عين على العدو
"والاه": زيارة الرئيس "الإسرائيلي" إلى الإمارات إشارة لدول المنطقة وخصوصًا إيران
كتب معلّق الشؤون السياسية في موقع "والاه" العبري باراك رابيد "أنّ الرئيس "الإسرائيلي" يتسحاق هرتسوغ جلس طوال ساعتين وولي عهد أبو ظبي محمد بن سلمان في مكتب الأخير، وعندما انتهى الاجتماع وبدأ هرتسوغ ورجاله بالمغادرة، دعا ولي العهد رئيس الكيان لمواصلة التحدث في قصره الخاص – وهذه المرة وجهًا لوجه-، وأفادت مصادر داخلية (في منزل الرئيس) أنهما جلسا ساعتين إضافيتين وتحدّثا عن العلاقات بين الجانبين، عن إيران، وعن الوضع في المنطقة".
وبحسب رابيد، "تأتي زيارة هرتسوغ لأبو ظبي في وقت معقّد للغاية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فالهجمات الصاروخية التي شنّتها "أنصار الله" في اليمن وأصابت أهدافًا في أبو ظبي هزت الإماراتيين، وهي جرت في الفترة التي بدأت فيها الإمارات الحوار مع إيران بهدف التخفيف من التوتر في المنطقة ومنع التصعيد".
بالمقابل، وفي القدس -يتابع رابيد- "كانوا يخشون أن تدفع هذه التطورات الإمارات إلى التخفيف من العلاقات مع "إسرائيل"، لكن حتى الآن حدث العكس، فبموازاة الحوار مع الإيرانيين، استقبل الإماراتيون رئيس الحكومة "الإسرائيلية" نفتالي بينيت في زيارة رسمية وبالرغم من هجمات الصواريخ استمروا بذلك مع هرتسوغ كما هو مخطّط".
ويتابع رابيد :"كان القلق في "إسرائيل" مبالغًا فيه بعض الشيء، فتظهر زيارة هرتسوغ أنه من جهة الإماراتيين.. الاتفاقات الابراهيمية هنا لكي تبقى، وهي تشير إلى أن الاتفاقيات لم تكن نتيجة مصلحة لحظوية أو تراكم ظروف سياسية مؤقتة أو أمر آخر، بل جزء من قرار استراتيجي اتخذه ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات العربية محمد بن زايد..هذه الرسالة سوف يتردد صداها مع زيارات إضافية لكبار المسؤولين "الإسرائيليين" لدول المنطقة في المستقبل القريب".
ويضيف رابيد أنّ" زيارة هرتسوغ هي إشارة إماراتية لدول المنطقة..ابن زايد في اجتماعه مع هرتسوغ شدّد على أن لدى "إسرائيل" والإمارات رؤية مشتركة بشأن التهديدات من جانب إيران، الحوثيين (أنصار الله) والمنظمات الإرهابية الأخرى في المنطقة وضرورة العمل بقوة ضدهم" على حد زعمه.
من جانبه، قال هرتسوغ :"إن "إسرائيل" تؤيد بشكل كامل المتطلبات الأمنية للإمارات العربية، فالإمارات ترغب في تلقي المساعدة الأمنية من "إسرائيل" في كل من العلوم والتكنولوجيا للدفاع عن نفسها في وجه الصواريخ والطائرات بدون طيار، و"إسرائيل" تتمتع بخبرة في هذا الموضوع أكثر من أي دولة أخرى في العالم" حسب ادعاءاته.
من ناحيته، أخبر رئيس حكومة العدو ولي العهد محمد بن زايد الأسبوع الماضي أنه أمر المؤسسة "الأمنية" بمنح الإمارات أي مساعدة تحتاجها، لكن المساعدة الأمنية للإمارات -وفق رابيد-هي مسألة معقّدة، فـ"إسرائيل" غير متحمّسة لمشاركة دول أخرى بالتكنولوجيا المتطورة التي بحوزتها، ناهيك عن الدول العربية - حتى الدول التي أبرمت معها اتفاقيات "سلام"". وعلى سبيل المثال، من الصعب رؤية "إسرائيل" تزود منظومة "القبة الحديدية" إلى الإمارات، وفي المقابل، هناك تكنولوجيا أخرى، أقل حساسية – ربما يمكن تزويدها للإمارات-، وقد أقر مسؤولون "إسرائيليون" بأن الأمر يتعلق بفرصة لتعزيز دراماتيكي للعلاقات مع الإمارات وأنه على "إسرائيل" التجند لمساعدتهم" يختم رابيد.