ابناؤك الاشداء

عين على العدو

حكومة نتنياهو المرتقبة تثير القلق بين اللاجئين الأفارقة
26/12/2022

حكومة نتنياهو المرتقبة تثير القلق بين اللاجئين الأفارقة

أعرب مئاتُ اللاجئينَ الأفارقَةِ في كيان العدو عن خشيتهم من حكومَةٍ يمينيَّةٍ قَيْدَ التشكيلِ يرأَسُها بنيامين نتنياهو، وذلك نتيجة سياساتِ حكوماتِهِ السابقَةِ المتخذة تجاهَهُمْ، إذ إن اليمين الصهيوني وعلى رأسه بنيامين نتنياهو يَعْتَبر هؤلاء باحثين عن عَمَل غيرِ شرعيينَ، تسللوا الى "إسرائيل" ويُهدِّدون بتغييرِ ديمغرافيَّتِها وليسوا لاجئين كما يدعون.

رئيس الوزراء الصهيوني المكلف قال "إن اللاجئينَ الحقيقيين وعائلاتهمْ  سيبقون في "إسرائيل"، وليس هناك أيّ التزامٍ بالحِفاظِ على المُتَسَللينَ غَيْرِ الشرعيينَ من العُمَّالِ من غيرِ اللاجئينَ، وسيَتِمُّ ترحيلُهُمْ إلى بَلَدٍ آخَرَ".

سياساتُ نتنياهو واليمين الصهيوني تجاهَ اللاجئينَ الأفارقة تأتي ضمن سياسة ممارسة الضغوطات، ومنعِهِمْ من الحُقوقِ الطبيعيَّةِ والمدنية بينما تنشَطُ منظمات المجتمع المدني التطوعيَّة كمنظمَةِ "هياس"، في مساعدَةِ وتمثيلِ اللاجئينَ قانونيًا. 

تُعتبر منظمة "هياس" منظمة مناصرة عالمية للاجئين، ولها مكاتب في 22 دولة عبر 5 قارات، ولدى "هياس" أربعة مجالات أساسية تعمل فيها مثل الحماية القانونية وإعادة التوطين، والصحة العقلية والخدمات النفسية والاجتماعية، والوقاية والاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي والإدماج الاقتصادي.

وأكدت مديرة منظمة "هياس" سيفان كرميل في تصريح تلفزيوني أن "برنامجنا الأساسي هو المساعدة القانونية لطالبي اللجوء. نعمل كثيرًا مع المجتمع المدني في "إسرائيل" ومع مكاتب المحاماة الخاصة وطلاب القانون، ونحن شركاء قريبون جدًا من مجتمع اللاجئين، ونعمل معهم عن كثب" وفق قولها.

وكانت حكومة العدو قد ابتَكَرَتْ طُرقًا عدَّةً ترمي إلى محاربة اللاجئين وترحيلِهِمْ الى أفريقيا، مِنْها الحبسُ في معسْكَرِ "حُولوت" في صحراءِ النَّقَبِ جنوب الكيان لأجل غير مسمّى.

من جهته، كشف نائب مدير منظمة "هياس" والمسؤول القانوني "نمرود أفيغال" في تصريح تلفزيوني أن المنظمة: "كانت تدير برنامجًا للمساعدة القانونية وتمنح طالبي اللجوء تمثيلًا قانونيًا مجانيًا، سواء مع فريقنا أو مع المحامين الذين يتطوعون معنا، ومن خلال الطلبات الإنسانية، وكذلك التقاضي الاستراتيجي".

وأضاف: "نجهل ما الذي تخطّط له الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لكننا سنواصل تمثيل طالبي اللجوء، من خلال الطلبات الإنسانية، وكذلك التقاضي الاستراتيجي، وكلا الشريحتين لم تتلق الرد بشأن طلبِ اللجوء، وسنتحرك ضد أي نظام جديد للحكومة الجديدة".

وبيّن أفيغال أن: "هناكَ مخاوف لدى اللاجئين، من إعادَةِ إِحياءِ فكرَةِ "حولوت" أو الإبعادِ إلى دولَةٍ ثالثَةٍ، فلَطالَما نَشطَ بعض أعضاءِ الحُكومَةِ المرتقبَةِ في الإبقاءِ على اللاجئينَ في المعسكراتِ، أو البحث عَنْ دول افريقيَّة تقبل بِهِمْ، حتى وإنْ كان ذلكَ يعرّض حياتَهُمْ للخَطَر".

وعلّق منعم هارون مسؤول قسم السياسات والعلاقات العامة في "هياس" بالقول: "نحن نعالج القضايا في مستويين: المستوى الأول يتعلق بالمسألة القانونية في "إسرائيل"، أي عن طريق أخذ الملفات إلى جميع مستويات التقاضي لأجل إيجاد حلول، والمستوى الثاني هو بالعمل والتنسيق مع زملائنا في المنظمات الأخرى، لا سيما المفوضية السامية لحقوق اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لإيجاد بدائل خارج الدولة".

مدير مكتب مفوضية اللاجئين في الكيان الصهيوني، ماتياس لروتي شدد على أنه "في الكثير من الحالات يستغرق الكثير من الوقت وهذا أحد أهم ادعاءاتنا للحكومة الإسرائيلية أنه حينما يتقدم شخص بطلب اللجوء الرجاء اتخذوا القرار بأسرع وقت ممكن، هناك أناس تنتظر ثلاث أو خمس أو حتى عشر سنوات أو أكثر حتى يحصلوا على القرار وهذا يضعهم في مدة طويلة من عدم الاستقرار وخلال كل هذه المدة لا يوجد لديهم القدرة على الاستفادة من الخدمات والحقوق المختلفة والمعترف بها".

ويتحدث اسياس غبروم وهو لاجئ من اريتريا عن معاناته بالقول: "أبلغ من العمر 42 عامًا وحياتي هنا في "إسرائيل" مثل منطاد عائم في البحر يتحرك في أي اتجاه حسب الرياح، والحكومة الإسرائيلية تجعل منا مثل المنطاد تحركنا بقراراتها الى جميع الاتجاهات. رغم وجود مكتب تابع للمفوضية في "إسرائيل" إلا أن المفوضية لا تملك أي قرار بشأننا، فقط تكتفي بالمشاهدة ونحن نُسحق من قبل الحكومة الإسرائيلية".

أما اللاجئ السوداني آدم يحيى (37 عامًا) فتمنى على الحكومة الصهيونية المقبلة عدم اتباع سياسة التنكيل باللاجئين التي كانت تتبعها حكومات بنيامين نتنياهو السابقة، مضيفًا "يجب عليهم الاعتراف بنا كلاجئين مثل جميع الدول الأخرى التي تحتضن اللاجئين وتعطيهم حقوقهم كاملة غير منقوصة، ويتحدث بعض المرشحين للحكومة المرتقبة عن ترحيلنا إلى أفريقيا، لا يوجد مكان أذهب إليه. أهلي في معسكرات اللاجئين شرقي تشاد منذ سنة 2006، أي بعد سنوات من اندلاع الحرب في دارفور وحرقت قريتنا بواسطة ميليشيا الجنجويد. لذلك عليهم التوقف عن السياسات القاسية تجاهنا".

 
 

إقرأ المزيد في: عين على العدو