عين على العدو
فلسطينيو الداخل المحتل يُقلقون العدو
كشف المحلّل العسكري في صحيفة "إسرائيل هيوم" يوآف ليمور عن خطة لجيش الاحتلال تقضي بتجنيد قوات احتياط تعمل في الساحة المدنية، لضمان عدم عرقلة نشاطات الجيش من قبل جهات من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948.
وقال ليمور إن الجيش الإسرائيلي قلق جدًا من الأحداث التي رافقت عملية "حارس الأسوار" (العدوان الأخير على قطاع غزة ومعركة سيف القدس مع المقاومة الفلسطينية) في شهر أيار/مايو من هذا العام، والتي تضمنت ليس فقط مواجهات عنيفة في المدن المختلطة إنما أيضًا محاولات تنفيذ عملية من الفلسطينيين في أراضي 1948 على طرقات مركزية وبالقرب من منشآت حساسة، من بينها أيضًا قاعدة عسكرية.
وبحسب المحلّل، الخشية هي من أن تتعاظم هذه الظاهرة في الحرب المقبلة، وتتضمن أيضًا محاولات فعلية لتشويش حركة القوات الاسرائيلية، وقطع طرقات وكذلك التسلّل إلى القواعد بهدف استهداف جنود و"تخريب" تجهيزات حساسة.
ونقل المحلّل عن ضابط صهيوني كبير قوله "نحن نركّز في الهجوم، لكن قد ندفع ثمنًا باهظًا في الدفاع. قد يُعرقل لنا الخطط الهجومية".
وتابع المحلّل "في كلّ مخطط حربي سيُطلب من الجيش الإسرائيلي تحريك قوات كبيرة إلى الشمال والجنوب، ولأن عدد الطرقات محدود، فإن نقل القوات علني ومعرّض للاستهداف. عمليًا، يدور الحديث عن تهديد مزدوج: من جهة أولى العدو، الذي سيحاول تركيز النار لعرقلة تعزيز القوات في الجبهة (خاصة بمخطط قتال ضد حزب الله)، ومن جهة ثانية الفلسطينيين، الذين قد يحاولون استغلال الفرصة لاستهداف القوات والوسائل القتالية".
المحلّل يُشير هنا الى أن "جيش الاحتلال ينفّذ عملًا أركانيًا واسعًا بهدف الاستعداد للحرب المقبلة"، ويبيّن أن "العمل الذي يتركز في شعبة العمليات يتناول نشاطات تتداخل مع القطاع العربي، وهي ليست مرتبطة بالخطط العملانية في جبهة القتال".
ووفق يوآف ليمور، الخطة الجديدة تتضمّن ثلاثة أجزاء: الأول يتناول قوات حرس الحدود الخاضعين للجيش الإسرائيلي. يدور الحديث عن سرايا حرس حدود تنتشر في معظم مناطق الضفة الغربية ونشاطات تحت قيادة الجيش الإسرائيلي، ومن المفترض أن تعمل في الطوارئ تحت قيادة الشرطة.
الجزء الثاني، يتمثّل في نشر كتائب وقوات احتياط من قيادة الجبهة الداخلية، بهدف ضمان أمن المهمات العسكرية ومنع تعطيل حركة القوات العسكرية على الطرقات الرئيسية ومحاولات "تخريب" القواعد العسكرية.
أما الجزء الثالث من الخطة، الذي لم يتم الإتفاق عليه حتى الآن بشكل نهائي، فيتعلق بإيجاد حلول لزيادة عديد قوات الشرطة، للتعامل مع ما يمكن أن يحدث داخل التجمعات السكنية المختلطة.
المحلّل العسكري في صحيفة "إسرائيل هيوم" يلفت الى أن إحدى العبر الأساسية من عملية "حارس الأسوار" هي الحاجة لتنفيذ هذه الإجراءات بسرعة، في بداية المعركة. في كل مخطط حربي في المستقبل سيُطلب من الجيش الإسرائيلي تعزيز سريع للقوات في الجبهة، ما يُلزم نقلًا واسعًا للقوات.
وفي الختام، يقول الضابط على ما ينقل المحلّل "هذا تحدًّ جديد لم نعرفه في الماضي، لكنه يفرض علينا الاستعداد له الآن، كي لا نُفاجأ في المستقبل".