عين على العدو
لعنة سرقة الأسلحة من القواعد الإسرائيلية تتزايد
يبدو أن لعنة سرقة الأسلحة من جيش الاحتلال قد تزايدت في الأشهر الأخيرة ولا سيّما بعد المطاردة في قاعدة نيفاتيم ليل أمس.
ويقول المراسل العسكري لموقع "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون إنه "بالتوازي تقريبًا مع تصاعد العنف في "القطاع العربي"، هناك تزايد عمليات السطو وسرقة الأسلحة والذخيرة من قواعد الجيش الإسرائيلي.
ويتابع "على سبيل المثال، منذ حوالي شهر ونصف، نام المقاتلون في إحدى كتائب الناحال التي كانت تتدرب في غور الأردن. ولاحظ الفلسطينيون ذلك ثم سرقوا سلاحين على الأقل من الجنود، أحدهما رشاش من طراز نيغف وبندقية تافور، وأدرك الجنود ذلك لاحقًا عندما استيقظوا".
ويلفت إلى أنه في نهاية النشاطات الأمنية، عُثر على الأسلحة مع فلسطينيين في منطقة أريحا وأعيدت إلى الجيش. وقرر لواء ناحال الاستمرار كالمعتاد بعد الحادث وعدم اتخاذ إجراءات قيادية، على الأقل حتى يجري الانتهاء من تحقيق الشرطة، الذي لا يزال مستمرًا.
ويضيف "حتى في فرقة الاحتياط التابعة للقيادة الجنوبية، لم تُتخذ حتى الآن أية إجراءات قيادية، بعد أن كُشف عن سرقة ما لا يقل عن 93 ألف رصاصة عيار 5.56 قبل شهرين من مخابئ قاعدة الوحدة، المحاذية لمركز التدريبات القومية في قاعدة تساليم".
وتابع مراسل "يديعوت أحرنوت": "على الرغم من الموارد الكبيرة والجهود التي بذلتها الشرطة، لم يُعثر على مستودعات الذخيرة المسروقة بواسطة سيارات اخترقت القاعدة. كما سُرقت صباح أمس ، قبل 10 ساعات من حادثة نفاتيم، نحو 20 ألف رصاصة من قاعدة مقر قيادة لواء جفعاتي في الجنوب، "سديه تيمان"، وهي قاعدة سبق أن سُرقت منها أسلحة في الماضي".
وفي السياق عينه، ذكر أن هناك من اقتحم قاعدة تساليم في الأسابيع الأخيرة وسرق حاويات كاملة مزودة بمعدات تشغيلية وإدارية لكتيبة كانت تتدرب هناك.
ويذكر أنه قبل ثلاثة أشهر فقط ، سرّح رئيس الأركان أحد صغار الضباط من قاعدة قرب الحدود اللبنانية، بعد خرق أمني أدى إلى سرقة عشرات الأسلحة من القاعدة.
أما بخصوص حادثة نفاتيم، فقال المراسل "هي لا تتعلق بسرقة السلاح كما في حالات أخرى، لكنها قد تكون نقطة فاصلة في جرأة الجهات الإجرامية من الشتات البدوي في النقب على أجهزة الأمن والقانون "الإسرائيلية"، إذ شدد سلاح الجو على أنه لم يتم التعرف على اللص على أنه مسلح في أي مرحلة، وكان من الواضح في مرحلة مبكرة أن هذا لم يكن أمنيًا أو خوفًا من إلحاق الأذى بالطائرات، بما في ذلك طائرات F-35 التي كانت في القاعدة".
وأشار إلى أن إن اختيار اللص لقاعدة الجيش، ملاذً آمنًا أثناء مطاردة الشرطة يستلزم تغييرًا في تصور الجيش لظاهرة الفقدان المتزايد للسيطرة. حقيقة أنه فقط في الصباح أصبح من الواضح أن اللص تمكن من تسلق ثلاثة أسيجة، أحدها على ارتفاع 5 أمتار، للخروج من القاعدة والهروب، من المحتمل أن يؤدي إلى اتخاذ إجراءات قيادية داخل القاعدة.
في نهاية المطاف، لم تُجدِ مساعدة المروحيات والطائرات من دون طيار والوحدات التي استُدعيت للمشاركة في عمليات البحث المطولة في القاعدة الضخمة، كما لم تفعل سرية من المقاتلين الذين يحمون بشكل دائم المعسكر الأكثر حيوية لأمن "إسرائيل" واستمرارية عمل سلاح الجو، على حدّ قول مراسل "يديعوت أحرنوت".
بدوره، قال ضابط صهيوني سابق خدم في منصب رفيع في معسكر تساليم إن "الجيش هناك يتباهى بالملايين التي استثمرت في العديد من الإجراءات الأمنية، أبراج الحراسة والأسيجة الجديدة، وبالفعل تمّ الحفاظ على مستودع الأسلحة بشكل أفضل، ولكن على بعد أمتار قليلة، قاعدة الفرقة التي من المفترض أن تقاتل غداً صباحاً في قطاع غزة، تتعرض إلى اختراق تلو اختراق منذ حوالي عامين".