عين على العدو
تقرير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.. لإيران حصّة الأسد في التهديدات
رغم تراجعها إلى المرتبة الثانية في قائمة التهديدات المتوقعة لـ"إسرائيل" في العام 2023 المقبل، حازت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على حصة الأسد في التهديدات التي تضمنها تقرير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السنوي الذي سيقدم قريبًا إلى الحكومة والذي رجّح ألا تتنازل إيران عن حلم امتلاك القنبلة النووية مطالبًا الكيان بأن يبقى جاهزًا.
ووفق التقرير، فإنّ الخطر مصدره ليس فقط المجال النووي -الذي هو بطبيعة الحال التحدي الرئيسي ولكن من منظور أوسع-، ففي الآونة الأخيرة "تم تحديد تورط إيران في محاولة لتشجيع العنف" (المقاومة) في الضفة الغربية، ومن المتوقع أن يستمر التدخل الإيراني على الجبهات الأخرى أيضًا في غزة من خلال دعم "حماس" و"الجهاد الاسلامي"" على حد تعبير التقرير.
أما في الساحة الشمالية، فترجح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن تواصل إيران العمل على تسليح حزب الله وبشكل أساسي بأسلحة دقيقة كصواريخ كروز ومسيرات.
ويتابع التقرير "سيكون للتوجهات العالمية آثار في هذا السياق أيضًا لأن التعاون بين روسيا وإيران في أوكرانيا قد يؤثر أيضًا على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وحتى على الاتفاق النووي. حتى الآن، لا يحدث هذا، فمعظم الاتفاقات بين موسكو وطهران مدنية -اقتصادية، كما حرصت روسيا أيضًا على دفع ثمن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها في أوكرانيا نقدًا، من أجل الحفاظ على التزام محدود تجاه طهران -ولكن يجب على "إسرائيل" أن تستمر في الضغط على موسكو، للتأكد من استمرار هذا الوضع في المستقبل".
وفي السياق النووي، يقدّر التقرير "استمرار إيران في المسار الحالي للتقدم البطيء نحو قنبلة نووية ولكن دون كسر القواعد وذلك لسببين رئيسيين: الأول؛ أنه في الأشهر الأخيرة "اعتاد" العالم على الخطاب حول الأسلحة النووية واستخدامها، والثاني أن الدرس المُستخلص من الحرب الأوكرانية هو أن الدول يجب ألا تتخلى عن الأسلحة النووية والدولة التي تمتلك مثل هذه الأسلحة تشعر أنها لا تستطيع أن تخسر الحرب".
وزعم التقرير "أن إيران لن تغير سياستها إلا إذا تم اتخاذ إجراءات قاسية ضدها"، مضيفًا "على "إسرائيل" الاستعداد دبلوماسيًا وعسكريًا لسيناريو ترفع فيه إيران تخصيب اليورانيوم إلى نسبة تسعين بالمئة العسكرية بحيث لا تجد نفسها مندهشة حين وقوعه".
ووفقًا للتقرير، فانّ المرتبة الأولى للخطر على "إسرائيل" هي الاتجاهات العالمية التي تؤثر على "إسرائيل" و"أمنها"، والمقصود بذلك استمرار عدم الاستقرار العالمي الذي ينبع أساسًا من الصراع بين الولايات المتحدة والصين، والغرب وروسيا، خصوصًا نتيجة للحرب في أوكرانيا".
ويشير التقرير إلى التغيير الديموغرافي بشكل أساسي داخل الولايات المتحدة الذي وإن لم يؤثر على "إسرائيل" الآن فقد يكون له تأثير في المستقبل عليها. وفي نفس الخانة، صنّفت الأزمات الاقتصادية والغذائية للدول المحيطة بالكيان: لبنان ومصر والأردن. وفي هذا الإطار، تعتقد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أنّ هذه الأزمات قد يكون لها تداعيات على "إسرائيل" التي يجب أن تساعد تلك الدول لتقليل الخطر على استقرار الأنظمة فيها".
المرتبة الثالثة -وفق التقرير- تكمن في الساحة الفلسطينية. على عكس الماضي، لا تنظر الاستخبارات العسكرية هذه المرة إلى غزة والضفة على أنهما ساحتان منفصلتان، بل تنظر إليهما كساحة واحد. مصدر القلق الكبير، هو حقبة ما بعد رحيل رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، وفي النهج الذي ستسلكه السلطة الفلسطينية حينها. وسضيف التقرير ""حماس" في غزة لاعب رئيسي في هذا السياق لأنها تحاول تقديم نفسها على أنها عنوان حكومي حقيقي وليس مجرد منظمة مسلحة، وينطبق الشيء نفسه على زعيمها يحيى السنوار، الذي يحاول مؤخرًا، بناء صورة لرجل دولة، وليس مجرد مقاتل" وفق قول التقرير.
يتكهن التقرير استمرار التصعيد الأمني الحالي في الضفة الغربية الذي بدأ منذ أشهر، فإلى جانب العمليات التي تتبناها الفصائل، هناك زيادة في الهجمات الفردية، وكذلك "المنظمات" المحلية مثل "عرين الأسود" في نابلس و"كتيبة جنين" في جنين والتي تكتسب زخمًا على الشبكات الاجتماعية، وتتحدى الفصائل والسلطة الفلسطينية، على حد تعبير التقرير.