عين على العدو
كاتب صهيوني: سيناريو غزة يحدّده السنوار
رأى الكاتب الصهيوني جوناثان ريغِف أن "السمة الرئيسية للصراع "الإسرائيلي" - الفلسطيني خلال العام 2022، تمثلت بهدوء ساد قطاع غزة واشتعال للوضع الأمني في الضفة الغربية"، لافتا إلى أنه خلال هذا العام تطورت عمليات استهداف المستوطنين أو الجنود الصهاينة في الضفة بشكل غير مسبوق، وتجاوز الأمر مسألة إلقاء الحجارة أو محاولات الدهس أو هجمات الطعن إلى محاولات إطلاق نار متكررة.
وأوضح الكاتب في مقالة نشرها موقع "اي 24 نيوز" الإسرائيلي أن "4 هجمات نفذها فلسطينيون مسلحون في أواخر مارس/آذار وأوائل نيسان/أبريل اي في غضون أسبوعين، أدت فقط إلى مقتل 14 إسرائيليًا، الأمر الذي تسبّب بإعادة مشاعر وصور الخوف لدى المستوطنين الذين طنوا أنها قد ولت منذ زمن بعيد".
ولفت إلى أن عملية إطلاق النار التي تمت في منطقة بني براك والتي نفذها فلسطينيون من منطقة جنين في شمال الضفة الغربية بعد أن تسللوا عبر حاجز أمني، أظهرت المكان الذي يجب أن تعمل فيه السلطات الإسرائيلية بالضبط"، وقال: "في أعقاب هذه الأحداث، شرع "الجيش" في عملية عسكرية أُطلق عليها اسم "كاسر الأمواج".. لم تكن هذه عملية تقليدية، لكنها تضمنت عمليات توغل مستمرة في الضفة الغربية لاعتقال المتورطين، وهي عملية أدت في كثير من الأحيان إلى معارك بالأسلحة النارية مع المسلحين المحليين، خاصة أن هذه الحملة ركزت في البداية على جنين - المنطقة الخالية من أي حكم حقيقي، ومكان مثالي لظهور الخلايا المسلحة"، وفقًا لمزاعمه.
وبحسب الكاتب، أظهر هجوم مسلح آخر وقع في مدينة إلعاد المأهولة بالسكان المتشددين في أوائل أيار/مايو، أن الحملة الإسرائيلية يجب أن تمتد إلى الضفة الغربية بأكملها وليس جنين فقط.
الكاتب أشار إلى أن عملية "كاسر الأمواج" نجحت في خفض مستوى العنف منذ الربيع، في المقابل اختلف الأمر تمامًا عند ما يسميه الصهاينة "الخط الأخضر"، الذي يفصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية، وقال: "لطالما كان إلقاء الحجارة ومحاولات الدهس وهجمات الطعن حدثًا يوميًا في الضفة الغربية، لكن عام 2022 كانت السنة التي انضمت فيها بكثافة غير مسبوقة، محاولات إطلاق النار المتكررة".
وأضاف: "ليس مستغربًا أن معظم هذه المحاولات جرت في نابلس وجنين وما حولهما، إذ لا أثر هناك للسلطة الفلسطينية، ومنفذو إطلاق النار ينحدرون من صفوف التنظيمات المسلحة، لكن هذا العام شهد أيضًا ظاهرة جديدة: المسلحون المحليون والمجرمون والشباب - في أماكن مختلفة، اجتمعوا معًا لتشكيل "ميليشيا" مسلحة غير مرتبطة بأي تنظيم قائم.. وكانت عمليات "عرين الأسود" في منطقة نابلس هي الأسوأ سمعة من بينها جميعًا، حيث نفذت عمليات إطلاق نار مختلفة، انتهى بعضها بمقتل جنود ومدنيين إسرائيليين"، على حد تعبيره.
وذكّر أنه "بعد سلسلة من الهجمات في الصيف وأوائل الخريف، شرعت "إسرائيل" في مهام مختلفة تستهدف قيادة "عرين الأسود"، مدعيًا أن "القادة الناجين منهم فهموا الرسالة وسلموا أنفسهم للسلطة الفلسطينية، وانخفضت مستويات العنف منذ ذلك الحين".
واعتبر الكاتب أنه "من قبيل الصدفة - أو ربما لا - كانت إحدى السنوات الأكثر عنفًا في الضفة الغربية والقدس الشرقية في العقد الماضي، واحدة من أكثر الأعوام سلمًا على طول حدود غزة"، موضحًا أن "للفصيل الحاكم المتطرف في القطاع "حماس" نفوذًا عندما يتعلق الأمر بالتحريض على العنف في الضفة الغربية، لكنه كان له التأثير نفسه في الحفاظ على هدوء الجبهة بسبب الوضع الاقتصادي المحسّن وعدد كبير من تصاريح دخول العمال إلى إسرائيل".
وتساءل الكاتب: "ما الذي يجب أن نتوقعه للعام المقبل؟"، وأجاب: في الضفة الغربية، المزيد من الشيء نفسه"، وقال إن "السلطة الفلسطينية تحت رئاسة رئيس مسن لن تُقدم على فعل أكثر مما فعلته حتى الآن، ما يعني أن المداهمات الإسرائيلية الليلية ستستمر وكذلك الهجمات الفلسطينية.. وستكون "إسرائيل" سعيدة برؤية المزيد من المشهد نفسه على حدود غزة أيضًا، طالما بقيت حماس ترى ذلك من مصلحتها، فسيبقى هذا هو الحال، لكن التدريبات المستمرة التي تجريها تظهر أنه في وقت ما، عاجلًا أم آجلًا، سينتهي السيناريو السلمي هناك".
وختم: "هل سيحدث ذلك في سنة 2023؟ الجواب بيد رئيس حماس يحيى السنوار".