عين على العدو
قلق اسرائيلي من تداعيات خطوات بوتين
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن المسؤولين الصهاينة في المؤسسة الأمنية يتابعون بقلق القتال بين روسيا وأوكرانيا ويحاولون تقييم تداعيات الأحداث على المنطقة.
بحسب الصحيفة، طُلب من قيادة جيش الاحتلال والمستوى السياسي عدم التصريح بخصوص ما يحصل في أوكرانيا، من خلال الإدراك أن كل مقولة قد تُفسّر بشكل خاطئ وتؤثر على العلاقات الدقيقة بين "إسرائيل" وروسيا في الساحة الشمالية، خاصة في سوريا.
ويزعم المعنيون في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية أنه من ناحية اقتصادية روسيا ليست لاعبًا جوهريًا أمام دول عظمى مثل الصين، والولايات المتحدة ودول مختلفة في أوروبا، لكن بحسب تقدير الاستخبارات لا يزال لديها تأثيرٌ قويّ، وهذا يعود إلى الطريقة التي تعمل فيها لتحقيق أهدافها، وهؤلاء يدركون أنه من ناحية عسكرية، روسيا قادرة على هزيمة أوكرانيا بشكل سريع. من هذه الناحية الصورة كانت واضحة حتى قبل إطلاق الطلقة الأولى. مصدر أمني رفيع المستوى يعتقد بأن الخشية تزداد من أن يغيّر سلوكه تجاه "إسرائيل" في سوريا وفي دول أبعد.
في المؤسسة الأمنية يقدر المسؤولون أنه بهدف تحسين مكانته قد يُقيّد بوتين "إسرائيل" في تنفيذ نشاطات عسكرية في الشرق الأوسط وخاصة على الأراضي السورية. وقد يجعل الأمر صعبًا عليها ضمن آلية التنسيق التي أقيمت بين ضباط إسرائيليين وبين روسيا. هناك أيضًا خشية من أن يؤدي سيناريو كهذا إلى نقل سلاح أكثر تقدمًا إلى سوريا وإلى دول إضافية في المنطقة، لأن بوتين سيحتاج إلى عائدات تثمر صفقات سلاح كبيرة، ويرغب في خلق توازن رعب ضد القوات العسكرية الغربية الموجودة في المنطقة.
خشية إضافية لدى العدو تظهر وهي أنه في حال بدأت قوات الناتو وقوات عسكرية أخرى في الانتقال إلى البحر المتوسط أو إلى دول المنطقة، فإن بوتين سيفعّل منظومات تشويش "جي بي إس" متطورة، وحربًا إلكترونية وهجمات سايبر بهدف جعل الأمر أصعب عليهم. خطوة كهذه قد تُقيّد حرية عمل الجيش الإسرائيلي وحتى إلى تعطيل عمل منظومات تكنولوجية عسكرية ومدنية في إسرائيل.
خوف المؤسسة الأمنية الاسرائيلية يكمن في أن تؤدي الإدانة الإسرائيلية للهجوم في أوكرانيا إلى أن يغير بوتين سلوكه بخصوص هجمات الجيش في هضبة الجولان. بحسب تقديرات مسؤولين صهاينة في المؤسسة، على الرغم من عدم وجود تغيير في السياسات الروسية في هضبة الجولان، فإن هذا الوضع قد يتغير في المدى القصير.
وعليه، التقدير في المؤسسة الأمنية هو أن الأحداث الأخيرة قد تدفع روسيا وإيران إلى وضع تقتربان فيه من ناحية سياسية وعسكرية. عقوبات على روسيا في موضوع التجارة على مصادر الطاقة قد تدفع بوتين إلى وضع إيران تحت جناحه.
حتى الآونة الأخيرة، اعتقد الاسرائيليون بأن روسيا ليست معنية برؤية إيران تتمركز في سوريا، حيث يرى بوتين فيها نقطة ارتباط مهمة بالبحر المتوسط وفي إعادة إعمارها مصدرًا لفرص اقتصادية. الآن يخشون في المؤسسة الأمنية أنه من أجل تقريب إيران منه، سيسمح بوتين لها بالعمل بشكل أكثر حرية في سوريا، أكثر مما كانت تريد "إسرائيل" ويمكن أن تحتويه، على حدّ تعبير الصحيفة.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024