عين على العدو
الإعلام الصهيوني: أعمال الشغب في حوارة هي فشل تام للمؤسسة الأمنية
ألقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية اللوم على حكومة بنيامين نتنياهو في كل ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من اعتداءات صهيونية وردود فعل المقاومة على هذه الاعتداءات، والتي كان آخرها موجة الإرهاب التي شنتها مجموعات من المستوطنين على بلدة الحوار جنوب محافظة نابلس بالضفة الغربية وأدت إلى استشهاد شاب وإصابة أكثر من 100 فلسطيني آخر، فضلًا عن إحراق عشرات المنازل والسيارات التابعة لأبناء البلدة.
وكتب محلل صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع يقول: "إنّ العملية القاسية بالأمس في حوارة التي قُتل فيها الأخوان هلل (22) ويغال (20) من جبل بركا، من المتوقع أن تكون علامة بارزة في موجة "الإرهاب" (ردود المقاومة على الاعتداءات الصهيوني) الحالية المستمرة منذ سنة. وهي ستُذكر ليس فقط بسبب الرواية التراجيدية والثمن الباهظ الذي دفعته العائلة، إنما أيضًا لأنها حصلت على وقع القمة في العقبة وبسبب ردّ المستوطنين العنيف في حوارة، أمام ضعف المؤسسة الأمنية".
وأشار يهوشوع إلى أن "هلل ويغال هما القتيلان الـ 12 والـ13 الذين سقطوا في عمليات المقاومة منذ بداية العام الجاري، في حين أن قتلى الصهاينة في عمليات المقاومة منذ آذار/ مارس 2022 45".
ولفت إلى أن القتلى الـ13 هذا العام قُتلوا في أقل من ثلاثين يومًا، وقال: "كلهم في ظل حكومة "يمينية كاملة" والتي أظهرت أنه ليس هناك حل عسكري "لإرهاب المخربين" (المقاومين) الذين ليس لديهم خلفية أمنية، وغير منظمين، وفي بعض الحالات أيضًا فتيان صغار من شرقي القدس".
وأضاف يهوشوع: "ليس هناك تنظيم عسكري واستخباري قادر على إعطاء جواب عندما يكون السكان - "الإسرائيليون" والفلسطينيون- يعيشون مع بعضهم البعض وفي الحقيقة ليس هناك ما يقيد "المخرب" (المقاوم) من القدس الشرقية، الذي يأخذ سكينا، سيارة، أو سلاحا، أو "المخرب" الذي يقوم بذلك وبحوزته مسدس من مسافة قصيرة في ازدحام مروري في حوارة" وفق قوله.
واعتبر يهوشوع "أن قرار نتنياهو إرسال الممثلين الكبار للقمة في العقبة كان صحيحًا، وكذلك أيضًا عدم إرجاعهم إلى البلاد بعد العملية. لقد قام بذلك لأنه على الرغم من تصريحاته عندما كان في المعارضة، فهو يدرك أيضًا أن الحل لتهدئة النفوس هو مفاوضات وتنسيق بين الطرفين (السلطة الفلسطينية والاحتلال)، حتى لو كان الثمن تقييد البناء في المناطق (الفلسطينية) وأيضًا تقييد الأعمال الهجومية للجيش "الإسرائيلي" داخل المدن الفلسطينية. من السهل التقدير ما كان سيقوله نتنياهو لو كان لابيد أو بينيت في رئاسة الحكومة، وكذلك عدد القتلى في فترة قصيرة إلى هذا الحد".
وأشار يهوشوع إلى أن جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية الصهيونية يواصلون البحث عن المقاوم الذي نفذ عملية إطلاق النار قرب الحوارة وقتل مستوطنين اثنين، وقال: "المنطقة ذات سيطرة استخبارية جيدة، لكن سبق أن تعلمنا من العملية التي قُتل فيها جندي من جفعاتي في نفس المنطقة أن إغلاق دائرة قد يستغرق أحيانًا أربعة أشهر".
وتابع المحلل الصهيوني يقول: "في غضون ذلك خرج مستوطنون للقيام بعمليات انتقامية في حوارة التي اشتعلت فيها النيران. طوال ساعات بعد عملية القتل هجم مثيرو الشغب على البلدة ومناطق أخرى من مناطق السلطة الفلسطينية".
وأكد أن الحديث يدور عن فشل كامل للمؤسسة الأمنية الصهيونية بما فيها: الجيش، الشاباك، والشرطة وقال: "على الرغم من أنهم تلقوا مسبقًا بلاغات عن مظاهرات احتجاج يُخطط لها بعد العملية، لم ينجحوا في الاستعداد كما هو مطلوب والسيطرة على مثيري الشغب".
وأوضح أن عدم شن هجمات للجيش الصهيوني على مناطق فلسطينية "ليس قرارًا للجيش بالطبع إنما هو قرار المستوى السياسي لتهدئة الوضع على الأرض بعد الضغط الأميركي"، وقال: "الجيش "الإسرائيلي" مشغول الآن بمسعيين أساسيين: ملاحقة "المخرب" من حوارة وعمليات دفاعية على الطرقات. ولذلك تم تخصيص ثلاث كتائب لنابلس، وقرر الجيش صباح اليوم إغلاق المحال التجارية في حوارة كي لا تتعرض لأذى ناشطين من اليمين" (على حد زعمه).
وأضاف: "العد العكسي تمهيدًا لشهر رمضان بدأ في غرف حرب المؤسسة الأمنية، والآن ليس هناك وقت لارتكاب الأخطاء والمحاولات. يجب على الجيش العمل بسرعة وبدعم المستوى السياسي لإحباط "الإرهاب"، وإعادة القانون والنظام في الضفة الغربية وتجنب الصورة المتفجرة التي تخدم فقط جهاز التحريض التابع لحماس في وسائل التواصل الاجتماعي" حسب تعبيره.
وختم محلل الصحيفة مشيرًا إلى المخاوف الصهيونية المتصاعدة من تصعيد فصائل المقاومة الفلسطينية عملياتهم في شهر رمضان المبارك، معتبرًا أنه "فقط من خلال مسعى مشترك يمكن أن يمر شهر رمضان بسلام".