عين على العدو
صفقات أسلحة ضخمة ومكثّفة بين المغرب والعدو تعود الى ما قبل إعلان التطبيع
يومًا بعد يوم تتكشّف أسرار التطبيع بين كيان العدو وعدد من الدول العربية. على الرغم من أن الإعلان الرسمي لم تمرّ سنة على توقيعه بعد، إلّا أن إعلام الاحتلال يُظهر أن العلاقة تعود الى سنوات سابقة جرى خلالها تعزيز العلاقات بعيدًا عن الأضواء.
وفي هذا السياق، يذكر موقع "يديعوت أحرونوت" أنه قبل وقت طويل من توقيع وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس هذا الأسبوع في الرباط على اتفاق التفاهمات لتعزيز العلاقات الأمنية بين "إسرائيل" والمغرب، سبق ان جرت بين الجانبيْن علاقات أمنية على مستويات مختلفة من السرية، بما في ذلك صفقات أسلحة".
من المفترض أن يحصل سلاح الجو المغربي على 24 طائرة F16V في العام 2025، وهي النسخة المتطورة جدًا من الطائرة الحربية الأميركية القديمة. الصفقة، كما تمت المصادقة عليها من قبل وزارة الحرب الأميركية في واشنطن قبل سنتيْن، تتضمن 40 خوذة طبار متطورة طوّرتها شركة "ألبيت" وتنتج في الولايات المتحدة. وأجنحة الطائرات قد تنتجها الصناعات الجوية الإسرائيلية، واحدة من ثلاثة مزودين لشركة لوكهيد "مارتين"، الشركة المصنعة للطائرة.
بحسب "يديعوت"، يستخدم الجيش المغربي ثلاث طائرات من بدون طيار من إنتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية، تمّ شراؤها قبل ثماني سنوات، للقيام بدوريات في أجواء الصحراء المغربية التي ضمتها المغرب في العام 1979. رسميًا تم شراء الطائرات عبر شركة فرنسية، مقابل 48 مليون دولار، وذلك لطمس العلاقات مع "تل أبيب". ويستخدم المغاربة أيضا مسيّرات صغيرة جدًا اشتروها من "بلوبيرد" الإسرائيلية.
"يديعوت" تشير أيضًا الى أن قوات الأمن المغربية تسلّمت قبل شهريْن عربات غير مأهولة من إنتاج "روبوتيم" الإسرائيلية، التي تملكها جزئيًا شركة "ألبيت". يمكن تجهيز هذه الأدوات بمجموعة واسعة من أنظمة المراقبة، ولكن أيضًا بالمدافع الرشاشة.
واشترى المغرب مؤخرًا منظومات لاعتراض الحوّامات من إنتاج "سكايلوك"، من مجموعة "أفنون" الإسرائيلية.
ولفت الموقع الى أن مذكرة التفاهم تهدف إلى تسريع وتيرة صفقات الشراء المغربية من الصناعات الدفاعية الإسرائيلية. الموضوع الأساسي هو منظومات الدفاع الجوي، مثل باراك 8 البري التابع للصناعات الجوية، الذي تم بيعه أيضًا للهند. يهتم المغاربة أيضًا بالطائرات الانتحارية من دون طيار - أو "التسلّح المتجول" كما يطلق عليها أيضًا - والتي يتم تصنيعها من قبل عدد كبير من الصناعات الإسرائيلية، من صناعة الطيران، من خلال ألبيت إلى U-Visiond ، وكانت ناجحة جدًا عندما تمّ استخدامها من قبل أذربيجان العام الماضي في حربها ضد أرمينيا.
ويُبيّن "يديعوت" أنه لم يتم التوقيع على مثل هذه الصفقات حتى الآن خلال الزيارة إلى الرباط، والمناقشات ستبدأ الآن حول الصفقات نفسها، والتي يمكن أيضًا تنفيذها كصفقات بين الحكومات وليس مباشرة من الصناعات الأمنية الاسرائيلية.