عين على العدو
نتنياهو: السياسة الأميركية الآن ضعيفة
أجرت قناة "i24news" باللغة الإنجليزية حوارًا مع رئيس حكومة العدو السابق بنيامين نتنياهو، تحدث خلاله حول الاتفاق النووي الوشيك مع إيران ومواضيع أخرى.
وفيما يلي نص الحوار:
- العالم الآن على وشك التوقيع على صفقة "أضعف وأقصر بكثير"، تقوم إيران بناء على ذلك بتخصيب ما يصل إلى 60% من اليورانيوم وتُغمَر بمليارات الدولارات وتُخفَّف العقوبات عنها. علاوة على ذلك هناك رئيس أكثر تشددًا في طهران. لقد شجّعتَ الأميركيين على الانسحاب من الصفقة، هل كان هذا خطأ؟
كلا، كان ذلك الأمر الوحيد الصحيح لأن طريقة العمل الوحيدة مع إيران هي ألا نصل معها إلى صفقات، فالصفقة السابقة هي التي كانت ستدفع إيران نحو القنبلة، والصفقة الجديدة الموقعة هي أسوأ من ذلك.
ستعزز الصفقة الجديدة قدرة إيران على تعزيز اليورانيوم إلى نسبٍ غير نهائية، وستخولها الحصول على المليارات من أجل تشجيع الإرهاب في العالم.
الصفقة سيئة للغاية، إيران ستصل إلى القنبلة مع هذا الاتفاق، لذلك لا معنى له. يجب فرض العقوبات والتلويح بتهديدات عسكرية حقيقية ضد إيران لكي تقوم بحل برنامجها النووي وكل برنامجها الصاروخي البالستي والذي تسعى الى إيصاله إلى كل منطقة في العالم، في أوروبا والولايات المتحدة وفي كل نقطة من العالم.
- ماذا عن استدامة دور "إسرائيل" في التصدّي للتقدم الإيراني في برنامجها النووي؟
نعم هذا ضروري وممكن، لأن العالم بأسره عانى في الماضي من دكتاتوريات فظيعة كما كان الحال في مطلع القرن العشرين. لا يمكن إعطاء "الدكتاتورية" في إيران التي تهدد بـ"الموت لإسرائيل" و"الموت للولايات المتحدة" وتسعى لاحتلال العالم، لا يمكن ان نعطي هذا النظام السلاح النووي والوسائل للوصول الى ذلك.
لا يمكن السماح له بالوصول الى صواريخ بالستية يمكن أن تسمح له بالوصول إلى أي نقطة في العالم، هل تريدون إعطاء "نظام الخميني" هذا النوع من السلاح؟ يجب الوقوف في وجههم. "إسرائيل" وحدها ستقف أمام إيران. أنا كرئيس وزراء إسرائيل لم تكن لدي مشكلة مع هذا. قلت يجب منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي والعالم سار خلفي.
- لكن إيران تعرّضت لأقوى عقوبات تم فرضها على أي نظام في التاريخ، وما زالت قادرة على تطوير برنامجها النووي بمعدل يُنذر بالخطر، أليس من العدل أن نقول إن حملة الضغط القاسية هذه ببساطة لم تنجح؟
ماذا تعتقد كان سيحصل لو لم نصل إلى اتفاق؟ استمعت الى رئيس المفتشين حين وصل في مطلع العام 2000 وقال إنه لا يمكن أن نفعل شيئًا وإنه خلال 6 سنوات إيران ستصل إلى القنبلة النووية، هذا ما قاله في العام 2010 واليوم نحن بعد ذلك وإيران لم تصل الى القوة النووية. لماذا؟ لأنني دفعت باتجاه ليس فقط العقوبات القاسية وإنما بخطوات ضد البرنامج النووي الإيراني، وأنا لن أفصح عن كل هذه الخطوات.
أرسلنا "الموساد" إلى قلب طهران لجلب الأرشيف السري لبرنامج إيران النووي، ما كشف الأكاذيب الإيرانية. الخطوات التي قمنا بها والعقوبات الاقتصادية والتهديدات بعملية عسكرية حقيقية هو ما دفع لتراجع برنامج إيران النووي بعقد من الزمن. وهذا لم ينجح بشكل كلي، لكن ذلك لا يعني أن نعطي إيران كل ما تريده وأن نعطيها كل الوسائل لتصل الى السلاح النووي. يجب أن نعود إلى الخطة الصحيحة وتلك تعني العقوبات القوية، العمليات، وأيضًا التهديد بعمل عسكري حقيقي.
