عين على العدو
مفاوضات فيينا تُخيّب آمال الصهاينة
تُسيطر مجريات جلسة المفاوضات النووية التي عُقدت الاثنين في فيينا بين إيران والدول العظمى ودلالاتها على اهتمامات صحافة العدو. موقع هيئة البثّ الرسمية الاسرائيلية "كان" نشر مقالًا كتبه الاسرائيليان عميحاي شتاين وغيلي كوهين يؤكدان فيه أن الخشية في كيان العدو تكمن في أن إيران تقترب من أن تكون دولة على حافة نووية خصوصًا بعد انتهاء اجتماع الأمس.
وأشار الكاتبان إلى أن القلق الاسرائيلي أولًا يكمن في أن تتم مناقشة رفع العقوبات عن إيران، وبعد ذلك الالتزام الإيراني في مجال النووي، اذ طلب رئيس الوفد الإيراني التعهد بعدم فرض المزيد من العقوبات على بلاده في المستقبل، فقد قال المبعوث الإيراني في فيينا منذ اليوم الأول من المحادثات إن "هذا إنجاز مهم"، وأكد المبعوث الأوروبي أنه "في الأشهر الأخيرة أحرزت إيران تقدمًا في برنامجها النووي، وهناك حاجة ملحّة للعودة إلى الاتفاقات".
وأضاف الكاتبان "في "إسرائيل" تُبذل جهود دبلوماسية ليس فقط لمنع العودة إلى الاتفاق النووي، ولكن أيضًا لمنع العودة إلى اتفاق مؤقت. ويحدث هذا أثناء وجود المزيد من العوامل في الولايات المتحدة التي تنص على ضرورة أخذ مثل هذه الاتفاقية في الاعتبار. ودبلوماسيون غربيون قالوا إنه بينما كان الغرب ينظر إلى اللقاء اليوم باعتباره الجولة السابعة من المحادثات، يبدو أن إيران تشير إلى هذه الجولة على أنها "الجولة رقم 1". جزء كبير من الوفد الإيراني يضمّ شخصيات اقتصادية، مما يشير إلى أن طهران تنوي التحدث أكثر عن العقوبات وبدرجة أقل عن مراقبة المواقع النووية في الدولة".
ولفت الكاتبان إلى أن المدير العام لوزارة الحرب الصهيونية أمير إيشل قال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية إنه "على عكس التصريحات التي سمعناها في الأشهر الأخيرة، بأن "إسرائيل" أعدت خيارًا عسكريًا فإن هذا لم يحصل، والتصريحات لم تُترجَم إلى أفعال. ويبدو أنه من أجل امتلاك قدرة عسكرية لمهاجمة إيران، تحتاج "إسرائيل" إلى تخصيص موارد لها، وهذا لم يحدث أيضًا".
يأتي ذلك على خلفية بيان تصريحات رئيس الحكومة نفتالي بينيت بشأن نشاطات "إسرائيل" بعد توقيع الاتفاق النووي السابق عام 2015، والذي قال فيه "لقد غفونا أثناء نوبة الحراسة".
الكاتبان ذكّرا بأن المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية ألون أوشفيز قال في مقابلة مع قناة "كان" إنه قلق "من أن الإيرانيين يأتون إلى فيينا للحصول على المزيد مقابل القليل"، وهذا يعني الكثير من الفوائد الاقتصادية في مقابل التنازلات في العالم النووي. وهذا بالطبع، يجب أن يكون مصدر قلق ليس فقط لـ "إسرائيل"، ولكن أولًا وقبل كل شيء لأولئك الذين يجلسون مع الإيرانيين في الغرفة خلال المباحثات.
في غضون ذلك، استغل مسؤولون كبار في "إسرائيل" الموقف لتحذير الدول الغربية من الاستسلام لـ "الابتزاز الإيراني"، بحسب تعبير الكاتبين. ورئيس الحكومة نفتالي بينت توجّه في جلسة كتلته إلى الدول الغربية المشاركة في المفاوضات، وقال إن "الإيرانيين لا يستحقون أي منح أو صفقات أو رفع لالعقوبات"، مضيفًا: "لا تستسلموا للابتزاز النووي"، وفق ادّعائه.
ولفت الكاتبان إلى ما قاله رئيس الطاقم السياسي – الاستراتيجي في وزارة الخارجية ألون بار في مقابلة إذاعية، اذ اعتبر أن "إيران تواصل العمل لتخصيب نووي دون مواجهة رد دولي حاسم، في حين أن التصميم الذي يبديه الأمريكيون والآخرون بشأن هذه القضية ليس ما نريده".
وتابع بار: "لقد سمعنا من الأمريكيين وكذلك من المشاركين الآخرين في المحادثات أنه إذا جاء الإيرانيون إلى هناك فقط لرفع العقوبات، وبدون استعداد لإحراز تقدم في وقف تقدمهم النووي، فإن ردود الفعل الدولية ستكون مختلفة عمّا كانت حتى الآن".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024