عين على العدو
خشية إسرائيلية من عودة التوتر الأمني في "حومش"
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن مسؤولين أمنيين حذروا جيش وشرطة الاحتلال و"الشاباك" من أن تصبح المدرسة الدينية اليهودية في البؤرة الاستيطانية "حومش" شمال "شومرون" محورًا للعمليات الفلسطينية، عبر التعرض للمستوطنين القادمين اليها بالطعن.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التحذيرات وسلسلة الأحداث العنيفة التي وقعت في البؤرة مؤخرًا، لم يتحرك جيش العدو لمنع المستوطنين من زيارة المدرسة الدينية.
وأوضحت الصحيفة أنه "في تشرين الثاني/نوفمبر أي قبل شهر من عملية إطلاق النار التي قُتل فيها عضو في المدرسة الدينية يدعى يهودا ديمينتمان، هاجم مستوطنون 5 فلسطينيين كانوا في المنطقة لقطف الزيتون وأصابوا أحدهم بجروح خطيرة. وبحسب رواية الجيش، تبين أن مجموعة من المستوطنين المقيمين في المدرسة الدينية هاجمت الفلسطينيين في محاولة لإبعادهم عن أشجار الزيتون، وأطلق أحد المستوطنين النار في الهواء باتجاه الفلسطينيين الذين فروا من المكان، فيما هاجمهم آخرون بالحجارة والهراوات، ونقل اثنان من الفلسطينيين إلى المستشفى أحدهما في حالة خطيرة والآخر أصيب بجروح طفيفة".
وأضافت الصحيفة أنه "في اليوم نفسه، أبلغت أجهزة الأمن الإسرائيلية مصادر فلسطينية بالحادث ونتائجه، لكن هذه الأجهزة تعاطت مع الحادث على أنه استثنائي، فيما اعتبر ضباط آخرون أن الوضع الحساس في "حومش" قد يؤدي بأحد الطرفين أو كليهما إلى عمل متطرف يؤثر على أمن المنطقة كلها".
وبحسب الصحيفة، بعد عشرة أيام من الحادثة قررت الجهات الأمنية الإسرائيلية إخلاء المدرسة الدينية وغيرها من المباني التي أقيمت بشكل غير قانوني في البؤرة الاستيطانية، كما حدث مرات عديدة سابقًا.
وتابعت أن "القرار اتخذ باعتبار المستوطنين هناك موجودين خلافًا لقانون الفصل، وعلى ضوء أمر كان قد أصدره قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الذي يمنع ذلك"، لافتة إلى أن "المسؤولين الأمنيين طلبوا تنفيذ الإخلاء أيضاً بسبب الخوف على أمن المستوطنين أنفسهم، وعلى ضوء تقديرات تؤكد أن التوترات التي حصلت ستؤدي إلى "حوادث عنيفة" إضافية".
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني صهيوني مطلع قوله إن "الجيش لم يعمل بما يكفي في السنوات الأخيرة لمنع وصول المستوطنين إلى المكان، والبيان الذي نشره في الفترة الأخيرة، الذي أطلق فيه على المكان تسمية "بؤرة حومش"، أثار انتقادات ضده، وهذا ما أكده مصدر حكومي رفيع من أن "حومش" لم تكن بؤرة استيطانية وأن المستوطنين هناك يعملون خلافاً للقانون".
وختمت الصحيفة قائلة إنه "منذ إخلاء مستوطنة "حومش" في العام 2005 خلال فترة الانفصال، اعتاد المستوطنون على العودة إلى الموقع من حين لآخر وأعادوا بناء مبنى المدرسة الدينية".