عين على العدو
خيبةٌ اسرائيلية من مقاربة جو بايدن للملفّ الإيراني
في مقال نشره موقع القناة 12 الاسرائيلية، توقّف رئيس مركز أبحاث الأمن القومي في كيان العدو عاموس يدلين عند الفوارق في التعاطي مع الملف النووي الإيراني بين واشنطن و"تل أبيب"، فقال "لدى "إسرائيل" والولايات المتحدة هدف استراتيجي مشترك: يجب ألا يمتلك النظام في إيران أسلحة نووية.. هنا ينتهي التوافق بين الجانبيْن.. يتخذ الحليفان المقرّبان مواقف مختلفة تمامًا فيما يتعلّق بمسار تحقيق هذا الهدف المشترك".
وبحسب يدلين، هناك خمس وجهات نظر جوهرية ميّزت بين واشنطن و"تل أبيب" في العقد الأخير:
1- نظرية التهديد: في "إسرائيل" تُعتبر إيران، التي تمتلك أسلحة نووية، تهديدا وجوديا. في المقابل الولايات المتحدة لا ترى في القدرة النووية العسكرية التي بحوزة إيران تهديدًا وجوديًا عليها.
2 - في خلفية اتخاذ القرارات - صدمات مختلفة. يقف امام أعين متخذي القرارات في إسرائيل ذكرى "المحرقة"، بينما في الولايات المتحدة تعيش ذكرى الحربين اللتين لا تنتهيان في الشرق الأوسط.
3 - تسعى "إسرائيل" جاهدة لتحقيق هامش أمان واسع بين قرار إيراني هو الانطلاق نحو القنبلة والوصول الى السلاح، بينما الولايات المتحدة، حتى لو لم تعلن ذلك، "تعيش في سلام" مع إيران على الحافة النووية، طالما أنها لا تنتج القنبلة نفسها.
4 - تعتقد الإدارة الأمريكية بأن بإمكانها إيقاف إيران عسكريًا في طريقها إلى القنبلة، حتى لو كان ذلك في اللحظة الأخيرة. "إسرائيل"، حتى لو كانت تؤمن بقدرة الولايات المتحدة على القيام بذلك، لديها ثقة منخفضة في التصميم والاستعداد الأمريكي. وفي الخلفية تظهر التجربة المريرة مع كوريا الشمالية.
5 - في النهاية، النظرية السائدة في واشنطن هي أن البديل عن الاتفاق مع إيران هي الحرب. مقابل ذلك، لا زالوا في "تل أبيب" يعتقدون بأن مواصلة الضغط على إيران ستؤدي الى إسقاط النظام أو تفرض عليه اتفاقًا أفضل بكثير. تعتقد "إسرائيل" بأن إحباط البرنامج النووي عسكريًا، كخيار أخير، لن يؤدي إلى حرب. وفي الخلفية يذكرون سوابق إحباط مفاعلات نووية في العراق وسوريا، وأيضا عملية اغتيال قاسم سليماني من قبل الأميركيين أو الهجمات الجوية الموضعية التي لم تؤدِ الى تصعيد وحرب شاملة.
ويقول رئيس مركز أبحاث الأمن القوم في كيان العدو إن "الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهّد خلال حملته الانتخابية بالعودة الى الاتفاق النووي.. هذا هو إرث إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما الديمقراطية، وفي الإدارة الجديدة يتولى مناصب كبيرة اشخاص شاركوا في صياغة الاتفاقية مع إيران في عام 2015. الأجواء السائدة اليوم في واشنطن تشير الى السعي الى إلغاء معظم الاجراءات التي قام بها الرئيس السابق دونالد ترامب، حتى التي تتعلّق بإيران".