عين على العدو
تكتيكات "حماس" في المواجهة الدائرة هاجس الصهاينة
رأى الكاتب الصهيوني جوداه آري غروس في مقالة نشرها موقع "تايمز أوف يسرائيل" أن جيش الاحتلال يعتبر أن "حماس" تحاول تحقيق نجاح كبير، عبر تنفيذ هجوم عبر الحدود أو هجوم كبير آخر، يمكن من خلاله أن تسجل انتصارًا على "تل أبيب" وتُنهي جولة القتال الحالية.
ونقل الكاتب عن ضابط كبير في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال قوله إن "قدرات المخابرات العسكرية ستمنع الحركة من شن هجوم كبير"، معترفا بأن "عملية أصغر حجما قد تكون ممكنة".
وأضاف الضابط الذي تحدث دون أن يكشف عن اسمه: "لا أعتقد أن بإمكان "حماس" القيام بعملية برية مفاجئة، لكنها قد تقوم بهجوم"، مضيفا أن "الحركة قد تحاول شن هجوم واسع النطاق على منطقة "تل أبيب" الحضرية، بعد أن امتنعت عن إطلاق صواريخ على المدينة في الأيام الأخيرة".
وذكر الضابط أنه "وفقا للمخابرات العسكرية، لدى الحركة ذخائر بعيدة المدى تكفي على الأقل لإطلاق وابل من عشرات الصواريخ على تل أبيب".
وعند سؤاله عما إذا كان جيش العدو قد فوجئ بكيفية استخدام الفصائل الفلسطينية لصواريخها، أقر الضابط بأن "وابلا هائلا يتكون من حوالي 150 صاروخا أطلقته "حماس" على مدينة عسقلان الجنوبية في وقت مبكر من القتال، فاجأ الجيش إلى حد ما لأنه لم يكن يتوقع هجوما بهذا الحجم"، وتابع "في ذلك الهجوم، تعرض نظام الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية) لخلل بسيط، ليجري إصلاحه لاحقا، وقد قُتلت سيدتان في أشكلون وأصيب العشرات".
الضابط قال إن جيش الإحتلال "فوجئ بأن الفصائل الفلسطينية في القطاع لم تستخدم بعد مجموعة متنوعة فتاكة بشكل خاص من الصواريخ المطورة في غزة، والمليئة بمئات الكيلوغرامات من المتفجرات ولها مدى قصير للغاية، مما يجعل من الصعب للغاية اعتراضها ويكون تأثيرها مدمرا للغاية في حال سقوطها".
كما ذكر أنه "غير متأكد من سبب عدم استخدام هذا النوع من الصواريخ بعد، أو سبب استخدام "حماس" لعدد صغير فقط من الطائرات المسيرة المتفجرة، التي اعترضها "الجيش الإسرائيلي" حتى يوم الأربعاء".
وزعم الضابط أنه "حتى الآن في الحملة العسكرية التي أطلق عليها اسم "حارس الأسوار"، نجح الجيش في منع محاولات "حماس" لشن هجمات كبيرة، باستثناء منع إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون"، وهو مجال أقر الضابط بأن "الجيش يواجه صعوبة في منعه".
وبحسب الضابط، حاولت "حماس" 3 مرات على الأقل خلال جولة القتال الحالية، إرسال جنود "كوماندوز" إلى الأراضي المحتلة من قطاع غزة عبر الأنفاق التي تصل إلى الحدود دون أن تتمكن من عبورها.
وأضاف أن جيش الإحتلال "منع محاولات التسلل الثلاث هذه، إذ قُصفت الأنفاق مرتين أثناء تواجد نشطاء "حماس" في الداخل بالقرب من مدينة خان يونس في غزة وهاجمتهم مرة قبل دخولهم الممر الجوفي.
الضابط لفت إلى أنه "في مثل هذا الهجوم، كان من المفترض أن تدخل مجموعة صغيرة من مقاتلي النخبة في "حماس" الأراضي "الاسرائيلية" من غزة وتهاجم وتختطف جنودا على الحدود، أو في حالة أكثر خطورة، تهاجم بلدة حدودية"، مضيفا أن "مثل هذه المهمة ستكون بالتأكيد مهمة انتحارية للمسلحين المشاركين فيها، لكنها ستكون بمثابة انتصار علني على الجيش الإسرائيلي".
وبالنظر إلى جهود جيش العدو لمواجهة تسلل محتمل من غزة، قال الضابط إن "الجيش يعتقد أن النشطاء كانوا سيخرجون من نفق قريب من الحدود وسيستخدمون مجموعة متنوعة من عمليات التضليل لمنحهم الوقت الكافي لدخول الأراضي المحتلة من خلال ثغرة في السياج الأمني"، وتابع أنه "من المحتمل أن يشمل ذلك تدمير كاميرات المراقبة في المنطقة، وإطلاق قذائف الهاون في جميع أنحاء المنطقة لمنع الجيش من الاقتراب وإطلاق قنابل الدخان لإخفاء مواقعهم".
وقال إن "الجيش الإسرائيلي كان يعتقد أن لدى "حماس" أنفاقا سبق أن استُخدمت في محاولات التوغل الثلاث وفكر في تدميرها، لكنه قرر بدلا من ذلك اتخاذ "مخاطرة محسوبة" وضربها بمجرد أن تحاول الحركة استخدامها"، مضيفا أن "عددا من كبار نشطاء "حماس" قُتلوا في هذه الضربات".
وادعى الضابط أن الجيش "حقق أيضا نجاحا نسبيا في إحباط جهود "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لتنفيذ هجمات صاروخية موجهة مضادة للدبابات، باستثناء تلك التي قتلت الجندي الإسرائيلي عومر طبيب"، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال "دمر حتى الآن ما لا يقل عن 40 خلية للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، تاركا لكل من "حماس" و"الجهاد" معا نحو عشرين قاذفة صواريخ موجهة مضادة للدبابات".
وعلى الرغم من هذه النجاحات المزعومة، ذكر الضابط أن "الجيش يواجه طوال جولة العنف الحالية صعوبة في منع "حماس" و"الجهاد" من إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، ما سمح للحركتين بإطلاق آلاف الصواريخ على جنوب ووسط الأراضي المحتلة، وما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 مستوطنا".
كما لفت إلى أنه "حتى مساء يوم أمس الأربعاء، أطلقت "حماس" و"الجهاد" ما يقرب من 4000 صاروخ على المستوطنات، ربعها تقريبا قذائف هاون على التجمعات السكنية الإسرائيلية المتاخمة مباشرة لحدود غزة والباقي صواريخ متفاوتة المدى"، مشيرا إلى أن "في هذه الجولة، كانت "الجهاد" مسؤولة بشكل أساسي، ولكن ليس حصريا، عن إطلاق قذائف الهاون، بينما أطلقت "حماس" في الغالب الصواريخ".
وبحسب الضابط، "يعتقد الجيش في الأيام الأخيرة أنه طوّر عددا من التقنيات والقدرات الجديدة للعثور بسرعة أكبر على منصات إطلاق الصواريخ التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية، لا سيما تلك التي تحتوي على أنظمة إطلاق صواريخ متعددة، ما يسمح لها بتدمير جزء منها على الأقل قبل أن تتمكن الفصائل من إطلاق الصواريخ باتجاه "إسرائيل"".
وقال الضابط إن "تكتيكات الجيش تضمنت نشرا أفضل للطائرات المسيرة والقوات البرية لرصد إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون ثم ضرب مصادر الهجمات، معتبرا أن "الصواريخ وقذائف الهاون لا تزال تشكل تحديا كبيرا".