عين على العدو
وثيقة "سرية للغاية" تكشف عن فرصة أضاعتها "إسرائيل" لتبادل أسرى
استعرضت هيئة البث الرسمية "كان" مساء أمس وثيقة صُنّفت "سرية للغاية" كشفت أنّه بعد عدة أيام من جولة القتال التي اندلعت بين "إسرائيل" و"حماس" في آب/أغسطس 2018 عُقد اجتماع دراماتيكي لرؤساء الأجهزة الأمنية حول موضوع الأسرى والمفقودين الذين تحتجزهم حركة "حماس" في قطاع غزة، وكان هذا بقدر ما هو معروف، الفرصة الأقرب من عملية "الجرف الصامد" وحتى اليوم للتقدم بـ"صفقة تبادل مع حركة "حماس"".
وبحسب الوثيقة، شارك في هذا النقاش كل من رئيس جهاز "الشاباك" نداف ارغمان، رئيس شعبة الاستخبارات اللواء تامير هايمن، رئيس الموساد يوسي كوهين، منسّق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم، ورئيس هيئة الأركان غادي ايزنكوت الذي بادر إلى النقاش.
وقد وصل رؤساء الأجهزة الأمنية الى استنتاج أنّ الظروف القائمة هي الأفضل بالنسبة لـ"إسرائيل" للتوصُّل إلى صفقة تبادل أسرى، تعيد بثمن معقول جثتي الجنديين في الجيش الإسرائيلي هدار غولدن وأورون شاؤول اللذين سقطا في عملية "الجرف الصامد"، والمستوطِنَين "الإسرائيليين" اللذين تحتجزهما "حماس" في قطاع غزة ابرا مانغستو وهشام السيد.
وقد صنّفت وثيقة تلخيص النقاش الحساس بأنها سرية جداً وهي تكشف للمرة الأولى، وبحسب الخطة التي أعدت خلال النقاش، شملت المرحلة الأولى وقفا متبادلا لإطلاق النار، وقف العقوبات المدنية من جانب "إسرائيل"، فتح معبر كرم شالوم وتوسيع مساحة الصيد في غزة، ولاحقاً تضمنت الخطة توسيع شبكة الكهرباء وحل مشكلة "المعاشات" بتمويل قطري" وفق ما ذكرت "كان".
وبحسب هيئة البث الرسمية، ارتبطت المرحلة التالية بالصفقة نفسها، بحيث تطلق "إسرائيل" أسرى "حماس"، ومن بينهم الذين اعتقلوا خلال عملية "الجرف الصامد"، باستثناء الذين شاركوا بـ"نشاطات إرهابية كبيرة" على حد تعبير "كان".
ووفق الهيئة، أقرّ أحد البنود أنه "لن يتم إطلاق سراح أسرى أمنيين أياديهم ملطخة بالدماء" على حد تعبير الوثيقة، وفي المقابل تطلق "حماس" سراح الأسرى والمفقودين الأربعة.
أما المرحلة الثالثة من الخطة فتتعلّق بدفع خطوات مدنية واقتصادية لإعادة إعمار قطاع غزة، فيما أقرّ -في الوثيقة الموقعة- بشكل مفصل أن "تأجيل صفقة التبادل وفصلها عن عملية التهدئة من الممكن أن تؤدي إلى إبعاد الحل لإعادة الأسرى والمفقودين سنوات إلى الأمام".
وفي النقاش الذي أقيم بحضور نتنياهو تم استعراض الخطة، لكن لم يتم قبول قرارات، ووفقًا لمسؤول شارك في إعداد الخطة، فإنّ نتنياهو لخّص النقاش والتزم باتخاذ قرار، لكن لم يتم إجراء نقاش آخر، فنتنياهو لم يصادق على المضي قدمًا، ولم تحدث هذه الصفقة.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024