عين على العدو
بعد فشله الذريع.. العدو يبحث عن إستراتيجية للتعامل مع قطاع غزة
رأى الكاتب الاسرائيلي نوعام أمير في مقالةٍ نُشرت على موقع "مكور ريشون" أنَّ الساحة في قطاع غزة هي الأقلّ استقرارًا، مشيرًا إلى أنَّ "احتمال انفجار قطاعٍ مع مليونَيْ مواطنٍ ومنظمةٍ "إرهابيةٍ" (يقصد حركة "حماس" تُديره يخلق وجع رأسٍ أمنيٍاً وعدم استقرار لـ"إسرائيل"".
وأكَّد أنَّ حكومة بنيامين نتنياهو المُغادِرة فشلت في إدارة الاستراتيجية مع قطاع غزة، بالإضافة إلى فشل محاولة جلب هدوءٍ طويل الأمد مقابل تسويةٍ وإعادة إعمار غزة، مضيفًا أنَّ اليوم أصبح جليًا للجميع أو كما قال بالأمس رئيس الأركان أفيف كوخافي في خطابه في مؤتمر بمناسبة ذكرى أمنون ليفكين شاحاك أنَّ "ما كان لن يكون".
الكاتب توقّف عند حديث رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت في مؤتمر دغان للأمن والإستراتيجية في كلية نتانيا، حيث طرح أسئلةً عن "الإستراتيجية الإسرائيلية، الساحة الفلسطينية"، وقال "نحن نتحدث بشكل غير مباشر أو نرى فيها عدوًا "مُرًا" يجب القضاء عليه؟".
بحسب الكاتب، آيزنكوت أفاض بعلامات استفهام عن "المعضلة الإسرائيلية" حول ما يجب فعله مع غزة.
وتابع آيزنكوت أنَّ "جزءًا كبيرًا من المشكلة هو الواقع أنَّ سياستنا وإستراتيجيتنا ليست واضحةً بما فيه الكفاية في الساحة الفلسطينية بشكلٍ عامٍ وفي ساحة غزة بشكل خاص".
وبيَّن رئيس الأركان السابق أن "إسرائيل" لا يمكنها أن تكون متعلقة بوساطة طرف ثالث باستثناء ربما مصر التي هي اليوم الصديق الأكبر وربما الحقيقي التي تتقاسم مع "إسرائيل" مصلحة مشتركة".
واعتبر آيزنكوت أنَّ تأثير مصر على حركة "حماس" قائم لكنه لا يغير الواقع، مشيرًا إلى أنَّه سيكون من الصعب على "اسرائيل" إقناع غزة أنَّ المعادلة التي تعمل بشكلٍ جيدٍ في الضفة الغربية يمكنها العمل أيضاً هناك، طالما أنَّ "حماس" متمسكة بإيديولوجيتها التي مفادها أنه ليس لـ "إسرائيل" الحق بالوجود.
وتابع "في الواقع، قطاع غزة هو قطاع تُسيطر عليه منظمة "إرهابية"("حماس" مع إيديولوجية واضحة لدولة إسرائيل"، مشددًا على أهمية أن تقوم "إسرائيل" ببناء إستراتيجية مقابل غزة، مبيّنًا أنَّه "منذ أن تسلمت حماس السلطة حصلت هناك أربع جولات (قتال) كبيرة والواقع هناك معقد جداً".
وعليه، رأى الكاتب أنَّ آيزنكوت كرئيس أركان لم ينجح في التأثير على المستوى السياسي لاتخاذ قرار حول ما يريده الكيان الصهيوني من قطاع غزة.
وقال الكاتب إنَّه "بعد أن أدرك كل اللاعبين أن معادلة التسوية التي مفادها أن الهدوء سيقابل بهدوء لم تعد ذات صلة، الآن يُطرح سؤال ما هي الخيارات"، موضحًا أنَّ الخيار الأول هو إبقاء "حماس" ضعيفة ومردوعة من خلال إدراك أنه من حين لآخر، أشهر أو سنوات، تحصل جولة قتال مشابهة لتلك التي عايشها الكيان الصهيوني في عملية "حارس الأسوار" (معركة سيف القدس)، والخيار الثاني هو القضاء على "حماس" بشكل نهائي، مؤكدًا أنَّ "إسرائيل" يمكنها تجويع غزة إنسانيًا وتحويل حياة الحركة إلى جهنم حتى تؤدي إلى تصعيدٍ إضافيٍ وفي هذا الوقت الاستعداد لعملية للقضاء على المنظمة، طردها من غزة ونقل إدارة القطاع إلى حركة "فتح"، بحسب تعبيره.
ورأى أنَّ هذا الخيار ممكن لكنه يتطلب مستوى سياسيا يتخذ قرارًا بما في ذلك قرار بتقبل انتقاد شعبي ودولي وهذا لن يكون من السهل إحتواؤه، معتبرًا أنَّ نتنياهو لم يكن لديه رغبة في مواجهة ذلك.
كذاك، وضع الكاتب خيارًا ثالثًا وهو العودة إلى مخطط إعادة الإعمار والتسوية، لافتًا إلى أنّه عندما ينقشع غبار الدمار في القطاع، وعندما تؤدي الحكومة الجديدة اليمين وتعود للقتال من أجل "وجودها" عندئذ يمكن الجلوس ومحاولة وضع إستراتيجية جديدة مع قطاع غزة
وخلص الى أنه "إذا كان ينبغي المراهنة بتواضع كبير على ما يختارونه الاسرائيليون، أنا أقدِّر أن العودة إلى التسوية مقابل إعادة الإعمار ستكون الخيار الأرجح، وعندئذٍ ستواصل "تل أبيب" مجددًا النظر إلى قطاع غزة من الجانب والاستعداد للجولة المقبلة".