشون" الصهيوني انتقادات حادة للقيادتين العسكرية والسياسية في الكيان الصهيوني على تهديداتهما الجوفاء لإيران بمهاجمة منشآتها النووية، لافتًا إلى أن القادة الصهاينة على مدى 20 عامًا لم يجهزوا جبهتهم الداخلية لمستوى الرد الإيراني على هكذا اعتداء، مُحمّلًا القيادتين العسكرية والسياسية مسؤولية الكارثة التي ستحل بـ"إسرائيل" في حال مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
جاء ذلك في مقال لضابط الاحتياط ومفوض شكاوى الجنود سابقًا في الجيش الصهيوني يتسحاق بريك الذي تساءل: "هل تهديدات قياداتنا فارغة من نوع الكلب الذي ينبح لا يعض؟".
وكتب يتسحاق بريك في موقع "مكور ريشون" يقول: "في السنوات العشرين الأخيرة أعادت "إسرائيل" مرارًا وتكرارًا شدّ الخط الأحمر مع إيران حول نسبة تخصيب اليورانيوم وهددت بمهاجمة إيران إذا تجاوزت هذا الخط الأحمر. الخط الأحمر بدأ بتخصيب يورانيوم بنسبة 20% من قبل الإيرانيين والآن وصل إلى نسبة 84%".
وأضاف: "اليوم أيضًا تواصل "إسرائيل" تهديد إيران في الوقت الذي تنشر فيه على شاشات التلفزة صورًا لتدريبات مشتركة لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة لمهاجمة المفاعل النووي الإيراني. في تلك السنوات العشرين لم تجهّز "إسرائيل" الجبهة الداخلية ولا الجيش "الإسرائيلي" لردّ إيران وحلفائها ضد "إسرائيل" بعد مهاجمة المفاعل النووي الإيراني. الرد سيكون قاسيًا وقويًا، وستطلق آلاف الصواريخ، القذائف الصاروخية والطائرات بدون طيار يوميًا على تجمعات السكان، وعلى أهداف إستراتيجية وعلى رموز السلطة وستجر إلى حرب إقليمية ستكون نتيجتها مئات المواقع المدمرة كل يوم، خسائر فادحة، دمارًا هائلًا وكارثة قومية لم تشهد إسرائيل مثلها منذ قيام الدولة. وهذا سيكون تأثيره كأنه قنبلة نووية".
وزعم الكاتب أن جيش الاحتلال الصهيوني جهز في العام 2008 سلاح الجو لـ"مهاجمة المفاعل النووي الإيراني عندما كان المفاعل صغيرًا ومركزًا في مكان واحد. الدولة استثمرت 11 مليار شيكل في تحضير الطائرات للهجوم، الذي لم يُنفذ في نهاية المطاف. أحد الأسباب الرئيسية كان الإدراك أن هجومنا سيتسبب في تعطيل التقدم الإيراني في تطوير القنبلة النووية لعدة أشهر فقط، ومن ناحية أخرى، رد الإيرانيين قد يتسبب بسقوط مئات الضحايا عندنا".
وتابع يقول: "اليوم الوضع أكثر تعقيدًا، الإيرانيون يمتلكون عدة منشآت منتشرة عميقًا تحت الأرض، وقدرتنا على شنّ هجوم لتعطيل تقدمهم في تطوير "القنبلة النووية" محدودة جدًا. إزاء ذلك، ردّ إيران وحلفائها سيكون أخطر وأشدّ عشرات المرات من قدرة الرد التي كانت تمتلكها لو كنا هاجمناها في عام 2008. السؤال الأساسي الذي يجب أن يطرحه كل اسرائيلي على نفسه، إذا كانت "تل أبيب" تنوي في العشرين سنة الأخيرة مهاجمة المفاعل النووي الإيراني، لماذا لم يجهّز قادتها الجبهة الداخلية والجيش لقدرة التعامل مع رد الإيرانيين وحلفائهم؟ هذه فوضى من الدرجة الأولى، وغرور وانعدام مسؤولية مريع من قبل القيادة الأمنية والسياسية حيال مواطني "إسرائيل". كان بإمكاننا اليوم أن نكون مستعدين بشكل أفضل واستيعاب رد الإيرانيين وحلفائهم، وهذا كان سيسمح لنا بالخروج لهجوم من دون التخلي عن الدولة".
وقال: "سؤال المليون دولار هو: هل تهديدات قيادتنا الأمنية والسياسية هي تهديدات فارغة من نوع "الكلب الذي ينبح لا يعضّ"، الأمر الذي يضعفنا كثيرًا لأننا لا نتعامل معه بجدية، أو أن قيادتنا في الحقيقة تعتزم الخروج لهجوم على المفاعل النووي الإيراني، بينما جيشنا وجبهتنا الداخلية غير مستعدين لحرب إقليمية تندلع في أعقاب الهجوم؟ إذا كانت نية "إسرائيل" في مهاجمة المفاعل الإيراني حقيقية، يجب في المقام الأول تحضير جبهتنا الداخلية وجيشنا لتلقي الضربة القاسية جدًا التي ستؤدي إلى حرب إقليمية تعدّها إيران وحلفاؤها لنا ولكي نكون قادرين على مواجهة حرب في ست ساحات بالتوازي (إيران، سوريا، لبنان، غزة، الانتفاضة في الضفة والمواجهات الصعبة في الداخل وإلا ستحصل هنا كارثة رهيبة".
ورأى أن الجيش الصهيوني كان يمكن أن يكون جاهزًا للحرب، "لو أنه بنى في العشرين سنة الأخيرة جيشًا بريًا مؤهلاً للحرب وقدرات للتعامل مع آلاف الصواريخ، القذائف الصاروخية والطائرات بدون طيار التي ستُطلق على الجبهة الداخلية يوميًا، وكذلك تحضير الجبهة الداخلية لتلقي هذه الضربات".
وخلص إلى أنه "في حال هاجمت "إسرائيل" المفاعل النووي الإيراني قبل أن تحضّر الجيش والجبهة الداخلية للحرب، فالمسؤولية المباشرة للكارثة الكبيرة التي ستحصل على "تل أبيب" ستُلقى على أكتاف القيادة السياسية والأمنية التي طوال عشرين سنة نامت في نوبة الحراسة".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024