عين على العدو
العدو قلق من الخضّات الأخيرة في الأردن
أكّد رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز "موشيه دايان" والكاتب في موقع القناة "12" ميخائيل ميلشتاين أن المونديال العاصف نجح في إلقاء ظلاله على انعدام الهدوء المقلق الذي يعيشه الأردن منذ حوالى أسبوعين.
واعتبر أنّ المملكة ليست على حافة الانهيار، لكن تراكم الأحداث الأخيرة أمر استثنائي نسبيًا في خطورته، ويشكل دليلًا على المصاعب الأساسية وعدم الاستقرار المزمن الذي تعاني منه البلاد.
وقال "إن العاصفة الحالية بدأت في أعقاب ارتفاع أسعار الوقود، وهي خطوة أشعلت موجة من الاحتجاجات العامة التي تحولت في بعض المناطق إلى أعمال "شغب" شديدة، لا سيما في المناطق التي يعيش فيها سكان بدو أردنيون والتي تشكل معقل التأييد التقليدي للبيت الملكي".
وأضاف أنّ "دوي الخضات الأخيرة وصل أيضًا إلى الضفة الغربية، التي تربطها علاقات اجتماعية واقتصادية وثيقة بالمملكة، حيث خرج كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس للتعبير علنًا عن دعمهم للملك"، واعتبر أن هذا يعكس مفارقة معينة، اذ لسنوات عديدة كان هناك خوف في الأردن من الخضات في الضفة الغربية التي قد تنعكس على ما يحدث في الضفة الشرقية، ومع ذلك، فإن الوضع هذه المرة عكس ذلك.
وأوضح أن القلق يسود في رام الله بشأن الأحداث في الأردن (والتي تضاف إلى العديد من المشاكل الأخرى في الداخل والخارج)، على ضوء حقيقة أن عمّان تشكل واحدة من الحلفاء الاستراتيجيين المهمين للفلسطينيين على المستوى السياسي، خاصة بما يتعلق بالتعامل مع "إسرائيل"، وفق قوله.
وأكد أن الاحتجاج الاقتصادي العام يحصل على خلفية سياسية متوترة مع "إسرائيل"، حيث أعرب الكثيرون في المملكة عن خوفهم من الحكومة المتوقع تشكيلها في القدس. وفي هذا السياق، هناك خوف مزدوج سواء من حدوث تغيير محتمل للوضع الراهن في الحرم القدسي، والذي من شأنه أن يؤثر فورًا على الجو في الشارع الأردني، وقد يساهم في تفاقم التحريض ضد السلطة، أو من الاحتمال الذي يطرحه قلة في الأردن حاليًا - والذي بموجبه ستحاول الإدارة الجديدة في "إسرائيل" إحياء الأفكار السابقة لتحويل المملكة إلى حل للمشكلة الفلسطينية، وفق تعبيره.
ميلشتاين شدّد على أن المواجهات في الأردن تشكل إشارة إلى التداعيات الإستراتيجية الخطيرة في أعقاب زعزعة مكانة السلطة في دول المنطقة بشكل عام وعلى الأراضي المحتلة بشكل خاص، واعتبر أن التهديد الفوري يتجسد في ظهور ما أسماها "العناصر الإسلامية المتطرفة" التي قد "تنمو" إذا تم خلق فراغات سلطوية في أراضي المملكة.
وقال: "في سيناريو متطرف، قد تظهر التهديدات على شكل إقامة نفوذ إيراني - والذي سيعمل من الأراضي السورية ومن خلال الاستعانة بحزب الله"، وفق زعمه، مضيفًا: "في هكذا سيناريو، يمكن أن تتحول الحدود الهادئة نسبيًا بين الأردن و"إسرائيل" إلى جبهة ساخنة ومنطقة مخترقة يتم من خلالها تهريب أسلحة على نطاق واسع إلى الأراضي المحتلة".
وتابع أن هذا الأمر يؤكد أهمية استقرار الأردن للأمن القومي لـ "إسرائيل"، وذلك على الرغم من التوترات التي تندلع من حين لآخر بين البلدين المترافقة مع مناكفات شديدة من جانب السلطة في عمّان، خاصة أثناء الاحتكاكات في الحرم القدسي.
ووفق ميلشتاين، فإن الواقع في الأردن يشكل "وعاء يغلي" يجب على الحكومة القادمة أن تعرفه، وأن تدرك تداعيات انفجاره وأن تكون قادرة على صياغة سياسة حذرة وحكيمة فيما يتعلّق به.
وقال "إن الواقع في الأردن محفوف بالمخاطر ومتفجر بشكل مشابه للواقع في الضفة الغربية، وفي كلتا الحالتين يُوصَى بأن تواصل الحكومة القادمة - على الأقل في المستقبل المنظور - الاستمرار في السياسة القائمة والتركيز على علاقات سياسية سليمة وتنسيق أمني وثيق. وهذا خلافًا للنهج الثوري، الذي قد يتسبب بتغيير دراماتيكي وسريع في خارطة التهديدات الإستراتيجية لـ "إسرائيل"، وبالأخص يجعل من الصعب عليها التركيز على التحدي الأهم من كل شيء، أي إيران" وفق قوله.