- لكن هناك خلل كبير بعملية الضغط القصوى، أليس كذلك؟ وهذا الخلل هو الصين. لأن الصين دأبت على تقويض العقوبات ضد إيران. استثمرت المليارات فيها وإذا استمر الغرب في تجنّب إيران فهذه نتيجة أخرى غير مقصودة، لأن تلك العلاقة السامة، والتي تشكل تهديدًا لنا جميعًا، ستزداد قوة، ما تعليقك على هذا الأمر؟
علي أن أقول لك، إذا ما كانت أميركا قوية وتقوم بفرض عقوبات، بما في ذلك على الصين، هذا غير ممكن لأن الشركات والحكومات يجب ان تختار بين اقتصاد بحجم الاقتصاد الإسرائيلي، وهل الاقتصاد الإيراني بحجم اقتصادنا! نحن عشرة أضعاف أصغر من إيران لكن اقتصادنا يوازي الاقتصاد الإيراني. إذا ما كان عليك أن تختار بين اقتصاد صغير كإيران أو اقتصاد هائل كالاقتصاد الأميركي مع عشرات تريليونات الدولارات، الجميع كان سيختار الخيار الصحيح. العقوبات لم تنجح لأنه إذا ما تم رفع العقوبات كما يتم فعله الآن هذا يعطي شرعية للآخرين أن يذهبوا للقيام باتفاقيات مع إيران، لكن إذا ما اخترت الطريق الصارم سيضطر الناس للاختيار بين إيران وأميركا، والجميع سيختار أميركا واقتصادها.
- لقد ذكرت الإدارة الأميركية الحالية. كنتَ بالطبع تتمتع بعلاقة وثيقة للغاية مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. العلاقة مع الحكومة الحالية وإدارة بايدن ليست كما كنتم مع ترامب. هل تستمع الولايات المتحدة إلى مخاوف "إسرائيل"؟
بدايةً، أنا آمل أن تسعى "إسرائيل" لمواجهة هذه التحديات لأننا سنكون الهدف الأول لهذا التهديد. أنا أعتقد أن الأهمية هي بالتمييز بين السياسة الصحيحة والخاطئة، وليس من ينفّذها. حين رأيتُ الإدارة الأميركية على مدار سنوات تتبنى سياسات أعتقد أنها كانت خطيرة لـ"إسرائيل"، عارضت ذلك تارة أمام الديمقراطيين وتارة أخرى أمام الجمهوريين. السؤال لا يكمن بهوية الإدارة والرئيس بل السياسات، والسياسة الآن هي سياسة ضعيفة، أما السياسة الصحيحة من وجهة النظر الإسرائيلية فهي أن نقف بشكل صارم.
- لقد اتبعت بالتأكيد حملة شديدة العدوانية والحيوية خلال فترة وجودك في السلطة. عندما تنظر الى الوراء هل ندمت يوما على عدم استخدام الخيار العسكري ومهاجمة إيران وحدك؟
لا أستطيع أن أفصح عن كل ما قمنا به خلال السنوات الماضية. قمنا بالكثير من العمليات بعضها في العلن وبعضها في الخفاء. ونجحنا بإعادة برنامج إيران إلى الخلف. أنا لست ملكًا رغم أن البعض يطلق علي "الملك بيبي"، بل يجب أن يتم انتخابي في الانتخابات.
- الخوف المشترك من إيران ساعدك على صنع التاريخ وتمكّنت من إقناع الدول العربية في المنطقة بالتوقيع على اتفاقيات التطبيع، "اتفاقيات ابراهيم"، هل أنت راض عن الطريقة التي تتقدم بها تلك الاتفاقيات في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية؟
أعتقد أن هذا رائع. أنا لا تهمني المسؤولية عن الإنجازات. هناك 3 أمور حصلت: الأول تمثل بالتخلص من الفيتو الفلسطيني، فالجميع قال إنه لا يمكن اختراق العالم العربي دون التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين. السلام مع الفلسطينيين لن يحصل لأنهم لا يريدون السلام مع "إسرائيل"، لذلك كان علينا أن نتخلص من هذا الفيتو ولربما اختراق المسألة الفلسطينية سيتم عبر العالم العربي. الأمر الثاني تمثل بالتوجه السلبي تجاه إيران، الآن الدول العربية انضمت إلى الاتفاقيات لأنها تعيش تحت التهديد الإيراني. والأمر الثالث الذي حدث، وهو بمثابة تحول إيجابي، ألا وهو قدرة "إسرائيل" على أن تمنح التكنولوجيا في مجال المياه والسايبر والصحة للدول العربية.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024