عين على العدو
مسؤولون في المؤسسة الأمنية قلقون: سموتريتش يملك رؤية ضيقة خطيرة
عبّر مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في حديث مع "آي 24 نيوز" عن قلقهم قبل دخول رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش إلى الحكومة مكللًا بصلاحيات واسعة في وزارة الحرب.
وقال المسؤولون "إن سموتريتش يصر على السيطرة على الإدارة المدنية ومهام منسق عمليات الحكومة في الضفة الغربية"، واعتبروا أن تصريحاته لن تبقى وعودًا انتخابية، لافتين إلى أن النتيجة ستضرب في الصميم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ناهيك عن تداعيات ذلك كله على "أمن" الأراضي المحتلة.
وأشارت وسائل إعلام العدو في الأسابيع الأخيرة إلى "مخاوف" تعتري كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، وقالت "إن كلمة "قلق" لا تكفي لنقل شعور الخبراء في مجال "الدفاع" بشكل كامل، فهؤلاء الخبراء الذين بذلوا الجهود في السنوات الأخيرة في محاولة تهدئة المنطقة واستقرار العلاقات بين "إسرائيل" والفلسطينيين قلقون جدًا"، بحسب تعبيرها.
وفي هذا السياق، كشف المسؤولون الأمنيون أن قلقهم لا ينحصر في القرارات "غير المتكافئة" فحسب، وفق تعريفهم، ولكنهم قلقون أيضًا بشأن إخراج هذه القرارات إلى حيز التنفيذ والتي ارتأت المؤسسة الأمنية عدم الأخذ بها حتى هذه اللحظة، وقوفًا على التنبيه الذي تورده كافة التوقعات أن ذلك سيؤجج النيران في المنطقة.
ولفت المعنيون الى أنه "خلال العام 2022، استشهد 160 فلسطينيًا في الضفة الغربية، مقابل 1 فقط في قطاع غزة".
المسؤولون الأمنيون مقتنعون أنّ عدم اشتعال الأرض الفلسطينية ليس سببه مقدرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الردع، ولكن لفاعلية "الأدوات المدنية" (مثل كمية كبيرة من تصاريح العمل)، مقترنة بالتدابير المضادة واسعة النطاق. بهذه الحالة، فإن الجمهور الفلسطيني لديه الكثير ليخسره بحال قرر الانتفاض "هذا هو السبب وراء ظهور مجموعات صغيرة فقط على شاكلة عرين الأسود"، بحسب زعمهم.
وأضاف المسؤولون الكبار: "علينا أن نتأكد من دوام الهدوء في المنطقة، لذلك من المستحسن أن يمتنع وزير "الأمن" القومي المعين إيتمار بن غفير عن زيارة الحرم في مدينة القدس، وبحال قرّر القيام بالزيارة فإننا نوصي بأن يؤجل ذلك حتى نهاية شهر رمضان".
ويُضاف إلى تلك المخاوف، التي تساور المسؤولين في المؤسسة الأمنية، قرار رئيس "قوة يهودية" تغيير ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين المسجونين في "إسرائيل" أيضًا.
المسؤولون في المؤسسة الأمنية إلى جانب كبار المسؤولين السياسيين، أعربوا عن قلقهم العميق من أنّ "إسرائيل" ليست على رأس قائمة أولويات الحكومة الأميركية، وقالوا "إن هناك العديد من الدلائل على ذلك، وعلى سبيل المثال محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة (ICJ)، اذ لم يبذل الأميركيون جهدًا من أجلنا حقًا - وهم يعرفون كيف يفعلون ذلك عندما يريدون -، أضف إلى ذلك التحقيق بمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة والإصرار على فتح معبر "ألنبي" بكل ثمن، حيث لا شيء بالصدفة".
رئيس الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، أورد رده لـ "آي 24 نيوز"، وقال "إنه لدى "إسرائيل" جيش يحافظ على أمنها" وفق زعمه، وأضاف: "في نظام ديمقراطي صرف، ليس من المفترض أن يتدخل مسؤولون كبار وهم متسترون في العملية الديمقراطية من خلال وسائل الإعلام"، وفق وصفه.
وتابع أنه "سيتصرف بمسؤولية، وأي شخص يرغب في القيام بذلك ستتاح له الفرصة للتعبير عن موقفه في غرف المناقشة باستحضار الأدلة وعلى نحو محترم، ولكن القرارات ستصدر عن المستوى السياسي في نهاية اليوم ويتم تنفيذها من قبل الأنظمة المختلفة، ومن لا يتفق مع ذلك فإنه مدعو للتنحي عن مسؤولياته وخوض الانتخابات المقبلة".
وجاء في بيان صادر عن رئيس "قوة يهودية" إيتمار بن غفير: "من الصعب التصديق أنه يوجد أحد ما في المؤسسة الأمنية على اعتقاد بأن الاستسلام للتهديدات وتوجيه ذلك إلى وزير سيحسّن الوضع الأمني، لست متفاجئًا من أن هذا الشخص لم يجر اللقاء علانية، وإلا استوجب ذلك استدعاؤه لمحاسبته والاستيضاح منه عن وجود عناصر داخل المؤسسة الأمنية تؤيد الاستسلام" حسب قوله، وقال "إنه زار وسيزور الحرم القدسي واذا كان هناك من يهدد فيجب اعتقاله على الفور".