عين على العدو
"هآرتس": الجيش لم يقدّر تداعيات اعتقال السعدي بشكل صحيح
التهديدات التي أطلقتها حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين بالرد على اعتقال قائدها في الضفة الغربية المحتلة بسّام السعدي، وضعت العدو الصهيوني في حالة إرباك، وفتحت الباب أمام انتقادات للأجهزة الأمنية التي لم تُقدّر التداعيات المحتملة لمثل هذه الجريمة، وردود الفعل عليها.
وفي السياق، كتب مراسل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "هآرتس" ينيف كوفوفيتش يقول: "لم يقدّر المسؤولون في المؤسسة الأمنية بشكل صحيح التداعيات المحتملة لاعتقال المسؤول الكبير في الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية بسام السعدي على غلاف غزة".
ونقل كوفوفيتش عن مصادر أمنية صهيونية قولها: "المعلومات عن اعتقال السعدي وصلت إلى قيادة المنطقة الجنوبية فقط بعد إتمام العمل، ولذلك تقدير الوضع الأول بخصوص تداعيات محتملة على منطقة غلاف غزة جرت فقط بعد عدة ساعات من الاعتقال. مع ذلك، المتحدث باسم الجيش أفاد أن قيادة المنطقة الجنوبية علمت بعملية الاعتقال في الوقت المحدد وتستعد وفقًا لذلك".
كذلك نقلت الصحيفة عن مصدر كبير في جيش الاحتلال أن شعبة العمليات نقلت المعلومات إلى قيادة المنطقة الجنوبية، لكن لم يُنظر إلى أن الاعتقال يمكن أن يؤدي إلى تصعيد، ولذلك لم تحصل تقديرات وضع قبل تنفيذه.
وقالت "هآرتس" إن المسؤولين في الجيش ادعوا أن تقارير وسائل الإعلام عن الاعتقال هي التي جعلت "الجهاد الإسلامي في غزة تعلن أنها سترد على العملية، مشيرة إلى أن تقدير الوضع الذي أجراه رئيس الأركان "أفيف كوخافي" وقائد المنطقة الجنوبية "أليعيزر تولدنو" جاء بعد التقارير الصحفية.
ولفتت الصحيفة الى أن مصادر عسكرية صهيونية حالية وسابقة انتقدت طريقة إدارة الاستعداد لرد محتمل في الجنوب، ورأت أن قرار فرض قيود قاسية على المستوطنين في غلاف قطاع غزة، قد يقوي حركة الجهاد الإسلامي على حساب حركة حماس في القطاع، وهذا قد يمسّ بتوازن القوى بين التنظيمات في الضفة أيضًا، وبإمكانية استخدام حماس كمصدر كابح (على حد تعبير المصادر الصهيونية).
ونقلت "هآرتس" عن مصدر أمني صهيوني مطّلع على الموضوع قوله: إن "تشويش حياة آلاف العائلات (الصهيونية) في الجنوب بسبب عملية اعتقال في الضفة هو إنجاز لم تكن تحلم به الجهاد الإسلامي".
وأعربت مصادر أمنية صهيونية عن مخاوفها من أن استعدادات الجيش لإطلاق النار على مستوطنات الجنوب ستمسّ بالمسعى المتواصل "لإسرائيل" بالحفاظ على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال مصدر صهيوني أمني كبير للصحيفة إن "حقيقة أن اعتقال مسؤول كبير في التنظيم أدى إلى تشويش حياة آلاف السكان في الجنوب هو أمر إشكالي جدًا، هذه الخطوة تخلق واقعًا أن حركة الجهاد في غزة تمسك بزمام السيطرة على ما يحصل في الضفة".
وأضاف المصدر الأمني: "في "حارس الأسوار" (معركة سيف القدس) قاتلنا في ذروة محاولة حماس تقديم نفسها على أنها المسؤولة أيضًا عما يحصل في القدس، والآن تأتي حركة هي في الحقيقة متطرفة لكن صغيرة نسبيًا، وتملي جدول الأعمال اليومي في الضفة. حركة الجهاد تخلق واقعًا مفاده أنه إذا كانت هناك اعتقالات في الضفة لن يكون هناك هدوء في الجنوب، ونشاطات الجيش "الإسرائيلي" تسمح له بخلق هذه المعادلة".
وكشف المصدر الأمني الصهيوني أن المسؤولين في جيش الاحتلال يحاولون تنفيذ الخطة القائمة منذ عدة سنوات على الحدود الشمالية مع لبنان خلال التوتر مع حزب الله، على حدود قطاع غزة، رغم أن الظروف والأسباب مختلفة تمامًا.
وأوضح المصدر الصهيوني أن القيود المفروضة على الحدود الشمالية أثناء التوترات الأمنية تسري بالأساس على تحرك القوات العسكرية، بينما يُسمح للمستوطنين بمواصلة روتين حياتهم.
ويختم المصدر بالقول: "الوضع في الجنوب مختلف.. ليس لدى الجيش إمكانية حقيقية لإغلاق خط إطلاق النار من غزة.. يدور الحديث عن منطقة منبسطة تبلغ عشرات الكيلومترات، حيث يمكن إطلاق النار عليها من كل نقطة في غزة من دون ملاحظة أحد".