عين على العدو
تحذير صهيوني من زعزعة الاستقرار في الضفة الغربية المحتلة
أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى تحذيرات أمنية صهيونية من الأوضاع الناشئة في الضفة الغربية المحتلة مع تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية والاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين، معبّرة عن قلق حيال مئات الشبان الفلسطينيين الذين وُلدوا بعد الانتفاضة الثانية.
في هذا السياق كتب المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية يوآف زيتون يقول: "بعد حوالي أسبوع من عرض تقدير وضع تشاؤمي في الجيش "الإسرائيلي" بخصوص الفرص المتزايدة لتصعيد واسع من الضفة الغربية، تحدث يوم أمس للمرة الأولى في الموضوع وبشكل علني ضابط رفيع من شعبة الاستخبارات".
رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العميد عميت ساعر قال في مؤتمر الشتاء لمعهد "غازيت" في تل أبيب (الليلة الماضية) "إنّه يلاحظ لأول مرة بداية اهتزاز الموازين التي سمحت لنا بإدارة النزاع مع الفلسطينيين. لسنا في عالم حل النزاع وهذه الأمور بدأت تهتز".
ووفقًا للصحيفة الصهيونية فإنّ المسؤولين في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال "يقدّرون أن فقدان حوكمة أجهزة الأمن الفلسطينية في شمال الضفة خاصة في جنين يعكس "اليوم الذي يلي أبو مازن" اذ إنّ مجموعات مسلحة بينها من "فتح" نفسها وليس "حماس" أو "الجهاد" أنتجت إقامة مرابطات ومراكز سيطرة من خلال تبادل إطلاق نار بشكل دائم تقريبًا مع الجيش "الإسرائيلي" في كل ليلة، إضافة إلى قفزة بثلاثة أضعاف هذا العام في حوادث إطلاق النار من جانب مخربين (مقاومين)".
وأضاف العميد ساعر بحسب الصحيفة: أنّ "السلطة الفلسطينية فقدت الحافزية والشرعية. والأمر الملفت في ظاهرة عرين الأسود ليس العدد إنما ما نراه: شبان وُلدوا بعد الانتفاضة الثانية، يركلون كل شيء، السلطة و"حماس"، وهم غاضبون والوسائل القتالية متوفرة لديهم" وفق تعبيره.
رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات الصهيونية شدّد على أن ما يقلقه أكثر هم مئات الشبان الذين يلقون حجارة في كل ليلة تقريبًا على قوات الجيش، أكثر من المسلحين الذين يطلقون النار على الجنود، بسبب الغضب الذي يتجلى في أفعالهم.
العميد عميت ساعر اعتبر أن "الضفة الغربية وإيران هما التهديدان الأساسيان على "إسرائيل" في السنة الجديدة".
ولفتت الصحيفة إلى أن قسم الأبحاث الصهيوني أصدر في منتصف العقد السابق تحذيرًا إستراتيجيًا لاحتدام واسع للوضع في الضفة، لكنه لم يُطبّق. وقالت: إنه "إلى جانب ذلك، وعلى الرغم من التوقعات المتشائمة من مسؤولين كبار في الجيش التي قد تصطدم أو تُضاف إلى التغيرات المتفجرة في تشكيل المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) وفي انفصال الجيش عن الإدارة المدنية وعن منسق نشاطات الحكومة في المناطق الفلسطينية المحتلة وتحويلها إلى حزب سموتريتش، فإنه يوجد في الجيش أيضًا آراء أخرى".
وأضافت "يديعوت أحرونوت": "ضباط كبار آخرون يلاحظون في الحقيقة ميولًا نحو الاستقرار الأمني في الضفة الغربية، خاصة في نابلس في الأسابيع الأخيرة، وهم بشكل عام يشجعون على تشكيل حكومة ثابتة ومستقرة".
وختمت تقول: "هذه الأمور جرى الحديث عنها بشكل خاص في غرف مغلقة، لكن سيتم اختبارها بشكل أساسي مع تعيين وزير "الأمن" الجديد الذي سيدخل إلى المعترك المهتز، على أي حال، الذي هو على ما يبدو يوآف غالنت، وكذلك رئيس الأركان الجديد، اللواء هرتسي هليفي".